د. سليمان الشطي.. حكاية أخرى! / علاء الجابر
مُبهجة هي تلك اللحظة التي تُفاجأ فيها بتقدير عملك البحثي من قبل الآخر، لكن أن يأتي هذا التقدير من شخصية بحجم وقيمة أ. د. سليمان الشطي، فتلك حكاية أخرى.
احتل مسرح الأطفال الجزء الأكبر من مجمل إصداراتي، تأليفاً وإعداداً، توثيقاً ونقداً، عبر خمسة كتب هي :
- مسرح الطفل في الكويت (1978-2002) الصادرعام 2004.
- مسرحياتي كما أراها الآن – الصادر عام 2005.
- ثورة الأطفال: نصوص مسرحية- الصادرة عام 2012.
- مسرح الأطفال في الكويت (قراءة في التجارب الأولى) الصادر عام2018.
- هيا نقرأ: نص مسرحي – الصادر عام 2018.
وكم شعرتُ بالامتنان طوال السنوات الماضية لكلمات الشكر النابعة من عشرات الباحثين والمهتمين والطلبة ممن استعانوا بتلك الإصدارات في مقالاتهم ودراساتهم وأبحاثهم، خاصة تلك الاستعانة المتكررة في الرسائل العلمية، في معظم المعاهد والكليات المسرحية العربية وآخرها رسالة دكتوراه للباحث فرحان المطيري التي قـُدمت في أكاديمية الفنون بالقاهرة تحت إشراف أ.د/ سامية حبيب، و د. حمدي النورج.
الامتنان أولاً لأمانتهم العلمية، بإشارتهم للمرجع، وثانياً لوفائهم عبر كلمات تُبهرني بنبلها وشفافيتها.
لكن ما قرأته قبل أيام، تجاوز كل مشاعر الامتنان، حيث ترك في نفسي بالغ الأثر، كون كلمات الشكر جاءت من شخصية مرموقة، مثل د. سليمان الشطي، الذي يُعد أحد أبرز الأسماء في المنطقة العربية في المجال الأدبي والنقدي، والذي شغل منصب أمين عام رابطة الأدباء في الثمانينيات، وعميد المعهد العالي للفنون المسرحية في التسعينيات، بالإضافة لعشرات المجالس والهيئات الاستشارية، وحصل على جائزة الدولة التقديرية قبل سنوات، وهذا لعمري تقدير كبير، ومكافأة قيّمة، تُذيب كل عناء بذلته يوماً في عملي البحثي.
كتب الشطي في مقدمة كتابه: ” ولن أنسى فضل الأستاذ علاء الجابر، فبعد معاناة خضتها في توثيق مسرح الطفل، وكنت متشككاً وحائراً في بعض المعلومات التي بين يدي، فجاءت هديته المتمثلة في كتبه الثلاثة عن مسرح الطفل، فوثقت ما وصلت إليه، وقد أشاع في نفسي بعض الاطمئنان“.
كان بإمكان الشطي أن يكتفي بالإشارة العلمية للمراجع الثلاث، ضمن الهوامش وقائمة المراجع فقط، لكن الباحث الحقيقي هو من يقدر قيمة المعلومة التي تصله، يفرح بها، تترك أثرها في نفسه، ويهتم بالإشارة لمصدرها. وحين وصلت لباب مسرح الطفل، فوجئت بإشارة أخرى من الشطي، إشارة تدلل على أننا أمام باحث أصيل، يقدر الكلمة، ولا يتجاوزها، حيث لم يكتف بالإشارة لي في المقدمة، وكررها مرة أخرى في الفصل الخاص بمسرح الطفل قائلا: ” أنوه هنا باستفادتي من الإحصاءات التي أوردها الأستاذ علاء الجابر في كتابه مسرح الطفل في الكويت 1978 –2002“.
الكتاب الذي وصلني متوجاً بإهداء رقيق من أستاذنا الكبير الشطي، كتاب شامل كامل، غني بالمعلومات، حافل بالتفاصيل، عميق الأثر. وهذا هو المتوقع حين يتصدى للتوثيق باحث قدير بحجم الشطي، ليقدم كتابا عن المسرح في الكويت منذ عام 1924 – 2000، من إصدارات المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب.
ولا أبالغ في القول أن الكتاب بما جاء فيه من فصول ومعلومات وبيانات حول المسرح في تلك الفترة الطويلة سيضيف الكثير إلى مكتبة المسرح في الكويت.
هكذا هم الكبار دائماً.. الذين يعرفون قيمة المعلومة ومكانة الباحث، وهكذا هي أصول البحث العلمي.
شكراً بحجم الكون لأستاذنا الجميل أ. د. سليمان الشطي، ووعد منا بالاستمرار على النهج الذي خططناه لأنفسنا لاستكمال مسيرة أساتذتنا الكبار بمزيد من العمل والإنجاز.