نهضة واستثمار الفرق المسرحية / بقلم: محمد القلاف
تعتبر الكويت من أولى دول الخليج في إنشاء المسرح، إذ كانت البداية مدرسية على يدي القديرين محمد محمود نجم وحمد الرجيب- رحمهما الله تعالى، ثم استمرت الحركة المسرحية بجهود محمد النشمي وعبدالله خريبط، وعبدالله حسين، وحسين الحداد قبل أن يضع زكي طليمات الأساسات الأكاديمية التي أنتجت ظهور المواهب والمبدعين.
وفي هذه الفترة ما بين الخمسينيات والستينيات ظهرت فرق مسرحية آنذاك وهي: فرقة المسرح الشعبي عام 1957، وتأسست فرقة المسرح العربي عام 1961، وكذلك تأسست فرقة مسرح الخليج العربي في 1963، أما فرقة المسرح الكويتي تأسست عام 1964. هذه الفرق قدمت عروضًا مسرحية ما بين اللغة العربية الفصحى واللهجة المحلية، وكانت عروضها هادفة وتحقق المتعة للمجتمع.
ولكن على الرغم من المجهود الرائع والمميز، إلا أن الفرق بدأت تعاني الكثير من نقص المباني أو المراكز الخاصة لها، إضافة إلى ضعف التمويل المادي، فالميزانية قليلة ولم تتغير لهذه الفرق الأربعة والتي لا يمكنها تغطية كل احتاجاتها.
ولقد عبر رؤساء مجالس إدارات هذه الفرق عن معاناتهم في أكثر من مناسبة، نذكر منها ما جاء في صحيفة القبس عدد 28 نوفمبر 2019 حيث نشر تحقيق بعنوان: (إبداع الفرق المسرحية الأهلية.. مُحاصَر منذ الخمسينيات) تحدث فيه د.نبيل الفيلكاوي وقد “طالب بزيادة الدعم لأن المعونة التي تقدم لم تزد منذ 60 عاماً تقريبا، مشيرا إلى أن كلفة صناعة العمل المسرحي قد ارتفعت”. وحذر المخرج أحمد الشطي من أن”المعوقات التي تواجهها الفرق المسرحية الأهلية هي نفسها التي تعرقل مسيرة أي مشتغل جاد في الوسط الفني والثقافي بالكويت”. والمشكلة المادية كررها الفنان أحمد السلمان. أما الفنان ميثم بدر فأشار إلى أماكن العمل : “لا نملك أماكن لعمل بروفات ولا نستطيع الحفاظ على استمرارية العروض التي تقدم في المهرجانات لمدة يوم واحد فقط وذلك لعدم توافر الميزانية”
من خلال ما سبق، لا بد من وضع الحلول وتغيير بعض البنود في الوزارة أو المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بالتنسيق مع رؤساء الفرق المسرحية.
أحد الحلول والذي اعتبره من الحلول المميزة وقد ينقذ هذه الفرق من جمودها هو ما ذكره الاستاذ الكاتب والناقد بدر محارب في لقاء تلفزيوني (برنامج أوراق ندى) تاريخ ٧ ديسمبر 221 ويتلخص في: إعطاء مبلغ 250 ألف دينار كدعم سنوي لكل فرقة أهلية، ويكون هذا المبلغ محجوز بصندوق الإدارة المالية بالمجلس الوطني للثقافة، وليس في صندوق الفرقة لابعاد الشبهات والحرج عن الفرقة ومجلس إدارتها. ويكون هناك آلية للصرف يتم تحديدها مع المجلس. بالإضافة لتخصص صالات العرض الأربعة التابعة للمجلس كالدسمة وكيفان والشامية وعبدالحسين عبدالرضا للفرق المسرحية “الأهلية” لتقديم مشاريعها الفنية طوال الموسم المسرحي (من بداية سبتمبر إلى نهاية مايو).
ونضيف على الأستاذ بدر محارب بالسماح للفرق أن تجعل من القطاع الخاص بالاستثمار في هذه الصالات، أما الإعلانات فالحكومة تتكفل بنشر اعلانات الفرق عبر وسائل الإعلام الرسمية، وكذلك عمل رسوم رمزية في المهرجانات الرسمية كحال الكتب التي تباع في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، وتصبح جزء منها للدولة والفرق.
وكلنا أمل بأن تتحقق هذه الطموحات ليتم الارتقاء بمسرحنا الكويتي.
** محمد القلاف / تخصص نقد وأدب مسرحي