بالمغرب: قريبا ..مسرح نجابل يقدم العرض المسرحي الأول “المركبة” بمسرح ابن مسيك/ بشرى عمور
سيكون جمهور الفن الرابع على موعد اليوم السبت 24 سبتمبر 2022 مع العرض الأول لمسرحية ” المركبة” على الساعة 7 مساء بمسرح بن مسيك بالدار البيضاء.
ومسرحية ” المركبة” من نوع ciné-théâtre هي من تأليف سعد الله عبد المجيد، سيناريو وإخراج صلاح الجبالي، ويؤدي أداء هذا العمل كل من هشام شوكي، زينب القادري، ولوزيني محمد. السينوغرافيا صلاح الجبالي، محمد لوزيني. تنفيذ الديكور والأكسسوار محمد دايمي، تصميم الملابس وإعدادها مليكة خمليشي. التصوير والمونتاج محمد لوزيني، بث الفيديو الإنارة والصوت هشام عازم، المحافظة الفنية وإدارة الخشبة محسن قي، إنتاج صلاح الجبالي (شركة نجبال للإنتاج)، الإدارة وتنفيذ الإنتاج فائزة حنافي، التواصل والإعلام، وإدارة الجولة أحمد طنيش.
تأتي فكرة العرض وحدثه وصراعه الدرامي، حسب تصريح المخرج (الجبالي) لموقع مجلة الفرجة، قائلا :” يستقبلنا الفضاء السينيكي بمشاهد تقدم لنا سيرة الأرض، وهي في هناء وهدوء وصفاء، لتتغير الأجواء وتأتي مشاهد صادمة يظهر فيها تشويه الطبيعة من رمي النفايات الصلبة بالبحار ورمي الأزبال في كل مكان وتكاثر الأوبئة والتلوث وإعلان الجفاف وندرة الماء واحتضار الأرض.
تأتي مشاهد أخرى يدق ناقوس الخطر إيدانا أن هناك هول كبير قادم؛ مع لحظة حينية تضعنا أمام هول الدمار الذي تعيشه الكرة الأرضية، زلازل قوية عامة عبر المعمور، التسونامي حرائق الغابات انفجار البراكين، هول الدمار يقدم صورا بشعة وعبرها نسمع أصوات النجدة والخوف والترقب، يظهر لنا الفضاء الهلامي خارج الكرة الأرضية يعج بمحطات فضائية من العالم وهي هاربة إلى خارج الأرض لتنجوا من الفناء، تتبعها في تلك الابنان نيازك مدمرة حارقة من كل جانب فترديها رمادا، خلال هذا الهجوم تنجوا مركبة فضائية وحيدة، نبقى معها وهي تراوغ النيازك وتستحوذ على الفضاء، ونعلم حينها أنها مركبة مغربية .
في لحظة سكون وعلى مثن تلك المحطة المركبة الفضائية الوحيدة الناجية، نتعرف عن قرب على عالمين رجل وامرأة) عيش وعيشة ( بقيا لوحدهما بعد الدمار، وبهذا يتم إقناعنا كمتلقين أننا أمام ناجيين وحيدين من كوكب الأرض وهما مغربيان، يظهر لنا حديثهما أنهما موزعين بين الفرحة والخوف الذي سكنهما وهما في هباء فضاء آخر خارج الأرض زمنا ضوئيا يقارب 300 سنة وما فوق وفق الحساب الأرضي، أما الحساب الضوئي فهي أيام معدودات. .
طموح الرجل الوحيد الناجي من الدمار أن يعود إلى الأرض لتكملة رسالة أصوله البشرية ولإعادة التنشئة، خلاف المرأة الوحيدة الناجية التي بصحبته والتي خلقت قطيعة مع الأصول البشرية ومقتنعة بالواقع الجديد، وتود الاستمرار خارج كوكب الأرض لكي لا تعيد مأساة المرأة عبر تجربتها التاريخية وبذلك ترفض العودة إلى الأرض، الصراع يتصاعد حينما يساومها الرجل ويدن على أدنها بمعية الشبح الذي بينها والذي يوسوس لهما .
خلال الترافع والصراع تقدم الحبكة الدرامية أطروحتها في فرجة تجمع بين الدراما والتراجي كوميدي والبعد الكوميدي، إذ المرأة ترفض وتقترح شروطا تعزيزية يستجيب لها الرجل الطامح للعودة إلى الأرض لتحقيق أمانيه بأي ثمن، وبينهما الشبح الذي يود نزولهما ليلعب دوره المنوط به .
مشهد نهائي تظهر فيه المركبة وقد نزلت في فضاء آخر ولكنه ليس بالأرض، فضاء تتحق فيه حياة بشروط العالم الفضائي خارج الزمن وتبعاته، لتنتصر المرأة، وينهزم الرجل، ويندثر الشبح”.
وفي استفسارنا عن الرؤية السينوغرافية والسينيكية، يستطرد (الجبالي) :” يعتمد الفضاء السينيكي على شاشة كبرى (écran géant) في عمق الخشبة تمرعبرها الأحداث المصورة، بدء من المشاهد التي تظهر سيرة الأرض قبلا وحينا وبعدا، توظف فيها تقنية سيني -تياتر (ciné-théâtre) .
إلى جنب البث البصري هناك البث الدرامي المسرحي الذي يتكامل طرحه الأول مع الطرح الثاني والذي تعتمده المسرحية والمرتبط بما يخص بقاء شخصين وحيدين فقط من العالم وهما مغربيان في الفضاء الخارجي للأرض؛ إذ يقرر الرجل في ذلك الفضاء أن يعود إلى الأرض لإعادة الحياة والإعمار والنسل، )وتوظف الشاشة الكبرى بأن تظهر لنا خلاء ماقبل البناء وما قبل تعمير الأرض، من جديد( لكن المرأة ترفض لأسباب سابقة بأن لا تعاد الخطيئة ومعاناة المرأة، وبينهما شبح/شيطان، يوسوس لهما، )تظهر لنا على الشاشة الكبرى الحروب والقتل البشع والفتك والأوبئة التي عرفتها الأرض( وفي الأخير يتحقق النزول لكن إلى كوكب آخر، لتنتصر المرأة يهزم الرجل والشبح..
النزول الذي سيتم بفضاء آخر خارج الأرض سيتم بتقنية تماه بين مايظهر على الشاشة الكبرى الذي تخترقها تقنيا )المركبة الفضائية( حتى نرى تلك المركبة الفضائية على الخشبة
مع نزولها بشكل مفاجئ يخلق فرجته وصدمته، وتتحول المركبة الفضائية إلى ديكور فني وتقني يؤثث الفضاء المسرحي.
الفضاء السينيكي المرتبط بالحبكة الدرامية يقدم لنا فضائين مركزيين :
الفضاء الأول: مكانه المركبة الفضائية حيث تصلنا المشاهد )الأداء والحوار بين الشخصيتين وثالثهما الشبح وهم على متن المركبة الفضائية( بتقنية التسجيل )صوت وصورة( بأداء خاص وملابس خاصة كذلك..الذي يمر عبر الشاشة وطبيعة الصوت يوشي أنه من مكان بعيد عبر دبدبات خاصة، وكأنها مراسلة من خارج الفضاء .
الفضاء الثاني: مكانه الكوكب الآخر/الذي يضنه الرجل في الوهلة الأولى أنه الأرض لحظة النزول، حيث تقدم المشاهد، بأداء درامي فرجوي، بطريقة أداء خاصة وبلباس خاص وذلك على خشبة المسرح وحينها يقبض المتلقي على الحدث وصراعه. .
عبر هذا الحدث الدرامي وأطروحة النص في شكلها الدرامي والكوميدي والجمالي والتراجي كوميدي تناقش قضايا إنسانية وكونية ووجودية وإنسانية على وجه الخصوص وترسل رسائل عن القيم والمثل ووصايا الإنسان للعيش الكريم والتسامح والتعايش..”