النادي الثقافي بمسقط ينظم ورشة «سوالف بصرية» لتطوير القصة العمانية/ محمد الحمامصى
احتضن النادي الثقافي بمسقط في سلطنة عمان ورشة “سوالف بصرية” لتحويل القصة العمانية القصيرة إلى مسرحيات قصيرة.
أطر هذه الورشة المختبر د.عزة القصابي عضو النادي الثقافي منسقة وسمير العريمي ود.سعيد السيابي من عمان وعبد اللطيف فردوس من المغرب كمؤطرين.
شارك في الورشة 11 من المبدعين العمانين الشباب، وقد استمرت أشغالها من 4 إلى 7 سبتمبر الحالي بمقر النادي الثقافي.
وفي هذا الحوار مع المسرحي المغربي عبد اللطيف فردوس نلقي الضوء على جوانب مهمة حول الورشة/ المختبر والمسرح العماني.
خاصة أنه قيمة وقامة فنية، عمل لعقود على تكوين شباب بالمغرب وصقل مواهبهم في الكتابة والتمثيل والإخراج ومواكب لتجربة المسرحية القصيرة.
** لماذا سميتها بالورشة/المختبر؟ وما مدى معرفتك بالنادي الثقافي؟
** الورشة Workshop في نظري، وكيفما كان موضوعها أو نوعية نشاطها مجبرة بقوة اسمها على الإنتاج، فما سميت بورشة إلا لأنها تنتج شيئا ما بعد فترة من العمل.
ورشة العمل هي أهم اختبار تجريبي للمسرحية القصيرة، وبالتالي ترتكز كتابتها على فكرة المختبر المسرحي. يرى تشيكوف الذي ألف تسع مسرحيات قصيرة أن البعد التجريبي يتجلى في نقل القصة إلى مسرحية، وهذا البعد كان يسميه “الدراسة المسرحية”.
جميع الورشات التي أطرتها أنتجت نصوصا مسرحية قصيرة، منها ما نشر في كتاب يجمعها “خطوات نحو الكتابة المسرحية” التي نشرته فرقة تانسيفت في إطار برنامج التوطين المسرحي لموسم 2018. الورشات في المسرحيات القصيرة توفر نصوصا مسرحية قصيرة، لذلك نركز على الوفرة كمرحلة أولى ، وحينما أقول الوفرة لا اعني الكم العددي.
أما بالنسبة للنادي الثقافي بمسقط فهو النادي الجامعي سابقا، تأسس في موسم 1983، ويهدف إلى توثيق الروابط الثقافية والاجتماعية بين المثقفن والمبدعين.
يرأس مجلسه الإداري حاليا د. محمود السليمي الذي يتميز بثقافته العالية التي جعلت كل من تعرف عليه يشبهه بالموسوعة الفكرية.
دائم الحضور في النادي ومواكب لأنشطته، ومن بين فعاليات هذا النادي التي اتيحت لي فرصة التعرف عليهم الشاعر والمسرحي عبد الرزاق الربيعي، ود.عزة القصابي، د.سعيد السيابي وسمير العريمي والشاب محمود العبري.
أما من خارج النادي فقد تشرفت بمعرفة د.حميد العامري رئيس جمعية السينما والمسرح، وعضوها المحترم محمد العجمي والمخرج السينمائي قاسم السليمي.
لقاءاتي بهذه الأطر زادتني إيمانا بضرورة تقوية هذا الجسر الذي مده النادي الثقافي بين سلطنة عمان والمملكة المغربية، فجاءت أولى خطوات الاستجابة لمبادرة النادي من قبل فانوراميك الجمعية المسرحية المغربية التي قررت أن تطلق اسم “دورة سلطنة عمان” على الدورة الأولى للمسرحية القصيرة بمراكش، وسيتم تقديم عروض مسرحية قصيرة ألفها شباب عمان في ورشة سوالف بصرية.
** كيف جاءت فكرة تنظيم هذه الورشة؟
** الورشة مبادرة من د.عزة القصابي التي كانت تتابع عن بعد الورشات التي أؤطرها بالمغرب، فربطت جسرا للتواصل بيننا اطلعت عبره عن كيفية اشتغالي في الورشات، فاقترحت إمكانية تنظيمها في مسقط تحت إشراف ودعم النادي الثقافي، ولما اطلعت على هذا النادي أهدافا وتنظيما وفعالياته الفكرية والتسييرية، تحمست لهذه الخطوة لكونها إضافة نوعية لدائرة علاقاتي الإنسانية والمعرفية والمهارية. كان هذا فبل 2019 إلا أن وباء كورونا أخره الى 2022.
** وماذا عن اختيار ” سوالف بصرية” كاسم لهذه الورشة؟
** عندما سألت الكاتب سمير العريمي قام بتوضيح الأمر، قال لي “السالفة في دارجتنا العامية العمانية هي حكاية أو قصة قصيرة تدور عن شخص ما أو حدث معين. ففي العامية نقول: “تعال أحكي لك سالفة” ثم نبدأ في قص الحكاية. واختيار “سوالف بصرية” اسما للورشة من بنات أفكار د.عزة القصابي عضو النادي الثقافي صاحبة مبادرة هذه الورشة ومنسقتها ومقترحة أسماء مؤطريها، وعنت بهذا الاسم تحويل القصص القصيرة “السوالف” إلى عروض بصرية متمثلة في المسرحيات القصيرة كمنتج نهائي من الورشة.
** ماذا كانت توقعاتك من المتدربين في الورشة بصفتك أحد المؤطرين؟
توقعت الإقبال الصادق للشباب على الاستفادة من حيثيات الورشة، وصقل تجاربهم الكتابية، وقبل ذلك كسر حاجز الخوف أو التردد من خوض التجريب في تحويل القصة القصيرة إلى مسرحية قصيرة، وتنبيههم إلى ضرورة القراءة المستمرة والاستزادة فيها في مختلف حقول الادب وخاصة القصة والمسرح، والعمل على استكشاف أحداث وشخصيات القصص العمانية لتطوير تجربهم الفتية الناشئة في التكثيف والتحليل.
** ما مدى استفادتكم مسرحيا من هذه الورشة؟
فزت بمجاورة د.سعيد السيابي الأستاذ الجامعي الباحث والموثق للمسرح الخليجي والعماني، المبدع في شتى مجالات الاجناس الأدبية والفنية من رواية وقصة وقصص قصيرة ومسرح، وغيره من المبدعين المسرحيين والشعراء.
لقد شكل الاحتكاك بهم بالوسط المسرحي والثقافي العماني إضافة نوعية متميزة لمساري. إن احتكاكي بالشباب الذي شارك في الورشة أكد لي بما لا يدع إي مجال للشك إن شبابنا ينتمي إلى جيل التحدي، حيث قبل في أول حصة رهان كتابة مسرحية قصيرة لكل مشارك، وفعلا استطاعت الورشة إنتاج 11 مسرحية قصيرة، وهو مجموع المشاركات والمشاركين في الورشة.
** كيف رأيت المشهد المسرحي في سلطنة عمان؟
ماهي آليات تحويل الإنتاج القصصي إلى أعمال مسرحية، كيف يمكن ذلك؟ وما هي المراحل التي تمر بها هذه التجربة؟.
هناك عناصر مشتركة تجمع النص القصصي القصير مع النص المسرحي وهذا التلاقي يسهل من مشروع صناعة تحويل التجربة السردية إلى نوع كتابي آخر يعتمد على الحوار ومثل هذه التجارب الكتابية التي تستفيد من بعضها البعض تكون أكثر نضجا وقوة لأنها دخلت في أكثر من عملية إنتاج وقراءة وإعادة كتابة.
كيفية الدخول في عملية التحويل من جنس أدبي إلى آخر بالاعتماد على الأسس الكتابية وقواعدها وهنا في النص المسرحي الذي يقوم على الموضوع الذي تصل رسالته عن طريق الحوار وهو العنصر الأهم والفارس الرئيس بين نص قصصي يقوم على السرد والمسرح الذي يقوم على الفعل ويشتمل على العناصر الدرامية من الصراع بأنواعه الداخلي/ النفسي والخارجي صراع الفرد مع الفرد وصراع .
عن: بوابة دار الهلال