مؤشرات احصائية عن العروض المسرحية المختارة لمهرجان بغداد الدولي المسرحي ال3 / حيدر عبدالله الشطري
تقوم الدراسات الإحصائية بإلقاء الضوء على الكثير من الحقائق التي يعمل الباحث على الاشتغال عليها وهي مهمة وضرورية في دراسة البيانات وجمعها وتحليلها وبالتالي الوصول الى قراءة الكثير من الجوانب الخفية التي تحتاج الى ابرازها والتأشير عليها ومن ثم تفسيرها وتوضيح نتائجها .
وبعد القاء نظرة على العروض المسرحية التي قامت ادارة المهرجان باختيارها، والتي تبين الكثير من الحقائق الإحصائية التي تساعد الباحثين في دراسة هذه العروض دراسة أولية فاحصة والتي ابينها وفق التصنيف المقترح
اولا : عدد العروض
وبعد معرفة العروض التي ستشارك في مهرجان بغداد المسرحي الدولي الثالث تبين ان هناك خمسة عروض اجنبية من دول ( فرنسا, اوكرانيا, بلجيكا, روسيا, ايران ) وهو ما يمثل نسبة 21% من نسبة العروض المقدمة وان عدد العروض العربية والتي بلغت ثلاثة عشر عرضا من دول ( الكويت, الاردن, البحرين, فلسطين, المغرب, الجزائر, سلطنة عمان, سوريا , السعودية, مصر, ليبيا, تونس ) وبواقع عرض واحد لكل دولة ماعدا تونس التي ستشترك بعرضين مسرحيين وهو ما يمثل نسبة 54% اي اكثر من نصف العروض المقدمة في المهرجان .
وكان عدد العروض المحلية هو سبعة عروض مسرحية وهو ما يمثل نسبة 25% من عدد العروض المقدمة في المهرجان .
ثانيا : كتاب النصوص
تبين بعد دراسة العروض المسرحية والتعرف على مؤلفيها ومخرجيها ان هناك خمسة عروض تراوحت ما بين العالمية والعربية والمحلية قد استعانت بنصوص كلاسيكية او اجنبية مترجمة من غير لغة العرض, وهذا يؤشر انحسار توافر النصوص المحلية التي يبحث عنها المخرجون والتي تتوافق مع طروحاتهم الفكرية والجمالية في تقديم عروضهم المسرحية وكانت النصوص كالاتي :
- العرض الاوكراني …تأليف الكاتب الفرنسي البير كامو
- العرض الكويتي تأليف الكاتب اليوناني الكلاسيكي يوربيدس
- العرض الاردني تأليف الكاتب الامريكي ارثر ميلر
- العرض المصري تأليف الكاتب الكوبي خوسيه ترييانا
- العرض العراقي 4.48 تأليف الكاتبة الانكليزية ساره كين .
ملاحظة / هناك عرضين عربيين لكتابين عراقيين
- العرض الليبي تأليف سلام صكر
- العرض الفلسطيني تأليف علي عبدالنبي الزيدي
ثـالـثاً : المؤلف المخرج
وقد ظهر بعد دراسة العروض التي ستقدم في المهرجان ان هناك عددا كبيرا من هذه العروض قد قام مؤلفيها بإخراجها وتقديمها او بالإمكان النظر اليه من زاوية اخرى بحيث نستطيع ان نقول ان مخرجي هذه العروض هم من قاموا بكتابة نصوصهم التي قدموها وذلك يحيلنا الى ظاهرة المخرج المؤلف او المؤلف المخرج، ففي الاولى يكتفي المخرج بنصوص يعمل على كتابتها وتقديمها متجاوزا الكثير من النصوص الاخرى لكتّاب غيره وفي الثانية يقوم المؤلف بتقديم نصه الذي كتبه ولم يقم بالاعتماد على مخرج يقوم بتقديمه , وتلك من الظواهر المسرحية المنتشرة في كل المسارح المحلية والعربية والعالمية.
وكانت العروض التالية :
- العرض البلجيكي فكرة واعداد واخراج ساره ديب
- العرض الروسي فكرة واعداد واخراج ليديا كوبينا
- العرض الايراني تأليف واخراج عبدالهادي جرف
- العرض البحريني تاليف واخراج حسين عبدعلي
- العرض الجزاىري فكرة واخراج محمد شرشال
- العرض التونسي تأليف واخراج وفاء الطبوبي
- العرض السوري فكرة واخراج بسام حمدي
- العرض المصري اعداد واخراج صبحي يوسف
- العرض العراقي خلاف تأليف واخراج مهند هادي
- العرض العراقي طلقة الرحمة فكرة واخراج محمد مؤيد
- العرض العراقي انا وجهي تأليف واخراج عواطف نعيم
- العرض العراقي 25 رختر تأليف واخراج علاء قحطان
- العرض العراقي امل تأليف واخراج جواد الاسدي
- العرض العراقي ميت مات تأليف ودراماتورج علي عبدالنبي الزيدي
وقد تبين بعد فحص العروض وتبيان اسباب قيام المخرجين بكتابة نصوصهم او اعداد نصوص اخرى لغيرهم او ابتكار فكرة لهم لان اغلب تلك العروض صامتة لا تعتمد لغة الحوار المسرحي او انها عروض رقص تعبيري تعتمد لغة الجسد والتعبير الايمائي .
رابعاً : مواضيع العروض
تناولت اغلب مواضيع هذه العروض مشكلة الانسان المعاصر وما يعانيه في مجتمعاته التي يعيش فيها والتي يتعرض فيها للقهر والظلم والعبودية وقد حاولت الكثير من هذه العروض ان تتعرض لهذه (الثيمة) الفكرية الكبيرة والتي يعمل المسرح على تناولها دائما .
انها مواضيع تعالج فكرة الانتظار والغربة والتيه التي يعيشها الانسان في كل مكان والتي لم يكن غير خشبة المسرح لتقوم بتسليط الضوء عليها ومعالجتها ومناقشتها من خلال المسرح بتعدد طرائقه واساليبه ومذاهبه .
واخيرا أود التركيز على الجهود الكبيرة التي تحملتها دائرة السينما والمسرح وإدارة المهرجان ولجنة مشاهدة العروض في إنجاز المرحلة الأولى والمهمة من مراحل إقامة مهرجاننا الدولي المسرحي الثالث والذي ننتظر ان نتلمس أسباب نجاحه بجهود الخيرين والمخلصين.