نص مسرحي: ” فلك أسود” / تأليف: علي عبد النبي الزيدي
” أنا أكتبُ برأسِ مجنونٍ حتى أستطيع أن أستوعبَ ما يحدث !” / المؤلف
الشخصيات
– بتول.
– الزوج.
ملاحظة مهمة جداً: (يمثل شخصية.. بتول على خشبة المسرح /ممثل رجل/ ما بعد المشهد الأول، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن تمثلها شخصية نسائية)
1- ( تحوّل )
المكان: بيت صغير جدا، الصالة ضيقة أيضا، نرى باب غرفة في وسط المكان، الأرائك والنوافذ والستائر صغيرات أيضا، صورة معلقة على الجدار الأمامي لعروس جميلة ببذلة زفافها مع زوجها ببذلة عرسه.
– نسمع من خارج البيت أزيز رصاص، دوي انفجارات، صراخ لنساء وأطفال، كلمات “الله أكبر” تُردد بقوة لمجموعة كبيرة من الأشخاص.. هذه الأصوات تختلط مع شخير يخرج من الغرفة!
– تقف (بتول) في وسط الصالة وهي على درجة كبيرة من الخوف والرعب، تحاول أن تفعل شيئا، تختبئ تحت إحدى الأرائك، تخرج رأسها، تترك الأريكة، تنظر من النافذة بهلع، تتركها، تبحث في المكان، تجد (سجادة صلاة) تفرشها ، تصلي وتدعو…
بتول: (ترفع رأسها للدعاء بخوف) ربي، يا عظيم.. إذا كنت شريفا حافظ على شرفي يا أشرف الشرفاء! يا رب افعل شيئا، لا تتفرج على لحظات اغتصابي أرجوك، بتولك ستغتصب. أنا بتول، بتولك، بتول زوجي. لابد ان تستجيب لدعائي الآن، حالا… سيداهمون المكان بكاملِ طهارتهِ ويأخذونني.. لكي يبيعوني في سوقِ النساءِ بكاملِ وساختِهم، غـِيرتُك لن تقبل بذلك يا كريم (تصيح) يا رب، مذ كنت صغيرة في القماط وأنا أسمع أبي يردد دائما : الله كريم، فأين أنت يا كريم؟ أين؟ يا عادل.. تريدني أن أكون شريفة، كيف؟ وهم يغتصبونا في الطرقاتِ بعد أن يقولوا بسم الله والحمد لله والله أكبر. هم يغتصبوننا بآياتكِ وبأسمائكِ الحسنى، يغتصبوننا بأولِ آيةٍ من سورةِ الحمد الى خاتمة الكتاب (طرقات الباب تشتد) يا رحمن يا رحيم.. أليست هذه الكلمات تُشير إليك.. يا رب أم هي لغيرك ؟! إفعل شيئا من أجل بتولك، هل ستتركني أباعُ في سوقهِم وأنا لم يمسسني سوى زوجي من قبل؟ (تصرخ مع صيحات الله أكبر من خارج البيت) يا لا إله إلا أنت.. سيداهمون بيتي الآن، لا تتركني وحيدة.. سأشكوك منك إليكَ يوم القيامة يا أرحمَ الراحمين، سأشكوك اليك منك يا عظيم، سأشكوك اليك منك يا ربي يا شريف. (نسمع طرقات قوية على الباب.. وأصوات ترتفع وهي تردد الله اكبر)
2- ( لحية وشارب و…)
المكان: نفس المكان .. ولكن تغيّرت ألوانه وصارت باهتة تماما…
– يظهر (الزوج) في المكان، ينظر لتفاصيل البيت، يفرك بعينيه من النعاس، يتثاءب …
– تظهر (بتول) مسرعة وقد تحوّلت الى (رجل) تغيرت ملامح وجهها وجسدها تماما، شارب ولحية كثة في تفاصيل وجهها، ترتدي ملابس رجولية، يبدو الرجل خشن الملامح وأسمر اللون قليلا .. تقف أو يقف قبالة (الزوج)!
الزوج: ( مستغربا ) من أنتَ؟
بتول: أنا؟
الزوج: نعم أنت؟
بتول: لا أدري!
الزوج: ماذا تفعل هنا يا رجل؟
بتول: رجل؟ أنا رجل؟! (يتفحص جسده باستغراب) .. لا أدري.
الزوج : كيف دخلت الى هنا؟
بتول: أنا هنا أصلا!
الزوج: هذا بيتي.
بتول: أعرف.
الزوج: إذا كنتَ تعرف.. كيف تدخلهُ أيها الغريب؟
بتول: هو بيتي أيضا!
الزوج: (أكثر استغرابا، يصرخ به) ماذا تعني بأنه بيتُك؟
بتول: بيتي .. مثلما هو بيتُك.
الزوج : بيتك؟
بتول : عشّي مثلما هو عشُّك.
الزوج: عشُّك؟
بتول: دفئُك مثلما هو دفئي…
الزوج: دفئُك؟
بتول: الشكر لله.. أنفاسي ما زالت تتنفس في هذا البيت.
الزوج: انتظر انتظر انتظر. هذه كلماتنا أنا وبتول! ( ينادي صارخا باتجاه باب الغرفة ) بتول.. بتول، أين أنتِ ؟ بتول…
بتول: ليستْ هناك.
الزوج: (يصيح أكثر) بتول.. تعالي لتفسري وجود هذا الرجل الغريب في بيتي (أكثر صراخا) بتول.
بتول: قلت لك ليستْ هناك.
الزوج: وأين هي؟
بتول: هنا …!!
الزوج: أين أين أين؟
بتول: تقف أمامك!
الزوج: بتول ؟!
بتول: (مؤكدة) بتولك.
( يركض مسرعا باتجاه باب الغرفة ، يفتح الباب ويدخل اليها )
بتول: (تصيح وراءه) ألم يتعرف قلبك على قلبي يا زوجي الحبيب؟ ما بك ؟ قلت لك أنا بتولك، وما زال قلبي ينبض من أجلك وباسمك يا روحي…
(يخرج الزوج من الغرفة وهو يمسك بيده بندقية قديمة الصنع، ونرى حبلاً يضعه على كتفه، يشهر البندقية بوجه بتول)
الزوج: (بغضب) من أنتَ؟
بتول: أحبك.
الزوج: أسكتَ، أعترف.. من أنت؟
بتول: أحبك.
الزوج: (مستفزاً) قلت لك من أنت؟
بتول: بتول.. أنا بتول.
الزوج: (يصرخ بها) سأطلقُ عليكَ الرصاص إن لم تعترف.
بتول: تفضل .. جسدي كُله رهن بندقيتك.
الزوج: أين زوجتي ؟ ماذا فعلت بها ؟ تكلم ، ارهابي…
بتول: (تضحك بقوة) ارهابي؟ أيةُ نكتةٍ سخيفةٍ هذه…
الزوج: سأعلمك من هو السخيف هنا…
(الزوج يرغم بتول الجلوس على الكرسي، يقيدها عليه بقوة وسط صراخها ورفضها)
الزوج: والآن.. قل ماذا فعلت بزوجتي؟
بتول: وماذا يمكن أن أفعل بنفسي؟
الزوج: قلت لكَ اعترف.. أو أقتلك.
بتول: وانا قلت لك.. تفضل، جسدي رهن بندقيتك.
الزوج: (يهددها بالبندقية أكثر) سأفعلها…
بتول : فك قيدي وكن زوجا عاقلا.
الزوج: اسكت، ارهابي.. جبان (يضع فوهة البندقية برأسها) ما أسمك؟ قل ما اسمك؟
بتول: (بجنون) بتول بتول بتول بتول بتول بتول…
الزوج: (يقاطعها) كيف تقارن نفسك يا محراث التنور بزوجتي الجميلة والناعمة وحبيبة روحي.
بتول: زوجتك وحبيبتك الناعمة والجميلة قد تحوّلت فعلا الى محراث تنور.
(يبحث في جيوب ثوب بتول الرجالي عن هوية تثبت اسمه فلا يجد شيئا)
الزوج: أين هويتك؟ (يخرج يديه من جيوبه) جيوبكَ فارغة.
بتول: لكن قلبي ممتلئ بحبك.
الزوج: سأضع رصاصة في قلبكَ إن لم تقل اسمك.
بتول: ضعها.. أرجوك.
الزوج : سأسميك…
بتول: أنت اسمي وهويتي.
الزوج:(صارخا) اسكت .. أنا سأسميك (يفكر) سأسميك اسماً يليق بك، أسميك عبود، نعم عبود.. عبود الخشن أو محراث التنور.
بتول: سأظل بتولا مهما طاردتني بعبود هذا.
الزوج: (يصرخ بها) بل أنت عبود عبود عبود…
بتول: لماذا لم يخبرك قلبك عني يا حبيبي؟ هل ما زال يشخر ويشخر ويشخر هو الآخر؟
الزوج: أخبرني بأنك ارهابي وابن كلب.
بتول: بل بتولك كما كان يحلو لك أن تدعونني هكذا.. بتولك .
الزوج: استيقظت من النوم الآن يا عبود.. ولا طاقة بي لهذه الكلمات يا غريب.
بتول: ياه.. أخيراً استيقظت الآن، استيقظت البنادق الباردة من نومها لتدافع عن بيوتنا.. بيوتنا التي كانت شاهدة عيانٍ ساخنة على اغتصابِنا وسحلِنا الى أسواق البيع العامرة بعيون النساء والذل والوجع.
الزوج: المهم أنني استيقظت.
بتول: متأخراً !
الزوج: (يتثاءب وهو يمسك ببندقيته) ياه .. تكسّر جسدي من النوم.
بتول: كنت تشخر عندما كان يصرخون الله أكبر.
الزوج: الشخير نعمة من نعم الله ؟
بتول🙁 يصرخ به ) عليك فكّ الحبل من يديّ وساقيّ .. انهما توجعاني، أرجوك، ألا تفهم؟ لقد أرادوا اغتصابي وبيعي بعد ذلك في أسواق بيع النساء.
الزوج: (يضحك) بيعك ؟ اغتصابك ؟! كيف تُغتصب يا عبود وأنت رجل ؟ أنت رجل والرجال لا يُغتصبون…
بتول: (بألم) قلوبنا وأرواحنا وأنفاسنا اغتصبتْ، حتى الجدران هنا اغتصبتْ، حتى الهواء اغتصبْ، البيوت والشوارع والمدارس والجوامع والكنائس والانهار والمقاهي والدكاكين اغتصبتْ (تصرخ) حتى الانبياء هنا اغتصبوا، حتى الواحد الأحد هنا… استغفر الله استغفر الله…
الزوج: سأظلُّ أردد من أنت يا عبود؟
بتول: في كلِّ زاويةٍ من زوايا الوطن ستجد علامة تؤكد على لحظاتِ اغتصابِنا .
الزوج: أنا رجلُ هذا البيت .
بتول: ( مستمرة ) وبيعنا في أسواق الخردة القديمة التي تحوّلت الى أسواق للغنائم !
الزوج: لم أنم سوى ساعات !
بتول: هي سنواتُ أعمارنا وحق أنوثتنا التي غادرتنا رغما عنا …
الزوج: أنوثتك ؟ ( يصرخ به ) لن أسمح لرجل غريب يقتحم بيتي .
بتول: لا أعرف الآن من الغريب منا .
الزوج: أنت هو الغريب عبود .
بتول:لا تقل عبود .. أنا بتول ، عُد الى سريرك ونم ، اشخر ما تشاء من الشخير ، اشخر اشخر اشخر …
الزوج : ما علاقتكَ بي ؟
بتول: كيف ما علاقتي ………. وأنا زوجتك ؟!
الزوج: (يضحك بقوة ، يزجرها) لن أسمح لكَ أن تتحدث معي هكذا يا رجل، ألا تخجل من نفسك؟ (يصيح بها) “استحي ولك عبود .. محراث التنور ”
بتول: أقسم لك بأنني زوجتك زوجتك زوجتك .
الزوج: (يصيح) اخجل قليلا .. ستأتي بتول حالا لتفسِّر لي هذا الجنون .
بتول: والله أنا زوجتك ! ” هاي شبيك انت ”
الزوج: لالالا .. لا تقسم، أسكت، حرام (يصيح ) بتول ، بتول ( يذهب مسرعا ، يبحث في زوايا البيت )
بتول: (لوحدها) والله أنا زوجته، زوجته، زوجته (تصيح) أنا زوجتك، زوجتك، خايب أنا زوجتك، ” ولك ” أنا زوجتك، سخام يسخمك ويسخمني (تهدأ) أنا زوجتك يا روحي وحبيب عمري…
الزوج: (يعود مسرعا) بتول ليست في البيت ( لـ بتول ) أين ذهبت زوجتي ، تكلم عبود.. أين هي؟
بتول: (تصرخ به) قلت لك بأنني زوجتك بتول ولست بعبود.
الزوج: كيف تكون زوجتي وأنت رجل ؟ استح قليلا مني ؟
بتول: ماذا أفعل ؟ تحوّلتُ بقدرةِ قادرٍ من امرأةٍ الى رجل!
الزوج : الى رجل؟ (يفرك عينيه بقوة، يضع البندقية جانبا) يبدو أن روحي يحاصرها النعاس والأحلام و …
بتول : (تقاطعه) حاصروا بيوتنا وهم يصرخون الله اكبر .. كانوا يبحثون عن نساءٍ تُغتصب لمرات كثيرة وتُباع بعد ذلك في أسواق بيع النساء .
الزوج: ( ببلاهة ) أها .. نساء الحكايات التي طالما حلمتُ بها.
بتول: حلمك.. هو حكاياتُنا هنا يا زوجي .
الزوج: لا تقل يا زوجي … ” صدك ما يستحي هذا عبود ”
بتول: ( تصرخ به ) وماذا أقول وأنت زوجي شرعا أمام الله … “انت الصدك الماتستحي”
الزوج: شرعا ؟ لالالا … لا يمكن ، كيف تكون زوجتي أيها الرجل شرعا ؟
بتول: وعلى سُنةٍ ذكرياتِنا .
الزوج: عن أيِّ ذكرياتٍ تتحدث أيها الإرهابي؟
بتول: افتح الحبل من يديّ اللتين طالما قبلتهما ووضعتهما على خدك.. افتح الحبل الله يخليك وسأخبرك عن ذكرياتنا معا، لا تخف (تصرخ به متوسلة) يدي تورّمت .. كيف يمكن للحبيب ان يفعل ذلك بحبيبته؟
الزوج: لست بخائف منك أيها الرجل مهما كنت.. سأفتحه الآن ولكن أية حركةٍ مريبةٍ منك سأطلق الرصاص دون تأخير .
بتول: موافقة.
( يقوم الزوج بفتح الحبل من يدي وساقي بتول )
الزوج: قل موافق ولا تقل موافقة ولك .
بتول: موافق … ( تنهض من الكرسي ، تهم بالتحرك )
الزوج : الى أين ؟
بتول: لا تخف .. انتظر قليلا … ( تذهب مسرعة لتفتح باب الغرفة وتدخل )
الزوج: (لوحده) من هذا ؟ أو من هذه ؟ أو ماذا يحدث ؟ أو … ( يتذكر ) نعم نعم .. عندما كنتُ نائما أعتقد بأنني سمعت صوت آذان الظهر من جامع شارعنا الصغير وهو يكبّر بالله وأكبر .. الله أكبر كعادته ، ويدعونا أن ندعو لأحدنا الآخر بسلام ، أيمكن لصوت الله أكبر أن يدعونا لاغتصاب بيوتنا ؟ ماذا يجري هنا؟
بتول: ( تأتي وهي تحمل مجموعة كبيرة من ملابسها النسائية وكلها بلون أسود) هذه ملابسي عندما كنتُ زوجتك ( ترفع قطع الملابس قطعة قطعة ) هل تتذكرها يا زوجي؟ هذا الثوب الأسود اشتريتهُ لي عندما غادر والدك الحياة التي لم يفهم منها شيئا طوال السبعين عاما التي مضت من عمره .. وهذا الثوب جلبتهُ لي عندما ماتت أمك والتحقتْ بأبيك، وهذا الثوب من مات جدك الذي ولد حافيا ومات حافيا، وهذا الثوب جلبته لي من ماتت جدتك حزنا على جدك، وهذا من مات ابن عمك بانفجار يوم الأحد الدامي، وهذا الثوب اشتريته عندما فطس صديقك في انفجار مدرسة الأمل الابتدائية الدامي هو الآخر، وهذا الثوب من انتحر خالك حزنا على انتحار ابنه الذي لم يقتنع بالحياة وكان انتحارا داميا هو الآخر، أما هذا الثوب فقد اشتريته بنفسي من أجلك عندما تموت وفاءا مني لحبنا وزواجنا الذي سينتهي داميا كما يبدو لي الآن..هل تتذكر هذه الثياب السود يا زوجي وهي تحمل تواريخ أموات عائلتك الكريمة …؟
الزوج : رباه .. إنها ملابس بتول زوجتي، ماذا يحدث في بيتي ؟ أنا أسألك عن بتول .. أتعرف شيئا عن غيابها ؟
بتول : تنظر إليك الآن بروحها التي كانت تشتاق الى ليالينا معنا ( بخجل ) والى سريرنا !
الزوج: سريرنا ؟ ( يصرخ ) هل يعقل هذا ؟
بتول : كلُّ شيءٍ يعقل هنا !
الزوج: بتول .. يعني شرفي .
بتول: أوووووه .. أوووووه .. ما أقسى أن تعيشَ نائما وشرفك أرادوا أن يغتصبوه على سريرِ نومك .
الزوج: اسكت، اسكت ولك.. شرفي لا يمكن له أن يُغتصب ما دمتُ حياً…
بتول: ( تقاطعه..تصيح به ) اسكت أنت .. قلتُ لك كنتَ تشخر .
الزوج: أغلب الرجال يشخرون في مدينتي .. ألم تتحرك غيرة الرجال على شرفي عندما كنت نائما وأشخر ؟
بتول : وهل تحرّكت غيرتك أنت على شرفك أثناء شخيرك؟ لم أجد حتى بقايا أنفاسك تدافع عني في هذا البيت، لم أجد بقايا رجولتك، بقايا صوتك، نظراتك، بقايا كلماتك التي كنت تنثرها نائما لي وتختمها بـ الله كريم .. كلما قلت لك استيقظ ، أحتاجك …
الزوج: كنتُ نائما .. أو هاربا من الجحيم بنومي…
بتول: ( بسخرية ) وتركتنا في الجنة.
الزوج: ولكنني استيقظت مسرعا .
بتول: بل استيقظت نائما.
الزوج: أقسم لك بأنني سمعت آذان الجامع يصيح الله أكبر .
بتول : لم يكن صوت جامعنا.. كان صوتُهم وهم يغتصبون النساء .
الزوج : يا ربي .. سأغسلُ وجهي من نومهِ الطويل .
بتول: الشرفُ لا ينتظر النائمين يا زوجي .
الزوج: ( يصيح ) من أنتَ ؟ عبود .. أ يمكن ان تكون أنت فعلا بتول زوجتي ؟
بتول : هي بقلبها .. ولكن ليس بجسد عبود الخشن أو محراث التنور كما ترغب .
الزوج: لا أستطيع أن أصدق .
بتول: كلُ شيءٍ لا يصدق في الوطن يا زوجي! (مع نفسه) أنا حبيبتك التي تتنفس عطرك بالرغم من غيابك ونومك الطويل!
الزوج: وكيف تحوّلتِ الى رجل ؟ كيف كيف كيف … ؟
بتول: كانوا يضربون باب بيتنا بقوة ويصرخون الله أكبر الله أكبر، وكأن الله أكبر هذه دعوة لاغتصابنا على القبلة، وكأن الله أكبر هذه حبال أعدّت لجرِّنا الى البيع كما يُجرُّ البقر، وكأن الله أكبر هذه فرجة شرعية لفض بكارتنا أمام الناس (تصيح به) ماذا يمكن أن أفعل وأنا امرأة تستحي الشوارع من قدميها؟ ماذا أفعل وأنت لا تملك سوى النوم والشخير في الغرفة؟ لحظتها.. لم أجد في فراغ هذا الكون أو فراغ هذا البيت سوى الله منقذا، رجوتهُ، تعلقتُ بشاربه، توسلتُ بعرشهِ وحرقةِ قلبه، صليتُ له ودعوتهُ أن ينقذني من اغتصابِهم وبيعِهم لأنوثتي في سوق المدينة.. فاستجاب سبحانه لدعائي (تصرخ بالزوج) استجاب الله وأنت تشخر…
الزوج: ( بجنون ) ماذا يعني ان الله استجاب لدعائِك ؟
بتول : حوّلني من امرأةٍ الى رجل !
الزوج: بالدعاء ؟!
بتول : هو قال ادعونِ استجب لكم .
الزوج: (يضحك باستغراب) حوّلكِ الى رجل؟ رجل؟ أنت بتول .. والآن أنت عبود؟
بتول: دخلوا بكامل فحولتهم الى بيتي يرددون الله أكبر، وعندما وجدوا رجلا خشنا على شكل محراث يشبه فحولتهم .. تركوني وخرجوا، فقد كانوا يبحثون عن حلاوة النساء.
الزوج: قل بأنكِ أو بأنكَ تحكي لي خرافة عبود؟ (يصرخ بها) أين زوجتي بتول ؟ قل شيئا واضحا أرجوك.
بتول: الخرافة تقف أمامك بكل بتولِها وذكرياتِها وشوقِها ورجولتِها الآن .
الزوج: خررررب. ولماذا لم تدعُ الله مرة أخرى لكي يعيدكَ امرأة ؟
بتول: ما زالَ مشروع الاغتصابِ والبيعِ قائماً يا زوجي !
الزوج: (يصرخ) لا، لا تقل يا زوجي.. لا يمكن، ما هذا الجنون؟ ماذا يحدث هنا؟ (يصيح) بتول، أين أنت؟ بتول (يبحث في المكان بجنون) بتول ، بتول ، بتول…
3- ( محراث التنور )
المكان: غرفة صغيرة داخل البيت، هي غرفتهما الخاصة كزوجين سابقا.
– الزوج يجلس على سرير النوم، وهو على درجة كبيرة من الخجل .
– بتول تجلس على سرير النوم بصمت ، وهي على درجة كبيرة من الخجل .
– الزوج يحاول أن يتكلم.. ولكنه سرعان ما يصمت .
– بتول تظل جالسة وعلى خجلها .
الزوج: عبود .. بتول.. ماذا نفعل الآن؟
بتول : لا أدري .. يا …….. زوجي !
الزوج: زوجي ؟ أنتِ رجل .
بتول: وبرجولةٍ كاملة (مع نفسها) يا بعد روحي .
الزوج: تقصدين … ؟
بتول: ( تقاطعه ) نعم .. شارب ولحية وجسد يمتلئ بالشعر والخشونة والفحولة و…
الزوج: ( يقاطعها ضاحكا ) وأنا رجل أيضا.
بتول: وصرت محراث تنور ليس إلاّ .
الزوج: ولدت حبيباتنا الجميلات من أجل أن تتحوّل الى محراث تنور كما يبدو !
بتول: ولدتُ مع دوي المدافع الذي اختلط مع صراخ أمي، كان أبي يريدني بنتاً خوفاً أن أكبرَ وتأكلني الحرب كباقي أخوتي الذين قتلوا فيها، سعادته لا توصف وهو يراني بنتا ولست بسطالا (تضحك) تعال يا أبي لترى ابنتك وهي تغادرها الأنوثة الآن وتتحول الى عبود.
الزوج: والرجال عندنا.. يولدون وهم يحملون شهادات وفاتهم معهم .
بتول: كان على أبي أن يتجاوز: واذا الموؤدة سُئلت بأي ذنب قتلت.. ويدفنني وتنتهي كل هذه الفوضى.
الزوج: لا تكفري .
بتول: أن نولدَ لكي نُباع .. هو الكفر يا زوجي.
الزوج: كوني مؤمنة .
بتول: جربته .. فحوّلني الى رجل، بماذا أومن أكثر، وماذا سأتحول بعد ذلك ؟!
الزوج: بتول …
بتول: ( تقاطعه ) لا تقل بتول.
الزوج: وبماذا تحبين أن أناديك ؟
بتول: عبود، أو محراث التنور …
الزوج: أنا …
بتول: ( تقاطعه ) لا يهمني من أنت الآن.
الزوج: سأحميك، لن أنام مرة أخرى أو أشخر، أقسم لكَ أو لك ِ بأنني سأحميكَ أو سأحميكِ، فقط عودي كما كنت .
بتول: أخاف من نومك الثقيل .
الزوج: لا تخافي، فقط تذكري الحبيب الذي كنت تعشقينه بجنون، تذكري جسدك الناعم، ناعممممممم كجناحِ فراشة .. كيف لهذه النعومة أن تغادرَك يا حبيبة وتحل محلها كل هذه الخشونة؟
بتول: غادرت مع الكثير من النساء التي بِيعت الآن واختفت .. اختكَ الكبيرة مثلا …
الزوج: ما بها ؟
بتول: ربما بيعت لخمس مرات الآن.
الزوج: ( يصرخ منهارا ) يا ربي …
بتول: وجارتنا التي لم يكتمل ربيعها بعد …
الزوج: ( منهارا اكثر ) ما بها هي الاخرى؟
بتول: ربما بيعت عشر مرات ولعشرة رجال ولعشر فحولات ولعشر قذارات ولعشر سخافات ولعشر قندرات ولعشر نعالات ولعشر..
الزوج: (يقاطعها صارخا) يكفي ؟! أيةُ رجولةٍ ميتة ٍتسكن في روحي الآن؟ وأيُ بقايا قلبٍ يابسٍ ينبضُ فيَّ ؟ وأيةُ حكايةٍ أسمع ؟ أيةُ اسطورة ؟ أيةُ خرافة ؟ أيُ وجعٍ ، أيُ جحيمٍ، أيةُ تفاهاتٍ ، أية أكاذيبٍ ؟ أيُ وطن …؟ ( يحاول ان يصرخ ، ان يفعل شيئا ، يتحرك بجنون باتجاهات متعددة ، يتوقف )
بتول: (تشاركه الصراخ) وأيةُ زوجةٍ كانت امرأة؟ وأيةُ عاشقة ٍ؟ وأية حبيبةٍ ، وأية ذكرياتٍ تجمعنا ؟ وأية ُكارثةٍ الآن (تتوقف) اسمع.. أنا زوجةٌ أدركتها الرجولة متأخرة، أنا زوجٌ، أنا زوجةٌ، لا أدري…
الزوج: (مستمرا بصراخه) وأنا زوجٌ لرجلٍ آخر، أو أنا زوجٌ لزوجةٍ تحوّلت الى زوج، أو أنا…
بتول: وأنا عبود …
الزوج: هي بتول وعبود في نفس الوقت …
بتول : أنا محراث التنور …………………………
( يهدأن ، يصمتان ، يضحكان ضحكة مخنوقة … )
4- ( سرير ساخن )
– المكان: غرفة نوم …
(بتول، عبود .. مرتدية أو ( مرتدي ) ملابس نسائية نوم شفافة بلون أحمر أو أبيض، تجلس في طرف سرير النوم)
-الزوج .. مرتديا ملابس نومه .. يجلس في طرف سرير النوم.
الزوج: حرام … ” مو “؟
بتول: حرام … ” إي مو ” ( مع نفسها ) ” اشكد جنت أحبه ، كلبي طايح حظه من يحب يسودن”
الزوج: أنا محرم عليك يا زوجتي .. عبود
بتول: وأنا محرمة عليك يا زوجي .
الزوج: عليك أن ترتدي ملابس محتشمة قليلا .
بتول: وعليك أن ترتدي ملابس محتشمة أيضا.
الزوج: أنا زوج وأنت زوج أيضا ( يضحك بقوة )
بتول: (تشاركه الضحك) نعم .. أنت زوج وأنا زوج …
الزوج: ( يستمر بضحكه ) ما هذه السخافة… ؟
بتول: ( مستمرة بضحكها ) نعم نعم .. أنا وانت سخفاء …
الزوج: (مستمر… ) إي إي .. الحياةُ أيضا سخيفة.
بتول: (مستمرة … ) إي صح صح.. حتى فكرة الزواج صارت سخيفة بعد الان…
الزوج: ( يتوقف عن ضحكه ) هل يمكن ان تغادري غرفة نومي ؟
بتول: ( تتوقف عن ضحكها ) ومن قال هي غرفة نومك ؟
الزوج: هي غرفة نومي فعلا ولي فيها ذكرياتٌ مع حبيبتي.
بتول: بل هي غرفة نومي ولي فيها ذكرياتٌ مع حبيبي .
الزوج: كنتُ أنام هنا في الغرفة.
بتول: كنا ننام معا ( تصرخ به ) سوية، أحدنا يعانق الآخر، أما الآن.. حرام ، حرام ، حررررررام…
الزوج: نعم.. اتذكر عناقك.. حضنك ، دفئك. نعم .. الآن ، حرام ، حرام ، حررررررام…
بتول: حرام…
الزوج: حرام …
5- ( والله بلوى .. رقم 1 )
المكان: نفسه في رقم ( 1 )
-الزوج لوحده .
الزوج: كيف لي البقاء في بيتي بعد ان تحوّلت زوجتي الى زوج ؟ كيف التعامل مع قلبها الذي ما زال قلب بتول ؟ كيف أتعامل معها في غرفة نومنا، وعلى سريرها؟ أنا لا أستطيع أن ألمس زوجتي الآن لأنها ببساطة تملك جسد عبود الخشن الذي لا يذكرني بجسد زوجتي وحبيبتي، لا شيء فيها يشبهها أبدا، هل يمكن أن أضع يدي على يدها؟ أو أقبلها كما كنت سابقا؟ كيف أقبّلها بلحيتها وشاربها؟ وهل يمكن النوم بجانبها؟ وهل…؟ ماذا ؟ كيف ؟ أين ؟ ما … ( يظل يثرثر لوحده )
6- ( والله بلوى .. رقم 2 )
– المكان: نفسه في رقم ( 1 )
– بتول لوحدها .
بتول: أووووف يا عبود.. جفّ الحليب في صدري ويبست روحه الطرية التي كانت تتنفس عشقا وذكريات ورسائل وليال من خيال، لم يبق مني سوى اسمي الذي لا معنى له، كيف لي البقاء في بيتي مع رجل وأنا رجل؟ كيف أتعامل مع قلبه الذي يشبه قلبي ؟ كيف أكون له زوجة وأنا عبود ؟ فقد توقفت حياة المرأة في جسدي تماما، لم أعد أتذكر صوتي الأنثوي الناعم القديم، ماذا أقول لقلب الحبيبة في داخلي؟ ماذا احكي لروحي التي تحوّلت الى مصاطب وقطارات وانتظارات (بخجل) لم تعد دورتي الشهرية تأتيني كباقي النساء كل شهر، ولا أملك القدرة على انجاب طفل يذكرني بأمومتي التي اختفت (تصرخ) أنا امرأة بكامل أعضاء رجل، جهازي الانثوي صار جهازا ذكريا يبحث عن … (يفتح قميصه، يعصر صدره.. اكثر صراخا ) جف الحليب في صدري ويبست روحه الطرية التي كانت تتنفس عشقا وذكريات ورسائل وليال من خيال، لم يبق مني سوى اسمي الذي لا معنى له (تصرخ) هل يمكن أن أضع يدي على يده؟ أو أقـبّله كما كنت سابقا ؟ وهل يمكن أن…؟ و هل … ؟ ماذا ؟ كيف ؟ أين ؟ ما… (تثرثر)
7- ( فلاش باك .. الآن )
المكان: حديقة عامة، مصطبة قديمة من خشب تقف في وسط المكان.
ـ بتول والزوج يجلسان على المصطبة .
الزوج: هل تتذكرين .. عبود …. بتول ؟
بتول: نعم .. أذكر .
الزوج: أول لقاء لقلبينا كان هنا على هذه المصطبة .
بتول: أتذكر ذلك .
الزوج:هنا قلت لكَ أو لكِ .. أحبك عبود .. أأأأ … بتول بتول .
بتول: وهنا قلت لك .. أحبك .
الزوج: كنتُ مجنونا بكِ أو بكَ .
بتول: وكنت مجنونة بك .
الزوج : كتبت لكِ أو لكَ رسائل غرام كثيرررررررة …
بتول: أحتفظ بها للآن وأقرأها كل ليلة .
الزوج: رسائلكِ كانت أجمل .
بتول: ألفُ مرةٍ قلت لك رسائلك كانت أكثر جمالا .
الزوج: لالا .. رسائلك أجمل .
بتول: رسائلك أجمل أجمل أجمل …
الزوج: ( مستسلما ) أجمل أجمل …
بتول: إي عفيه .
الزوج : عبود .. هنا اتفقنا على هذه المصطبة أن نتزوج يا حبيبة .
بتول: نعم نعم .. وتزوجنا يا حبيبي …
الزوج: وحملتك الى غرفة زفافنا بين ذراعيّ …
بتول: ( بخجل ) هل كنت ثقيلة على ذراعيك ؟
الزوج: أبدا أبدا .. قلبي هو الذي كان يحملك .
بتول: كانت ليلة من شموع وفرح ورقص وأغان وجنون …
( يرقصان بحب ووله وجنون ، يغنيان معا )
“كصيت الموده يا بويه .. كصيت الموده
شعري ارد اكصه عليك .. كصيت الموده
تعدى حدوده يا بويه .. تعدى حدوده
صبري الصبرت وياك تعدى حدوده ”
( يتوقفان )
الزوج: أنا أعشقكِ يا نور عينيّ .
بتول: وأنا أعشقك يا روحي .
الزوج: أنا مغرم بك .
بتول: وأنا أتنفس غرامك يا عمري .
الزوج: أنا …
( يتوقفان عن الرقص )
بتول: ( تستدرك، تقاطعه بقوة ) يكفي يكفي .. عليك أن تنتبه لتصرفاتك معي .
الزوج: ما بك ؟
بتول: أنت رجل وأنا رجل الآن .. عيب .
الزوج: ( يستدرك ) نعم .. صح ، عيب ، آسف ، أعتذر …
بتول: سأقبل اعتذارك .
الزوج: شكرا لك .
بتول: لا تنسَ الحرام …
الزوج: نعم ، أعرف ، حرام ، لن انسى .
بتول: ( تصرخ ) خررررررب …
الزوج: ( يصرخ ) خررررررررب …
8- ( كرش عبود الخشن )
– المكان : نفسه في مشهد رقم 1
– الزوج وبتول .. يجلسان حول مدفأة نفطية ، يبدو الجو باردا من حركاتهما ، شارب ولحية بتول قد صارا كثين أكثر !
الزوج: بتول .. حبيبتي .
بتول: نعم .. حبيبي .
الزوج: كرشك يبدو كبيرا عبود .
بتول: هل نسيت بأنني كنت حاملا في شهري السابع ؟
الزوج: أأأأ .. نعم نعم ، صح .. لم أنس .. ولكن أين جنينا ؟ في أي بطن ؟
بتول: ولا أعرف أين هو الجنين الآن ، ربما في بطن عبود كما أظن !- الال
الزوج: انت مخبل عبود ، بتول …
بتول: أليس جنونا هذا الذي نعيشه الآن ؟
الزوج: نعم ، صح . ولكن لابد أن يأتي طفلنا في نهاية هذه الحكاية السخيفة .
بتول: وكيف سيأتي ؟
الزوج: لا أعرف .
بتول: سيأتي وهو يحمل بندقية كلاشنكوف عيار سبعة واثنين وستين ملم .
الزوج: حتى يدافع عن … !
بتول: ( يقاطعها ) سيدخل الى الحرب مباشرة .
الزوج: وبكامل طفولتهِ وعتادهِ وخوذتهِ .
بتول: ( يصيح ) أنا عبود .. سأنجب طفلا مقاتلا بكامل عدته الحربية .
الزوج: ومستعدا لهزيمة اعدائه .
بتول: أعداؤه ؟ ولكن من هم اعداءه ؟
الزوج: لا أدري .. ولكن لابد من وجود أعداء !
بتول: صح .. لا يمكن للحياة ان تحلو دون أعداء ( تتحسس بطنها ) ما أجمل طفلي …
الزوج: أتمنى أن تكون بنتا حتى أسميها على اسمك .
بتول: لالالا .. أريده ولدا حتى أسميه على اسمك .
الزوج: (يصرخ بها) لا .. قلت لك أريدها بنتا حتى اسميها بتول .
بتول: (تصرخ به) وأنا اريده على اسمك .
الزوج: (يصرخ أكثر) على اسمك اسمك اسمك …
بتول: (أكثر صراخا) على اسمك اسمك اسمك …
( يتوقفان )
الزوج: أعتقد بأننا عشنا هذه اللحظة من قبل.
بتول: أعتقد ذلك .
الزوج: (بألم) من يفسر لي ما يحدث في بيتي ؟
بتول: (أكثر ألما) ومن يفسر لي ما حدث لي ؟
الزوج: تعالي .. لتعانقي حبيبك وزوجك .
بتول: عليك ان تحترمَ نفسك قليلا .
الزوج: نعم .. فعلا عبود .. عليّ أن احترمَ نفسي قليلا .
بتول: وتصمت .
الزوج: ( يهز رأسه لها )
( يصمتان … )
9- ( أكاذيب )
– المكان : نفسه في رقم ( 1 )
الزوج: ( يقلب بصور شخصية قديمة لـ بتول )
بتول: ليست سوى صورٍ قديمةٍ تحمل ذكريات وجهي وجسدي الذي أفتقده كثيراً.
الزوج: كنتِ جميلة جدا عبود .. ” تخبلين ”
بتول: ( تهز رأسها ) كنت …
الزوج: عيناك ناعستان .. محراث التنور .
بتول: وعيناك عاشقتان .. ” تخبل ”
الزوج: كنتِ غارقة بالأنوثة .. عبود الخشن .
بتول: (تهز رأسها) كنت، والآن (تبتسم) غارقة بالرجولة.
الزوج: ما بيننا .. ذكريات عاشق وعاشقة .
بتول: (تصرخ به) اسكت، إششششش.. العشق لا يصلح هنا في الوطن، إششششش .. كيف تعشق امرأة سيشتريها غيرك في سوق الغنائم؟ إششششش..الحب لهوٌ وحرامٌ ستجلد إن وجدوك متلبسا به، الحب من كبائر ذنوب العاشقين، الحب حكاية قديمة كان تحكيها جدتي لأمي..والجميع رحلوا ورحلت معهم تلك الحكايات، الحب…
الزوج: (يقاطعها) أحبك أحبك أحبك، ما بكِ أو ما بكَ؟ أنا أحبك بتول.
بتول: وأنا أحبك ( تستدرك ) أعني عندما كنت امرأة، زوجة.. كنت أحبك.
الزوج: يجب أن نفعل شيئا؟
بتول: (باستغراب) مثل ماذا ؟
الزوج: لا أدري …
بتول: ماذا تريد مني؟ ( شتريد ؟ شكعدك ، مو جنت نايم بالجنة اهناك واحنه بالخره نايمين ، متكلي شتريد ؟ )
الزوج: أعترف لك بأنني استيقظت متأخرا !
بتول: اعترافك لن يعيد الماء الى جسدي .
الزوج: (يصرخ بها) أنت زوجتي عبود، حلالي .. وبيننا عقد زواج شرعي .
بتول: (تضحك بقوة) عقد شرعي بينك وبين عبود !!
الزوج: لا تضحكَ (يخرج ورقة من جيبه) هذا عقدنا الشرعي.
بتول: نقِعهُ واشرب ماءه .
الزوج: أقسم لك بأنه عقدنا .
بتول: وكيف لعقد زواجنا الشرعي أن يستمر مع رجلين ؟
الزوج: ماذا تقصدين ؟
بتول: عليك أن تقول ماذا تقصد وليس ماذا تقصدين !
الزوج: لا يهم .. أنا أريدك ان تعودي زوجة لي .. أنا احبك .
بتول: وكيف أعود زوجة ؟
الزوج: (يأتي لها بسجادة صلاة) بالدعاء لله سبحانه وتعالى مرة أخرى وانا واثق بأنه سيستجيب لدعائك.. وتعودين امرأة، صلي أرجوك ( يفرش السجادة )
بتول: ولكنني لا أريدُ العودة كامرأة !
الزوج: لماذا ؟
بتول: أخاف.. أقسم لك بأنني أخاف أن أغتصب وأباع وأغتصب وأباع واغتصب وأباع وأباع وأباع … اتركني وعد الى سرير نومك. لا حاجة لي بك .
الزوج: لالالا .. انت حبيبتي وروحي، كنتُ أجمل امرأة في هذه المدينة .
بتول: الجمال وطن منكوب..اغتصبوه من الوجع الى الوجع، ومن الصراخ الى الصراخ، ماذا سيبقى من الجمال حينما يقولوا في سوقهم؟ : من يشتري، من يزيد، ادفعوا أكثر وخذوها …
الزوج: أنت جميلتي وحدي .
بتول: بشارب ولحية و …
الزوج: (يصيح بها مقاطعا) صلي ارجوك..صلي …
بتول: لا أريد أن أصلي.
الزوج: ( يجرّها بقوة الى سجادة الصلاة ) عليك أن تصلي حالا .. صلِ عبود ، بتول وإلا ضربتك.
بتول: لن ترغمني على الصلاة .
الزوج: أدعو الله أرجوك.. ارفعي يديك لله ، قولي له أي شيء ( يصرخ بها ) صلي …
( يتماسكان بقوة ، يتصارعان )
بتول: (تصرخ به) لن أصلي، ولن ادعو لله سبحانه مرة أخرى، أريد أن أظل هكذا أيها الزوج.. لن أصلي لن أصلي لن أصلي…
الزوج: صلِ عبود…
بتول: لن أصلي… ( ما أصلي هي كوه … )
الزوج: (يصرخ بها) صلي، صلي، صلي (يبكي) أرجوك أن تصلي من أجل أن أعود معك يا روحي.. صلي فدوه، فدوه، فدوه…
بتول: (تصيح به) ما أصلي ما أصلي ما أصلي…
10- ( سريالية )
– المكان: نفسه في رقم مشهد ( 1 )
– بتول تأتي بعلبة المكياج القديمة الخاصة بها، تقف امام مرآة، تمسك بقلم حمرة شفاه، مسكاره عيون، كريم أساس ، تضع المكياج على وجهها بجنون رغم وجود لحيتها الكثة وشاربها الغليظ وعندما تنتهي من مكياجها ترتدي فستان زفافها وتجلس على الكرسي.
– يأتي الزوج وهو مرتدي بذلة زفافه القديمة البيضاء.. ويجلس بجانب بتول مثل عروسين، يضحكان بقوة أحدهما على الآخر ثم يتوقفان عن الضحك.
بتول: ( بصوت هادئ ) يبووووووووي…
الزوج: ( بصوت هادئ ) آخ آخ آخ آخ…
بتول: ( بصوت هادئ ) يا يمّه…
الزوج: ( بصوت هادئ ) يا بويه…
( يظلان يطلقان اصواتا غير مفهومة بينهما وبعدها يلتقطان صورة سليفي تذكارية لهما )
11 – ( حجاب رجل )
– المكان نفسه في المشهد الأول .
– بتول تظهر في نفس المكان وهي تضع ( حجابا ) على شعرها …
– الزوج يتفحصها باستغراب .
الزوج: ما هذا ؟
بتول: ماذا ؟
الزوج: لِــمَ ترتدين حجابا مني؟
بتول: لأنك رجل.
الزوج: وأنتِ رجل أيضا عبود.
بتول: قلبُ المرأةِ في داخلي ما زال يكفر برجولته.
الزوج: هذا اعتراف بأن قلبك ما زال يحبني.
بتول: لا تقلق .. سنلتقي بحبنا يوم القيامة.
الزوج: أنا زوجها يا رب .. لا تؤجل لقاءنا الى الجنة ، فلا ضمان أن نلتقي هناك.
بتول: ولا ضمان أن نلتقي هنا.
الزوج : عليك ان تخلعي حجابك يا بتول .
بتول : لالا . حرام .. دع حجابي على رأسي.
الزوج: ( يصرخ بها ) أنا محللٌ عليك شرعا.
بتول: أتذكرك بقلبي.. ولكن جسدي لا يعرفك أبدا.
الزوج: اخلعي حجابك، اخلعيه، اخلعيه.. ( يجر حجابها من رأسها عنوة وسط محاولات بتول الابقاء على حجابها )
بتول: ( تضع يدها على رأسها ) أستغفر الله ، أستغفر الله…
الزوج: لا تستغفري.
بتول: استغفر الله.
الزوج: لا تستغفري ” ولج ” لا تستغفري …. ” ولج ، ولج ، ولج ”
بتول: أستغفر الله ” ولك ” استغفر الله ” ولك ، ولك ، ولك “…
12- ( هرمونات )
– المكان : غرفة النوم …
– الزوج نائم على السرير .
– بتول لوحدها .. تظهر كامرأة بكامل انوثتها كما في نفس المشهد رقم 1 …
بتول: (للزوج) من أجلك طلبت من الله ان يعيدني امرأة واستجاب لدعائي مرة أخرى، كل شيء تغير عندي إلا قلبي يا زوجي، أعترف لك ان قلب المرأة العاشقة مازال ينبض فيّ بعد ان عدت يا روحي الى بيتك وبيتي، الحب يجرني إليك، أتمنى ان تستيقظ الآن من نومك لترى بتول بصورتها التي تعشقها، استيقظ، استيقظ يا عمري … ( تحاول لمسه من أجل ان يستيقظ ، ولكنها تتراجع بعد ان تسمع صرخات خارج البيت تردد / الله اكبر الله اكبر الله اكبر / ) لالالا، سأغتصب وأباع وأنت تشخر على سريرك مرة أخرى، انهض أيها الزوج ودافع عني، دافع عن بتولك، سيداهمون البيت ( تصرخ ) انهض يا رجل، بتولك ستغتصب ( ترفع رأسها ) هو نائم يا رب، ارجوك أن تعيدني كما كنت، اعدني بشاربي ولحيتي يا أرحم الراحمين (نسمع بوضوح كلمات الله اكبر من خارج البيت وسط خوف بتول وصراخها… ) أعدني بلحيتي وشاربي …
13- ( رومانسية )
ـ الزوج يجر بتول الرجل بقوة الى وسط المكان، يجلسها عنوة على كرسي، يضع قطعة بيضاء على كتفها كالتي تستخدم في صالونات الحلاقة، يضع الصابون على لحية وشارب بتول …
بتول: ماذا تفعل ؟
الزوج: ( يخرج شفرة حلاقة من جيبه ) يجب أن أنظف هذا الوجه من الشعر الملتصق فيه.
بتول: أنا رجل بلحية وشارب .. ألا تفهم ؟
الزوج : ( يحاول ان يزيل اللحية ) دعيني أعيدك زوجة لي .
بتول: تقصد بأنك ستخلقني من جديد ؟
الزوج: الله هو الخالق عبود .
بتول: ستزول لحيتي وشاربي .. ولكن كيف سيزول … ( يشير الى عضوه الذكري )
الزوج: اسكتِ اسكتِ …
بتول: ( تتخلص منه ، تنهض من الكرسي ) دع لحيتي وشاربي .
الزوج :عليك إطاعة زوجك عبود .. بتول .
بتول: ( تصيح به ) ومن قال لك بأنك زوجي الآن ؟
الزوج: (يصرخ به وهو يشهر شفرة الحلاقة ) أنت زوجتي، والله أنت زوجتي …
بتول: (على نفس الصراخ) بلحية وشارب، بلحية وشارب…
( تركض بتول .. والزوج يركض وراءها شاهرا شفرة الحلاقة )
15- ( دادائية )
– المكان : غرفة نوم صغيرة .
– بتول والزوج.. متمددان على سريرهما، أحدهما بجانب الاخر، لحظات صمت، يحاول الزوج كسر الصمت بلمس بتول بيده .
– بتول تقفز بخجل من السرير .
بتول: أستغفر الله .
الزوج: لم أقصد شيئا .
بتول: كنت تريد أن تلمسني كزوج !
الزوج: استغفر الله .
بتول: استغفر الله أنت وليس أنا .
الزوج: ( بخجل ) لالالا .. أنا كنت … كنت فقط أريد أن …
بتول: اسكت..أنا رجل ألا ترى ؟ …. ” ولا يستحي ”
الزوج: يدي هي التي ذهبت تبحث عن ذكريات جسد (يرفع كفه) ما ذنبي؟ فهي من تعرف كل تفاصيلك الساحرة يا عبود (يصرخ بقوة) أين أنت بتول ؟
بتول: يدك تريد البحث في أطلال امرأة ..لن تجد شيئا فيها صالح للحب، أو صالح للسرير، أو صالح للزوج، أو صالح لتلك الذكريات الحلوة بحلاوة كلماتنا العاشقة (تصيح) لن تجد سوى لحية وشارب ووجع و…
الزوج: أنا أبحث عن بتول، وسأظل هكذا الى آخرِ لحظةٍ من عمري.. أبحثُ عن بتولي ولا يمكن أن تتحولَ أو تتغير أبدا.. هي بتول بيتي التي كانت تطهره بأنفاسِها وكلماتِها وأحلامِها …
بتول: بتول لا وجود لها إلا في قلبك فقط …
(بتول تنهض من السرير وتفرش سجادة الصلاة وسط الغرفة )
الزوج: (ينظر لسجادة الصلاة ، يقفز من السرير) أخيرا… ستعودين بدعائك، يـــاه .. كم أشعر بسعادة الآن .
بتول: أنا واثقةٌ بأنك ستكون سعيدا.
الزوج: وسيعود بيتنا كما كان .
بتول: ولكنني لن أعود بتولا مرة أخرى أبدا !
الزوج : وماذا يعني هذا ؟
بتول: يعني .. عليك أن تصلي وتدعو الله أن يحوّلك الى امرأة !
الزوج : ( يضحك بقوة ) أنا ؟ أتحوّل ؟
بتول : نعم أنت .. وممكن أن ادعوك بتول إذا أحببت ذلك !!
الزوج : ( مستمر بضحكه ) أنا اتحوّل الى بتول … ؟ يا ربي .
بتول: ( تفرش سجادة الصلاة بالقرب منه ، بحزم ) صلِ … !
الزوج : ( يتوقف عن ضحكه ) أصلي ؟ هل أنت واثقة من نفسك ؟
بتول: نعم ، صلِ .. مثلما دعوتهُ فحوّلني .. جاء دورك لتتحوّل حتى تستمر الحياة .
الزوج : والله العظيم أنت مجنون عبود …
بتول: أنا أحبك .. وعليك أن تأخذ مكاني وتتحوّل الى بتول ونرجع لبيتنا كزوج وزوجة .
الزوج : ومن سيكون الزوج ومن الزوجة ؟ ومن سيحمل في بطنه جنينا ؟ ومن سيضع مكياجا للآخر ؟ من يرتدي بذلة الزفاف ؟ ومن سيقول للأخر حبيبتي أو حبيبي ؟ وماذا يمكن أن نقول لأهلك وأهلي ؟ ماذا يمكن ان نقول للعالم كله ؟
بتول: كف عن أسئلتك .. أنا لن أعود امرأة مرة أخرى لكي أنتهك يا زوجي .
الزوج :وأنا لا أستطيع العيش دونك .
بتول : يمكنك أن تكون زوجة وينتهي الموضوع !
الزوج: من هو الزوج هنا ؟
بتول: ( تشير لجسدها ) كما ترى …
الزوج: خبال .. ما نحن فيه الآن خبال من الدرجة الأولى .
بتول: عليك أن تتحوّل الى امرأة أرجوك !
الزوج : لا أحبُّ هذا المُزاح الثقيل .
بتول : ليس مزاحاً .. وممكن أن ادعوك بتول إذا أحببت بعد أن تتحوّل .
الزوج : ( يضحك بقوة على نفسه )
بتول: ( تفرش سجادة الصلاة ) صلِ … !
الزوج: أصلي ؟
بتول : نعم حبيبي، صلِ.. عليك أن تدعو الله في صلاتك أن يحوّلك الى امرأة، تفضل…
الزوج : والله العظيم أنت مجنون عبود…
بتول : أنا أحبك.. وعليك أن تأخذ مكاني وتتحوّل الى بتول ونرجع لغرفتنا كزوج وزوجة.
الزو ج: وتكون أنت الزوج .. ما شاء الله .
بتول: أنا الزوج باعتباري عبود وأنت ستكون الزوجة بعد التحوّل من رجل الى بتول.
الزوج : (بجنون) أنا كنت هو الزوج ، والآن .. أنت الزوج وأنا الزوج (يضحك بقوة) أنا زوجها وهي زوجها.. هذا الرجل أنا زوجته، أو أنا الزوج وهذا زوجي… (يستمر بضحكه وصراخه)
بتول : لا عليكَ.. حاول أن تخرجَ من خطاباتِك المزعجة.. سأكون أنا الزوج لأنني عبود وأنت ستكون الزوجة بعد التحوّل من زوجي الى بتول.
الزوج : اسكت اسكت اسكت…
بتول: اسكت أنت وصلي.. صلِ ارجوك (تصرخ به) صلِ ، قلت لك صلِ، صلِ ولك…( تظل تصرخ، الزوج بصمت يأخذ سجادة الصلاة ويرميها بوجه بتول ويذهب عنها)
16- (خررررب)
–المكان .. نفسه في المشهد الاول.
-الزوج وبتول.. يقفان في منتصف المكان برأس مرفوع، يدعو كل واحد منهما على جهة بصوت عال…
الزوج: يا رب.. عليك أن تفعل شيئا، وعليك أن تحدد من منا الزوج ومن هي الزوجة، أو تحلل لنا هذا الزواج الذي لا يمكن أن يكون، يا الله.. افعل أي شيء وانت قادر على ذلك .. حولني الى امرأة أو اجعل بتول تعود الى بتولها وانوثتها (يصيح بدعائه بجنون) إما أن تكون هي الزوج أو أنا الزوج ، أو هي الزوجة أو أنا الزوجة…
بتول: يا رب.. لقد جربت أن أكونَ أنثى، وقد رأيت كيف يداس ربيع النساء بشوارب ولحى وفحولة الرجال، ولا يمكنني الموافقة بالعودةِ مرةً أخرى الى احتفالاتِ اغتصاباتِهم.
الزوج: يا رب.. أين بتول ؟
بتول : يا رب.. لن أتحمل أن أغتصب أو أباع…
الزوج: يا رب.. افعل شيئا ، لا اتحمل أن أغتصب عندما أتحوّل الى بتول.
بتول : لا يا رب.. لا تستجب لدعائه واستجب لدعائه وحوّله الى بتول .
الزوج : استجب لدعائي أرجوك وأعدها لي.
بتول : لالا .. لا تستجيب له.. فهو لم يجرب كيف تغتصب النساء.
الزوج : يا رب حوّلها الى زوجة…
بتول : لالا.. لا تستجيب يا رب…
الزوج : ( صارخا ) يا رب.. نعم يا رب يا رب…
بتول : (صارخا) لا.. يا رب لالالا.. يا رب…
(يظل الزوج وبتول يصرخان بدعائهما الذي يتحوّل الى هستيريا تملأ المكان…)
( انتهــــــــت )
علي عبد النبي الزيدي
Ali_zaidi65@yahoo.com
العراق 2013
سيرة ذاتية مختصرة
– عضو اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين
ـ عضو نقابة الفنانين العراقيين.
– يكتب للمسرح كمؤلف مسرحي منذ عام 1984
ـ كَتبَ العديد من المقالات المسرحية ونشرها في الصحف العراقية والعربية منذ مطلع التسعينيات .
ـ قدمت له خشبات المسارح كمؤلف (مئات العروض المسرحية) عراقيا وعربيا ودوليا ولمختلف المخرجين من أجيال متعددة منذ مطلع التسعينيات الى الآن.
ـ ترجمت نصوصه المسرحية الى الانكليزية والتركية والفارسية والكردية والسريانية.
ـ حصل على عشرات الجوائز عربيا وعراقيا ودوليا في مجال التأليف المسرحي.
ـ صدرت له الكتب التالية في المسرح:
1- ( ثامن أيام الأسبوع ) مسرحيات – عام 2001 دار الشؤون الثقافية العامة – بغداد
2– ( عودة الرجل الذي لم يغب ) مسرحيات – عام 2005 اتحاد الكتاب العرب – دمشق
3– ( عرض بالعربي ) مسرحيات – دار الشؤون الثقافية العامة – بغداد 2011
4- كتاب جمرات ( مشترك ) نصوص مسرحية عام 2011 – طبع في سوريا
5-مختارات من المسرح العراقي ( كتاب مشترك مترجم للانكليزية ) دار المأمون – بغداد 2011
6-كتاب ( كوميديا الايام السبعة ) مسرحيتان – مترجم للغة الفارسية 2015
7-كتاب ( الالهيات ) مجموعة مسرحية 2014 عن دار تموز – سوريا .
8-كتاب مشترك يحمل عنوان ( عناء الماس ) مع مجموعة من كتاب المسرح العراقي 2015
9-كتاب مشترك مترجم للإنكليزية ( مختارات من المسرح العراقي المعاصر )–دار مثون للنشر . لندن 2017
10-كتاب ( ما بعد الالهيات ) مسرحيات – دمشق – 2017 – دار أمل الجديد-سوريا
11-كتاب (رُقم سومرية) نتاج ورشة التأليف المسرحي لاتحاد الأدباء والكتاب في ذي قار 2021
12-كتاب (نصوص المدينة الفاسدة) اتحاد الادباء والكتاب في العراق 2021
–كُتبَت عن أعماله المسرحية ( تأليفا وعرضا ) المئات من الدراسات والبحوث والمقالات من قبل نقاد المسرح في العراق والوطن العربي .
– قدمت العديد من نصوصه المسرحية في مهرجانات دولية .
– شارك كمحكم في العديد من المسابقات الخاصة بالتأليف والعروض المسرحية في العراق
– أخذت العديد من نصوصه المسرحية كعينات تطبيقية في رسائل الماجستير والدكتوراه في الجامعات العراقية ومنذ منتصف التسعينيات الى الان.
-نوقشت رسالة ماجستير للباحث “علي منير ” تحت عنوان ( الكوميديا السوداء واللامعقول في نصوص علي عبد النبي الزيدي ) في جامعة البصرة – كلية الفنون الجميلة عام 2014 –
-نوقشت رسالة ماجستير في جمهورية مصر العربية جامعة المنصورة بعنوان ( بناء الشخصية والتشكيل الدرامي في مسرح علي عبد النبي الزيدي) للباحث رائد حسين 2015 –
-نوقشت رسالة ماجستير في كلية الفنون الجميلة في بابل – العراق للباحث بشار صباح جابر بعنوان (الخطاب الفكري والجمالي في العروض المسرحية لنصوص علي عبد النبي الزيدي) 2017 –
-نوقشت رسالة ماجستير للباحثة الايرانية فاطمه تاجيك تحت عنوان (الصراع في مسرحية عراقية وايرانية، دراسة مقارنة بين نص مسرحية “قمامة” للكاتب العراقي علي عبد النبي الزيدي ونص مسرحية “باهسته باكل سرخ” لـ اكبر رادي) كلية الاداب الفارسية واللغات الاجنبية – طهران. 2017
-نوقشت رسالة الدكتوراه في مصر تحت عنوان ( الفكر العلماني في نصوص علي عبد النبي الزيدي.. نصوص الإلهيات وما بعد الإلهيات إنموذجاً) للباحث عمار محمد 2020 –
-نوقشت رسالة ماجستير في جامعة البصرة –كلية الفنون الجميلة تحت عنوان (صورة المرأة وتمثلات في نصوص علي عبد النبي الزيدي- نماذج مختارة) للباحثة ازهار شريف عبيد 2021 –
-نوقشت رسالة ماجستير في جامعة ذي قار –كلية التربية تحت عنوان (نصوص علي عبد النبي الزيدي دراسة سوسيولوجية) للباحث عباس الغالبي 2021
– ستناقش رسالة ماجستير تحت عنوان (دراسة سياسية –اجتماعية للمسرح العراقي والامريكي في اعمال مختارة لـ علي عبد النبي الزيدي والكاتب الامريكي إندي بويد) للباحثة فاطمه شاكر خلف.
– شارك في العديد من المهرجانات المسرحية الدولية والعربية والعراقية .