نص مسرحي: “الفزاعة “/ تأليف: عقيل هاشم

الشخصيـــات:

الزوج : ( الجنرال يجلس على كرسي مدولب)

الزوجة:

الفزاعة :

طبيب العائلة :

المكــــان:

(القبو مكان شبه مظلم.. يختبئ به الشخصيات.. الحدث ليلة سقوط النظام.. يسخط  من داخل القبو, جلبة أقدام تسرع، وأصوات تهمس. ثمة أبواب تُفتح. في البعيد)

الفضاء المسرحي :

( فصل الشتاء, القبو مكان شبه مظلم، ممر يؤدي إلى قبو، حيث تترنح ألسنة الأضواء الصفراء الحمراء. يسمع  جلبة من اللغط. في الخارج أصوات انفجارات.. التزم أغلب المنتفضين بالبقاء في الشارع ابتهاجا. قبو يجمع  الشخصيات “الزوج الجنرال – الزوجة, طبيب العائلة, فزاعة – عدد من الفزاعات الصغيرة )

(منبّه سيارة  يجوب المدينة : تنبيه ..الجنرال فر وعليكم ملاحقته ..لا نريد المزيد من الضحايا… ثمّة نبأ مفرح ينتظركم .)

الزوج (الجنرال ): (يتموضع مع عائلته في القبو ويصرخ بهم) احكموا إغلاق الأبواب جيدا, نحن في آمان تام…أين سلاحي ..؟

الزوجة: (خوف واضطراب تخاطب الزوج ) طبيب العائلة ..اخبرني عن طفلنا القادم سيحل قريبا علينا.

الجنرال :  (باستغراب))) وهل هذا وقته؟ صحيح النساء ناقصات عقل.. طيب ومتى حصل هذا؟ (يتحرك بكرسيه المدولب ويضع يده على سلاحه)) سنفرح به بعد ان تنتهي هذه الجعجعة … ؟

الزوجة : (مقاطعة)) في ساعات الليل احس طفلي..يوقظني من شرودي المفاجئ، ربما يكون فال حسن علينا..

الزوج(يخاطب الدكتور بانفعال) ماذا تقول؟..أتساءل دكتور كيف لبائس مثلي ان يكون ابا ؟ كأنه ضربا من الاحلام يا الهي ..في الحلم أغمض عيني وأفتحهما وارى طفلي يحاول اللحاق بي، مرات وليس مرة واحدة ..

الزوجة : (في سرها) لا يجب أن أستمر في ترددي؛ الاعتراف بما كابدته سيكون فضيلة, وعسى ان يخفف عن كاهلي ولعلَّ إفشاء سِـرِّيَ الان سيحل المشكلة ام لا..التي نحن فيها، السر الذي تكتمتُه عليه كلَّ هذا الزمن،

الزوج : ( في تنبه ودهشه) أتحادثينى يا امرأة..؟

الزوجة : ( تتلفت حولها ) اقول العالم ضاعت فيه الحقيقـة بعد ان كنا اسيادا الان نحن في الجحور…سحقا..

الطبيب : (وقد أعجبته عباراتها ويطلب منها الاستلقاء على السرير) تفضلي بالجلوس وأهنئي لا طمئن على حالة الجنين..حالته اليوم غير مستقرة.. ولكن…لا عليكِ  لا زال هناك أمل ( ينخرط معها في الحديث بعد جلوسها )

(تشهق الزوجة .. بعدما علمت أنه جنينها معتل الصحة ” سيكون مشوها من يدري ! .. في دهشة وتأثر وهى تمسح عيونها من الدموع )

 ( الجنرال مستغرباً، وراح يقهق ويضربُ كفَّاً بكفٍّ)

الزوج : (مقاطعا))  ياويلي ..غداً سيظهر الخبر (صوت خافت ومتردد ) ما الذي يجب أن نفعلهُ؟

الزوجة : (امتعاض)) لكنك لم تعرف مني الحكاية، كاملة ..

 الزوج : (اندهاش)): حكاياتك، في معظمها، عبارة عن ركلات وصفعات توجَّه الى جسدي والى وجهي ،في ان واحد

 (خيم الصمتُ المُطلق)

الزوج: (يصرخ منزعجا) لماذا يجب علينا إنجاب الأطفال؟ كيف اقنع تلك البائسة..؟

الطبيب : (مقاطعا بسخرية ) يتربى بعزك سيادة الجنرال ..

الزوج : (التقط أنفاسه، ألقى نظرة طويلة عليهم) ما معنى الابتهاج..؟ ربما هناك احتفالا بسبب طفلنا القادم…؟

(في الخارج ثائرون يحتفلون بسقوط النظام, متعانقتين، يرددون شعارات عن الحرية والثأر من رجالات النظام)
الزوجة: (في ألم وحزن وهى ترتعد تتلفت حولها في ذعر) والآن ماذا سنفعل؟

الزوج: (استدرك) ماذا؟..الطبيب معنا..وحين يحن الطلق …الله كريم البداية ان نخرج من هنا بسلام …ثم نفكر بالطفل القادم …

الفزاعة : ( يتنهد ) ماذا سنفعل؟ (يتحرك الى الجنرال) واخيرا اجتمعنا سوية.. ربما مجرد صدفة، أن نتواجد معا..هل  سنمكث في القبو لوقت طويل من يدري؟ وانا كنت أهيم على وجهي في وجه الريح دون سبب. ندفع بجنون برفقة الطيور، أما الان  أحدق في وجوه بشر ،

الزوج: (مقاطعا وبصوت عال) غريب امرك…اليوم تذكرت ذلك ؟

الزوجة: (تقطع القبو ذهابا وإيابا) فراش المرأة يبقى بحاجة الى رجل تستدرجه رائحة جسدها..فيذهب مغمض العينين أسير الرائحة، هو يدرك تماماً أن الكنز جسد دافئ ينتظره على فراش أكثر دافئاً، فيكتمل الدفء بهما بعد أن يختبئ في كنفها الدافئ ويضع رأسه على صدرها ليحترق الفراش برمته ويحترق الجسدان معا

الزوج: (ساخطا) ما الذي أصابك.. يا امرأة..في غيابي كيف حدث هذا الحمل ونحن لم نلتقي..لقد تذكرت هذا..هذا الذي في بطنك …من ابوه ؟

الجنرال: (يشعلَ سيجارةً وأطرقَ محاولاً استعادة توازنه، وبدأ يُغمغم) هذه ليست المرة الأولى، هذه المرأةُ، ومنذ عرفتها ،تكذب  متمردةٌ عصيةٌ على الاحتواء، امرأةٌ متعِبة أحرقت أعصابي طيلة الوقت في ما يلزم وفي ما لا يلزم، معتدة بآرائها إلى حد يتغيظ من يحاورها، ويمنعها كبرياؤُها المزعوم من الاقتناع برأيٍ آخر، خاصةً حين يكونُ رأيي..البحث عن الحقيقة

الزوجة : حينما سافرت ..خلا الليل من الأصوات وفاحت رائحة الوحدة .أصابني الأسى..ستيقظت من نومي ورحت بتكاسل اتفحص بدني, شعرت بنشوة عارمة لذيذة. وانا اطرق مخدعه.. وحين انتصب جسده. سلمت روحي له وزاغت عيناي طربًا .. شعرت بسعادة لا مثيل لها..

الزوج : (مستفهما بعصبية) من هذا الكلب؟ (يعاود السؤال) كيف حصل هذا في غيابي؟

الفزاعة : (يصمت ـ.. يتلعثم.. يتمتم مع نفسه)
الزوجة : (تحدث نفسها) كيف لي أن أجيب على أسئلة تافه  ليالي الحرب موحشة..بل قاتلة للنساء..كنت أحارب نفسي.! أستلقي على الفراش..,واحلم ان اغفو الى جوار رجل..وهذا مشهد بالنسبة للمرأة لا يجب أن يفوتها..أرجو ألا تسألني.. ولك الحق أيضاً إذا قلت أنني أبالغ نوعاً ما..وشرعت في تخيل أشياء رائعة وأمني نفسي..بأحلام بهيجة …

الطبيب: (ضحكة ساخرة) اللعنة!.. إذن هي لعبة..يبدو أن لعنة..لوثة في راسك.. من نوع ما قد أصابتك..هذا هو التفسير الوحيد!

الزوج : (مقاطعا,,ينظر الى الفزاعة) لكم أمقت هذا الكائن..على حين غرّه.. اجده دائما امامي فيصيبني النحس ..اغرب عني..(صارخا بهم) ..لا أستطيع تفسير هذا التصرف الغريب أنا المستهدف..كلاب..انها مؤامرة وبالطبع صار هذا واضحاً.. انا الأحمق الوحيد بينكم ..جريمة شرف قعت في داري.. وانا الذي علمت على خدمتكم حتى أنني قد قررت أخيراً …ان اموت من اجعل سعادتكم..

الفزاعة 🙁 مخاطبا الزوج) انا وجه نحس ….من عاشر القوم صار منهم!

 الزوج: (مخاطبا الفزاعة بجزع) ظريف جداً!”مهلاً!.. مهلاً!..  لسانك اصبح طويلا جدا ويحتاج الى ……

 الزوجة: (ترمق الزوجة بنظرة غضب) لقد تغيرت زوجي..حتى صرت حاد الطباع.. أعرف أنك لن تصدق حرفاً مما قلت..اقول  فعلت..وساعدني على فهم أشياء كثيرة فحدثت في غيابك..

الزوجة: (مخاطبة الجمهور)  قرأ في عيونكم سؤالاً..نعم.. لقد تلاعبت الأفكار الغريبة برأسي المنهك!..  حتى اصبح  الطريق ممهد لإصابتي بالجنون فلقد شاب شعري من هول الوحدة..الخوف ..الحروب (صوت خافت) أصبحت رسما متعفنا .. بعد أن أغلقت عليّ النوافذ والأبواب..واعتزلت الخلق..  والليالي

(لم يجبها أحد  إلا بالنظرات البلهاء )

الفزاعة : اليوم  صرت واحداً منكم.. فلم يعد من يضايقني

(صمت حذر يلف المكان.. ثم تبدأ أصوات الانفجارات وازيز الطائرات قوي يدوي قرب المكان )

الزوجة :( وقد أصابها هلع مرير) خوف يتسرب الى بدني هل سيصلون إلينا؟

الزوج: (محاولا تهدئتها) قلنا انها قرقعة..نحن نعرف جيدا…انها مؤامرة وسوف نسحقها ..الكل اشترك بهذه اللعبة..

الزوجة : (باستغراب) أسمعك تهمس بعبارة تفوح منها سخرية..انت تطرب دائما على المشاجرة ..

الزوج: (مقاطعا) ومن هذا سعيد الحظ؟

الزوجة: (بصوت منخفض) هل انت الذي يسأل: الفزاعة …نعم هو..تقدمت بي الأيام، الامومة المتأخرة غذت حلماً جميلاً أتمنى تحقيقها كنت أتألم صامتة، وأعاني من الإحباط والمهانة، وأتجرع المرارة في غيابك كل شيء صار في عيني قاتماً موحشاً، مشاعر القهر … تسرع بي إلى شيخوخة رذيلة،

الزوج: (بصوت عال) كم يثير اشمئزازي العيش ضمن هذا القطيع (ابتسامة ممزوجة بعلامات الاستفهام) اثناء غيابي حصلت امور كثيرة ..بل هناك أسئلة كثيرة، اسئلة لا تعد، ولا تحصى وتحتاج الى اجابة سريعة..

الطبيب: (مستفهما) لها العذر ..انت كنت مسافرا ..والمراة تحتاج الى رجل..هل تعرف الغريزة ام لا..

الزوجة : حين نتحدث عن الحب تقول لاوقت عندي…وتنام نوما عميقا وحين اعاتبك تقول: منصبي يرتب عليّ التزاما اخلاقيا، وتسمعني محاضرة طويلة عن القيم والمبادئ والاخلاق وانا صامتة، مطرقة،

الزوج: وحملتي بنطفتي. اليس كذلك؟

الزوجة: (مقاطعة) وحين ولدتها بنت ..اقصد الحمل الاول كنت متكدراً لا تكلم أحداً، ومتعباً جداً حاولت أن أكلمك، كنت تشيح بوجهك عني، وتهرب بنظراتك، ولا تنظر في عينيّ. وتنبأت حينها باني سألد الولد ..والا..كنت تريد سند لك و….سيرث رئاسة القطيع.. وإن اسمه سيكون على اسم جدك وهذا الاسم هو المحبب إلى قلبك! لم أصدق، وكنت تدخل وتخرج تتأفف وتقول: ليتني لم أفعل؟ بنت وما نفعها ونحن في عالم يبتلع القوي الضعيف..

الزوج :(بهدوء تام) كنت خجلاً من هروبي وتنكري لكما.. فجعلتني أشعر بالأسف اعتقد هذا خلاف عائلي تافه، لا يستحق؟! ولا يعطيك المبرر في …..

الزوجة: (صوت عال) أنك نذل.. نذالة لا حدود لها. لا شك أنها بعد ذلك قد ماتت. منذ تلك الحادثة، لم أعرف طعماً للسعادة، ولا كفت عيني عن الدمع..لقد أذنبت في حقها…

الفزاعة: (بخجل) آه منك أيتها الحياة، كم أنت هشة؟، وكم من المآسي في انتظارنا. من ذنوبنا

الطبيب: (ساخطا) فقد خاب أملها خيبة شديدة .. وانت اختفيت تماما.

الزوجة : (تتدارك) الفزاعة من أنقذ حياتي. موقف خسيس منك قررت أن أصرخ وأنادي عليك.. وانت مسافر .. لعلك لم تسمع استغاثتي. حتى بح صوتي ..

صمت!

الزوج: (تجهم وجهه) كلاب …كلاب

الفزاعة :(يرفع سبابته اليه) الامر برمته لم يعد مستحيلا. لقد أثارت قلقي، وبعثت في نفسي أشد الاضطراب .تلك الايام      صارحتها ان اقف الى جوارها، بعد ان وضعت انت على بابها قفلا.

الزوج : (يصرخ في الفزاعة بعد ان حدق فيّه بعمق ) انت من أستدرجها في الكلام، كنت تلاطفها ثم اغويتها لقد دبرت لها مكيدة في الخفاء. لم يعد بوسعك البقاء معنا …ارحل .. .بأقصى سرعة.

الفزاعة: (صوت كسير ضعيف) لكن.. في غيابك كنت أزن كل صغيرة وكبيرة تتعلق ب العائلة .. أليس حكمك قاسياً؟

الزوج: (بتعصب) من المستحيل أن أوافق …اخرج هي مغفلة…وناقصة عقل …انت ماذا اصابك؟ أي قدر موجع يلاحقنا ولا يكف عنا (الزوجة هربت بنظراتها بعيداً )وقد لاحَ من عينيها طيف من التساؤلات.. ما زال صدى صوت الطفلة يتردد (التفت الى الفزاعة وصرخ به)..ماذا تقول ايها التافه..؟هل فعلتها حقا…وهل الذي في بطنها منك؟

الفزاعة: (مقاطعا) حضرة الجنرال ..نعم ارجوك اسمعني يعلمك الشارع سلوك غريب الأطوار، عندما تكون فزاعة تافه في حقل تافه, انا عشت، طفولة بائسة تطحن الشمس بعظامك. ويلوكك كلام الناس..عندها لا تعرف ما تفعل ..الشيطان شاطر..وانت امام امرأة لا يطارحها زوجها الفراش..

الطبيب:  (معترضا)     سلوكيات الناس في هذا الزمن تغيرت، فما بالك ب فزاعة (يلتفت الى الزوج) ربما لا تدرك هذا الشيء بصورة حقيقية، اعتقد إنه أمر طبيعي، الوحدة قاسية ..
الزوجة: (مخابطة الجميع بصوت منكسر) في غيابك زوجي المصون كنت كل ليلة أحرص,,على اخذ أقراص المنوم، من كثرة الصداع في راسي

الزوج: (بصوت عال) اين صبر النساء في ايام المحن..؟

الزوجة: (تصرخ في وجهه) اعتدت كل يوم وهاتفي (المحمول )في يدي اتسقط الرسائل القادمة منك ..لكنها فارغة..اما الصحف التي ادمنت على  قراءتها في كل صباح، لم تأتي بجديد منك..؟

الزوج: (يعبث بنياشينة الجاثمة على صدره) انا رجل دولة.. احارب المؤامرات التي تحاك ضد الوطن،( الفزاعة يضحك بسخرية) ليلة اخرى كفيلة بأن تُغيّر مجريات الأحداث، حيث بدأت اشعر بأمل بأن كل شيء حولنا يُشير إلى اقتراب النهاية..

الطبيب: (يجلس متبرما) لم ينج أحد من الحرب، غير ان الناس فقد انقسموا إلى قسمين،  صعد أحدهما إلى فوق، حيث النهم للسلطة والمال، ونزل الآخر إلى تحت، حيث الفقر؛ وأمراضه التي يتعذر .. حصرها الآن. وما زال النظام يبتكر مبررات الحياة، فالمدن التي تجلس على أنقاضها ..خرائب تتناسل ..

الفزاعة( مقاطعا)  في ليالي الشتاء ما زال البعض يتوسد الحطب، يتدفأ على جمر الذكريات، ويتحدث عن الخلاص،

الزوجة) :بصوت منكسر) أفضل للمرء أن يعيش غريبا وهائما على وجهه على أن يتعفن..مثل طحلب على سطح بحيرة    ما أجمل الحرية .؟

الطبيب : ( في سعادة ) نعم ..ربما دوي القذائف أحدث خللا في عقلــك

الزوجة : (تصمت ثم تنفجر صارخة)  نعم نعم (تشير بيديها اليه) (في ذهول ) لا لا تقل.. أنك الشيطان بعينه..

الفزاعة : (باستغراب) يا لك من أفاق يا سيدي (الزوج يسير بكرسيه المدولب في وسط المسرح ..) (مقاطعا الجميع ) تذكروا أنا صوتكم أعطوني فرصة للصمود أمام زلاتي

الزوجة : الا تخشى من غضب الله وعقابه الشديـد (تهرب من ساحة المعركة) وانت الجندي الامين وحامينا..نعم ربما انا فعلت الزنا بإرادتي…لكنك زنيت بالقيم والمبادئ حين زورت الحقائق

الزوج: (يضحك في مكر ودهاء.. في حذر) أنا خادمكم ..اخوكم الصغير (يلهث ويمسح عرقه..يلوح بيده ) المغفرة …اعتقد هناك املا..لا لا لم ينتهي الأمــر بعد لعلنا كنا نهلوس….

الفزاعة: (في جزع) اتركوه يهلوس …

الزوجة : (في حدة) عليك اللعنة إغرب عن وجوهنـا أنت شقاء الإنسانية وسبب همومها

الزوج : ( مندهشا ) أنا برئ ….براءة الذئب من ……

الطبيب : (ساخطا) لا أفهم إلام ترمين أفصحي سيدتي..

الزوجة: (مرتعدة) أنتم الرجال سبب كل هذا الشـر .. اليس كذلك؟

الزوج : (وقد علا صوته) لقد جعلت منكم مولكا ..أنا برئ …ربما رملت النساء ويتمت الأطفال وصنعت عداوات ونزاعات بين شعبي من اجل البقاء…لكني لم افتي بجواز الزنا ( وقد مسه الغضب) أنا لم أشعل الحروب؟

الفزاعة: (يضحك ويدور في المكان..مندهشا) يا سيدي أنت آخر من يتحدث..عن اشعال الحروب فلا تحاول الاختبـاء.. خلف شعارات سمجة .ودفاعك عن العرض والدين يا سيدي,, نت زير نساء …واني اشهد على ذلك

الزوج : ( متعجبا)  زير نســاء…انا اشهد امامكم..كلا كلا ( نفى بكلتا يديه)

الفزاعة : ( يقهقه)

الزوجة: (تمسك به وتهزه.. وقد أطرق في الأرض..في تأسى وبكاء أليم) ماذا سنفعل..

الزوج: سأترك لكما المكان .. وأغادر

الزوجة: (بصوت خافت)  لقد أضحى العالم بين قلق وتساؤل وحيرة، ويواجه تحدّيات ومعادلات وفصولا جديدة، صرنا نعيش سؤال الموت والحياة..فالكلّ يحاول أن يتجاوز تلك الاحداث..ولكن ستظلّ تلك الاحداث مغروسة في الذاكرة .

الفزاعة(في دهشة) في هذا القبو, جميعنا ننتظر رغم أنوفنا، استعدنا قيما قد غابت عنا، بعد أن أصبح كل فرد  مدركا لتبعات فعله وما قد يجرّه من ضرر على نفسه وعلى الاخرين.

(امام بيت الجنرال حشود تروح وتأتي، وأخرى تنظر وتستغرب، وأخرى تتجمهر وتتفرق، وأخرى تسير ببطء وتهرول، وأخرى تصرخ وتهمس،  وأخرى تهتف وتغنّي)

الزوج: (بصوت عال) ولماذا هذه الحوادث ,هؤلاء في الخارج ..هم ابنائنا، ولماذا حدث ما حدث..(يصرخ عاليا) ا للحوار مع المنتفظين

( الزوجة  ، يحضرها الطلق …تصرخ اني اولد الساعة..)

الطبيب: سيدتي لقد حان الموعد ..استعدي ارجوك

(تخرج الزوجة والطبيب من المسرح)

الفزاعة: (يرتد إلى الخلف) عندما تسكننا أرواح صغارنا لا تغادر ولا تغيب. تنمو بداخلنا كشجرة الظل.

 الزوج: (مقاطعا بصوت خفيض ) اما انا المغفل .أنا خارج الزمن، والمكان، بينكم تنكرني أقرب الناس لي، انا الملطخ بآثام العالم.. أصبحت لا انتبه إلى الوقت، ليلي مثل نهاري (يسقط من الكرسي الى الارض …)

(صمت …..)

الزوجة: (تبتسم فرحا.. تدخل الى وسط المسرح وهي تمسك طفلتها الصغيرة) 

(“الفزاعة الصغيرة” ، تتهاديان بطيئا. الطفلة بجلباب الفزاعة المهترئ، تقفو فرحا وضفيرتاها منطلقتان خلفها).

“ستـــــــــــــــــــــــــار”

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع طرق الربح مع كيفية الربح من الانترنت