نص مسرحي:” Makeup “ / تأليف: زينب لعيوس

 مسرحية من فصل واحد

الزمان :الحاضر

مكان: عام  مفتوح تجلس فتانان أحدهما تقابل الأخرى….

فتاة 1: ما هذا ما هذا لقد أصبح العالم قبيحاً؟

فتاة2: قبح؟ اي قبح؟ العالم جميل..

فتاة 1 :  بالنسبة لكِ فقط.

فتاة2 : ماذا تقصدين؟!

فتاة 1 :لأنك فتاة، او بالأحرى لديكِ كل صفات ال…. من فنون الغنج والاغواء، ربما….. ربما… ربما (تتلعثم).

فتاة2 :لماذا تتكلمين هكذا، لم أفعل شيء اما الجمال فهو مطلب وغاية النساء والرجال على حداً سواء.

فتاة 1 :الجمال هو الغاية فالله جميل ويحب الجمال وليس القبح والعهر.

فتاة2 :لقد نعتتي بالعهر؟

فتاة 1 :لم أفعل.

فتاة2 :وضحى أكثر احتاج الى شرح، فقد نعتتي بالعهر؟

فتاة 1 :تدعين الثقافة والعلم والمعرفة اذن انتِ لا تحتاجين إلى شرح، كل شيء بالنسبة لكِ سهل ويسر.

فتاة2 :اذن هذه  مرارة الغيرة والحسد وليس القبح، لاني فتاة جميلة وناجحة في نفس الوقت.

فتاة 1 :بل لأنك فتاة فقط.

فتاة2 :اذ كنت انا فتاة اذن انتِ ماذا؟

فتاة 1 :لست رجلاً ولست امرأة.

فتاة2 : (ضاحكة بميوعة) لقد تعودتي ان تكوني جاهلة بفنون الموضة والميك اب والحب وكل شيء في هذه الحياة (يمُر رجلاً يبدو ثرياً يدخل المكان تراه للفتاة 2 تراه، ترتبك، تذهب إليه تتحدث معه ويتحدث اليه وينهيان حديثهم بالضحك ثم ترجع للفتاة 1)

فترة صمت….

فتاة2 :انظري هذا ما قصدته أن تكوني مطلب أنظارفي كل مكان وزمان، (بسخرية) لا أتذكر اني سُألت ذات يوم إنك ذكية او لا او بالأحرى لم اسأل مثل هكذا سؤال.

فتاة 1 :أصبح هذا العالم عبارة لا يطاق بسبب امثالكِ، فالبعض يتشوقون لرؤية صورة افتراضية سرعان ما تتلاشى وتذوي لا شيء فيها ثابت لا الحب ولا العاطفة ولا الجمال.

فتاة2 :المهم ان اكون بأبهى صوري، فتضلي هكذا.

فتاة 1 :( بغضب وحده) أتريد مني ان استجدي، أكره استجداء العاطفة كما تفعلين انتِ لكل بطرق ملتوية وذكية.

فتاة2 :هذه فلسفة الفقراء امثالكِ ، انا لا استجدي شيء فكل شيء يصلني قبل أن اطلب أصلاً.

فتاة 1 :مأساتكِ أنك فارغة ومثيرة للشفقة بعتي نفسك للهوا، ومسأتي اني خاصمت الكون والهوا وتصالحت مع نفسي لكي لا يمسها القبح الذي مسكِ.

فتاة2 :ها قد رجعنا للفلسفة، هههههه، ستكون نهايتكِ وحدكِ لن يسأل عنكِ او يطرق بابكِ أحد، وحيدةً وحيدةً وحيدةً.

فتاة 1 :وحدتي أجمل بكثير من عالمكِ القبيح، لا تملكين شيء سوى التباهي بجمالكِ وغنجكِ عقلكِ العفن الخالي من الفكر تباً لكِ ولعالمكِ الكئيب البائس…. (تمشي تاركه خلفها فتاة2 وهي تتطالع المرأة وتغني لنفسها….)

فتاة2 :اهربي اذهبي لكتبكِ  وعالمكِ لعلها تبدل قبح أفكاركِ (ضاحكة بسخرية، تخرج وتبقى فتاة 1 جالسة )….

ستـــــــــــار…

* زينب لعيوس / نوفمبر 2022