بالامارات: مقدمة الأمين العام للهيئة العربية للمسرح (اسماعيل عبدالله) بالمؤتمر الصحفي صبيحة اليوم بالشارقة
يمكن لنا أن نسمي هذه الدورة بدورة التحديات والإنتصارات
فقد كان التحدي الأكبر هو الجائحة التي اضطرتنا للتأجيل المرة الأولى في عام 2021، ثم التأجيل الثاني في العام 2022، وصار المهرجان أمام استحقاق وحق المسرحيين به، فهو موعدهم وبوصلتهم، ولم نكن وحدنا من يواجه هذه التحديات، بل كان معنا الشريك الاستراتيجي المغربي، وزارة الشباب والثقافة والتواصل، كان معنا كوادر الوزارة الذين ذللوا وسهلوا كل عقبة يمكن أن تواجه انعقاد المهرجان في العام 2023، كان هناك أيضاً تلك الكوكبة الكبيرة واللامعة من مسرحيي المملكة المغربية، الذين وقفوا وقفة رجل واحد، وتعاونوا فيما بينهم، وتعاونوا مع وزارتهم وتعاونوا مع هيئتهم، مدركين أهمية الحدث المسرحي، أهمية المهرجان من ناحية، وأهمية الحضور المسرحي المغربي على مدار دوراته السابقة وخاصة في هذه الدورة من ناحية ثانية، وأهمية الحضور العربي في الأفق المغربي من ناحية ثالثة، فالمغرب الصاعد بجهود أبنائه في شتى المجالات، لم يغب منذ دورة المهرجان الأولى، وسجل حضوره الباهر فنياً وفكريا، كما سجل ذلك في مشاريع الهيئة الاستراتيجية، فالمسرحيون المغاربة كانوا فاعلين في صياغة الاستراتيجية العربية للتنمية المسرحية، وكانوا فاعلين ومؤثرين في استراتيجية تنمية وتطوير المسرح المدرسي في الوطن العربي، وسجلوا حضورا مهماً في إصدارات الهيئة، والنشرفي مجلتها، وكذلك في مؤتمراتها الفكرية ونمو الحركة النقدية، وسجلوا الحضور الأبرز في مسابقات البحث العلمي إذ فاز 10 باحثين مغاربة من أصل 21 باحث عربي في مسابقاتها … لذا تمكنًا معاً بتوحد جهود المخلصين للمسرح، المبتعدين عن الذاتية والرؤى الضيقة، من أن نصل بالمهرجان إلى موعده، وليس هذا فقط، بل وبرعاية سامية من لدن صاحب الجلالة الملك محمد السادس، تلك الرعاية التي تتوج جهود هذا الجمع المسرحي، الرعاية التي تكلل بالغار رؤوسنا، وتمنح الحدث رفعة وتؤشر بما لا يدع مجالاً للشك، أن المسرح يمتلك أهمية لا بد لنا من العمل على ترسيخها وتعميقها، للعب دور هام في حياة شعوبنا وأمتنا.
و هناك المنجز التاريخي الذي يستمر العمل عليه منذ سنوات بالتعاون مع مسرح محمد الخامس، والنقابة الوطنية لمهنيي الفنون الدرامية ولفيف من المسرحيين المغاربة، وهو (توثيق الحركة المسرحية المغربية) ضمن مشروع الهيئة (خزانة ذاكرة المسرح العربي).
إننا اليوم لا بد أن نحيي كل تلك الأسماء التي يضيق المجال على ذكرها، لكنهم وكما يعملون بجد وصمت، ينفخون روح الحياة في ما ينجزون. ونقول لهم موعدنا أنتم ومسرحكم، موعدنا عربي مشرق ، يليق برعايتين كريمتين لهذا المهرجان، رعاية جلالة الملك محمد السادس وأخيه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي.