مهرجان المسرح العربي بالدار البيضاء قصة نجاح بمعايير مختلفة..!؟/ فاطمة البكاري

لم يكن يتوقع صناع الفرجة المسرحية بالوطن العربي، ومعهم الساهرون على تنظيم دورات مهرجاناته بالهيئة العربية للمسرح، أن تحقق فعاليات الدورة الثالثة عشرة لمهرجان المسرح العربي بولاية الدار البيضاء الكبرى، هذا الحضور المتميز والقوي والنجاح غير المسبوق وكذا الإقبال الجماهيري المتنوع على مهرجان هذه الدورة التي توزعت بعناية فائقة على ثلاثة مسارح في مناطق سكنية مختلفة.
لا يتوفر وصف.
ولم يكن النجاح في تقدير العديد من المتتبعين للفعل المسرحي العربي، حليف خشبات مسرح هذه الدورة فحسب، بل الامر ذاته ينعكس وبشكل لافت على المؤتمر الفكري والذي تحول في مجمل جلساته الى شبه أكاديميات للمطارحة الفكرية والتفاعل الإيجابي والنقاش الأدبي والثقافي والفني، الرفيع المستوى بين النقاد والمخرجين والفنانين والاعلاميين والباحثين، وبعض رواد خشبة المسرح العربي. بالإضافة الى الورشات التطبيقية و التي سجلت هي الاخرى حضور متميزا لشباب شغوف بالمسرح. قبل أن تشكل هذه الورشات الى جانب الندوات النقدية التطبيقية، رافعة أكاديمية وبحثية واعدة، ومستشرفة لكافة دروب ومسارات فنون المسرح العربي بكل روافده وتوجهاته الإبداعية والثقافية. كما أن خطوة تكريم نخبة من رواد خشبة المسرح المغربي بالحجم والكم الذي عرفته دورة المهرجان في نسخته الحالية، كان لها هي الأخرى النصيب الأوفر في جعلها دورة استثنائية وناجحة بكل المقاييس الفنية والمسرحية. وبلغة الجمع ما كان لهذه الورشات والمؤتمرات الصحفية منها والفكرية والثقافية والعروض المسرحية الفنية، أن تحقق هذا النجاح غير المسبوق على أرض المغرب، لولا حبكة التنظيم الذي بدت تجلياته عنوانا رئيسيا لفعاليات الدورة بامتياز، واحترافية البرمجة الفنية والتقنية التي سهر على تفاصيلها وجزئياتها بشكل مميز مخططو الهندسة العامة لدورة هذا المهرجان بالهيئة العربية للمسرح بشراكة وتعاون مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل المغربية، قطاع الثقافة والذي  أبرز هو  الاخر دوره المتميز في تحقيق نجاح هذا العرس الفني الثقافي.
لا يتوفر وصف.
نجاح يؤشر على وجود رصيد معرفي كبير، وخبرة علمية ومسرحية غاية في الإهتمام، لدى مسؤولي الأمانة العامة لهذه الهيئة العربية للمسرح، التي آلت على نفسها خدمة الفعل المسرحي والمسرحين بكل توجهاتهم وميولاتهم الفكرية والفنية والثقافية والأدبية بكل أرجاء الوطن العربي. وفي المقابل ثمة ملاحظات من طرف بعض المسرحيين والنقاد . من قبيل المطالبة بإدراج عروض المونودراما وعروض مسرح الشارع ومسرح الطفل ضمن فعاليات هذا المهرجان في دوراته المقبلة،
من أجل منح  فرصة المشاركة لجميع المسرحيين، و الاسهام في تقريب المتتبع للشأن المسرحي من التنوع، كما هو الحال بالنسبة لتاريخ المسرح المغربي. والمطالبة كذلك، بببرمجة عرض بعض المسرحيات في الارياف والقرى وهوامش المدينة التي تحتضن المهرجان لإدماج ساكنة تلك المناطق في الاحتفاء بالمسرح والانفتاح على عالم أبي الفنون.

 

لا يتوفر وصف.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع طرق الربح مع كيفية الربح من الانترنت