صمْت مُـريب بانتــهاء المــهـرَجان؟؟ (02) / نـجيب طــلال
رابــط الصمت:
أساسا عـلينا أن نعـيد النظر في علائقنا من جديد، وقراءة تصوراتنا وممارستنا المسرحية؛ بغـْية تصحيح المسارات والأنماط الفنية والتجارب الإبداعية. من أجل ذواتنا وقـُدراتنا؛ ومن أجل ربح رهانات البقاء والاستمرارية؛ ومواجهة الإعصار الذي يلاحق المسرح ” العَـربي” بعلاقته بالتحولات الجْـيو إقليمية واقتصادية وسياسية وفكرية (عَـولميا) ومن أجْـل إعادة المكتسبات إلى نصابها وطريقها القويم لتحقيق غايات التمسرح والوجود الفاعل. فكم من مكتسبات حقيقية ضيعناها! وكـَم من جمهور ضيعه المسرحيون؟ وبالتالي فحينما ينسلخ المسرحي عَـن شغـبه الجميل والمعقلن، تضيع البوصلة؛ ويصبح تائها! باعتبار أن المسرح الحق والحقيقي مشاغـب في كـُنـهه؛ ولا يقبل المُهادنة في شكله. مشاغـب بطبعه وتركيبته؛ تارة يتلاءم مع الأمواج؛ وحينا يقاومها؛ يواجهها في عِـدة محطات. أليس دور المبدع الفعال والفنّان المُشعُّ، أن يكون تلك الشعلة التي تنير العتمة؟ وذاك المصباح الذي يشع بهاء بلذة إنسانية؟ بعيدا عن قوالب إيديولوجيات التدجين و (خمسة نجوم)؟ فالمسرح مغامرة “مجنونة” بالجهد والوقت والفكر. والشغـَب الفعال والمتزن لا حُـدود له، ولا لون لـه؛ إنه لا يقبل المُسكنات ولا الحقـَن. ولكن حينما يسترخي المسرحي! على أسـرة (خمسة نجوم) ويستريح في فضاء زجاجي؛ يعُـمه الصمت والهُـدوء؛ ذاك ليس عَالمُه ولا عَـوالِـمه؟ تلك بداية الانحـراف السلوكي؛ عن طبيعته وكيفية رؤية الشخص لنفـسه ؛ ومن ثمة تتسرب وستتولد عقـد نفـْسية ما أنزل بها من سلطان! عُـقـدٌ لا تبرز إلا بمرور الوقـت. أبرزها الانفصام ووسطها تمظهر صداع ذهني/ دماغي/ عقلي/ لتنغـرس حالة “البارا نويا “أو “الارتياب” التي تساهم لا شعُـوريا في انسلاخه عن واقعه وشريحته وتموقفاته ومبادئه؛ مما يَـشعـر في لحظات أنه معَـرض للاضطهاد والتهديد والملاحقة من لدن الآخرين! أكيد أنه سيشعُـر بذلك، ارتباطا بتداخل مَـسكنه الأصلي في حي شعبي بمَسْكن في (خمسة نجوم) وتقاطع الواقع المَعـيش؛ اليومي. بواقع الزيف/ التجميل، الذي ينقضي بعْـد أسبوع أو حتى نصف شهر… لأنه انساق تلقائيا / لا عقلانيا وراء واقـع مزيف؛ غير محْـسوب الخطوات. واقع لم يُنشأ له، ولم يصنع له؛ ولم يتربَ عليه. طبعا لكل فرد سواء مسرحي أوغيره؛ كرامته وعِـزته؛ وللضيوف موقعهم في أخلاقية الضيافة؛ ولكن في فضاءات وأمكنة محترمة ومنسجمة مع ذواتهم وممارستهم وعِـشقهم الفني والإبداعي.
فالمقيم ولو [ ليلة ] واحِـدة في (خمـسة نجـوم) لا يمارس المسرح؛ بل يمارس التصدير والاستيراد والتجارة والصفقات؛ وتبادل المصالح والمشاريع الكبرى…(خمسة نجوم أو أربع) مَـطبخ البورجوازيين، فضاء الإقطاعيين، عـوالم المخمليين، رحاب الميسورين. فالبورجوازي لا يمارس المسرح؛ ولا يعْـرفه! والمخملي لا يصرخ فوق الركح لينسف الزيف؛ ليعَـري القواعِـد المُحَـرفة والمنْحـرِفة، غير سَـوية في بنيته المجتمعية لبناء منطلقات جمالية؛ إنسانية بديلة وخلاقة. والـميسور لا يتهافـت عـلى الجوائز، مهما كانت قيمتها، ولا يناور من أجلها في الكواليس وبين جُـدران الحانات والأماكن المظلمة؛ إنها النرجسية الثقافية / الفنية ؛ والوقـوع في فخ سلطة الجوائز.
تــلك الــجـوائـــز:
مبدئيا لن يكون المرء طوباويا ومثاليا أكثر من اللزوم؛ ليعْـدم أحقية الجائزة / الجوائز؛ فهي وجه من أوجه التحفيز وخلق التنافسية بمبدأ الشرف والروح الرياضية (كما يقولون) لأن للجوائز أهمية وانعكاس إيجابي على عمل ( أي) مبدع. وإن كان في اخر المطاف تبقى “الجائزة ” ذات قيمة معنوية؛ فقط لتشجيع المبدع/ الكاتب/ الفنان/ الرياضي/ الباحث/ الناشر/الصحفي/… بحكم أن قيمتها تكمن فيما بعْـد ؛
لتطوير آلية الفنان والكاتب/ المخرج/ التشكيلي/ السينوغرافي/…/ والدفع به للمزيد من الابتكار الإبداعي و الإنتاج الفني وإتقانه. لكن الملاحظ؛ وبشكل ملفت للنظر في السنوات الأخيرة (لقد) نشبت جـدالات ونظمت جلسات حول “الجائزة” الإبداعية والأدبية والثقافية، ومدى أهميتها وفـوائدها وأضرارها وتأثيراتها على المبدع وفنون القـول عموما. لكن المثير فأغلب الطروحات الواردة في موضوع “الجوائز” انصب ضدها وبرفضها ! بحيث هناك من: اعتبر الجوائز عملية استهلاكية بالأساس، والامتحان الحقيقي يأتي بعد الجائزة في ضوء فهم كيفية صمود النجومية، وكيف نروج للتميز والاستثناء ؟….. الجائزة على أهميتها، ليست لمسة سحرية، فليست لها قـدرة خارقة على تطوير المسرح والفائزين، إن لم تكن المسؤولية جماعية ، تبدأ من المبدع نفـسه مروراً بالإعلام والنقد، وتنتهي عند الجمهور(1) وبالعودة لمهرجان تطوان (الدورة22) الذي هو فرصة للتباري بين الفرق المسرحية من أجل الظفر بإحدى “الجوائز” هل خضع للتقييم من طرف الفاعلين المسرحيين والنقابيين بعْـد إسدال الستار دوراتها، للكشف عن الإيجابيات و السلبيات التي خلفتها الدورة ! أرضيته (تلك) الضجة التي تفجرت لحظة الإعلان على الجوائز؛ بحيث هل خـَدمت الفرق المحتجة؟ أم ستساهم في نكوص الفعل المسرحي أو الدفع به قـدما؟ أم لتطوير التظاهرة المهرجانية؟ ولاسيما أن النقد المسرحي كان غائبا- ك (العادة) والإعلام أجج الإشكالية لصالح من؟ والانفلات الذي قامت به إحدى أعضاء اللجنة ونشر بيانها، تعبر فيه عن : استنكارها لمحاولة التأثير على تقييمها للأعمال عبر تبليغها بأحكام مسبقة عنها من قبل عضوة من الأعضاء سبق لها معاينة العروض؛ كما أكدت تعرضها للترهيب غير المباشر عبر اتهامها كلما دافعت عن الجودة في عمل من الأعمال بالانتصار إلى خريجي المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي والحال أنها دافعت عن الأعمال بناء على معايير فنية وتقنية (2) لصالح من؟ فما بين السطور؛ يتأكد أن الصراع والضجة المفتعلة (كانت) حـول الجوائز، ليس إلا ! وبالتالي هل حقيقة :أنّ أهل المسرح من مخرجين وكتاب تجمعهم المهرجانات ليبادلوا جهلهم.. إنها أوساط فنية لم تتغير فكريا وثقافيا همهم الوحيد افتكاك الجوائز. كأننا في سباق خيول. وعبر (…) عن رفضه لفكرة الجوائز في المهرجانات، لأنها بالأساس تخلق النرجسية لدى أصحابها، الأمر الذي تنجر عنه أمراض نفسية كالضغينة والحسد لدى المتوجين(3) وثانيا الانزياح تجاه خريجي المعهد وهاته قضية أمست مكشوفة؛ وتحتاج لدراسات لأن: المسابقة هي وطنية صرفة؛ وليست حكرا على خريجي المعهد بعينه أو حقا لنقابة أو فيدرالية أو أشخاص. فالتنافس الشريف؛ هو أساس الفوز. ولا شيء دون ذلك. أما تتويج أي عمل بشكل صوري بدعوى أنه توج هنا وهناك. فجميعنا يعلم أن المهرجانات الدولية تدبر بمنطق التراضي أو التوافق وليس بمنطق الجودة أو الجدة…(4) بداهة فأي حرب لها جنودها؛ ولكن منطقيا فأي تظاهرة (ليست حكرا) على هـذا دون ذاك؛ لأن الإدانة ( هنا ) تكمن في توقيعات [ الفرق الثمانية ] على بيان الاستنكار؛ وكلهم (خريجي المعهد) هؤلاء شاركوا في المهرجان العَـربي (الدورة 13) بالدارالبيضاء. والمثير أن مدير الثقافة كان من ضمن أعضاء اللجنة العليا للمهرجان (؟) لن ندخل لمناقشة هاته المعادلة؛ لكن هي مدخل لسؤال؟ هل المديرية هي التي أوحت بتتويج مسرحية (رحل النهار)؟ أم سلطوية الهيئة العربية للمسرح؟ أم اللجنة المكلفة بالتقييم انطلقت أساسا؟: بمعايير التحكيم التي تخضع في كثير من الأحيان لمبدأ الشخصنة، على حساب المعيار الفني والقيمي… مثلاً بالدول الغربية التي تحرص على أن تكون لجان التحكيم من النقاد المتخصصين….لا يمكن لمسرحي يعمل بمبدأ التنافسية أن يكون حكماً نزيهاً (5) كيف يستقيم هَـذا الطرح ولجنة التحكيم متنوعة قطريا وثقافيا وكل منهم له تصوراته وقراءاته = إيمان عَـون/ممثلة (فلسطين)- جوليا قصار / ممثلة ( لبنان) – خالد الطريفي /ممثل ( الأردن ) خالد مبارك الكاتب والصحفي (السودان)- مدحت الكاشف /عميد المعهد العالي للفنون المسرحية (مصر) وأغلب الإشاعات والوشوشات كانت منحازة للفرق المغربية كما أشرنا سلفا، وبالتالي لماذا التزمت تلك الفرق الصمت المريب بانتــهاء المــهـرجان؟ لماذا لم تحتج كما احتجت في (تطوان)؟ أو حتى تهمس بموقف (ما ) مادامت رهانات الفوز أو كـَسْبه تسترسلها هنا وهناك، والحجة بالحجة: بعْـد اختتام عروض مهرجان المسرح العربي بالدار البيضاء قبل قليل، ولو كان القرار بيدي، لما ترددت لحظة في منح الجائزة للعرض المسرحي “شاطا را ” للمخرج المبدع أمين ناسور من المغرب، والذي تميز عن بقية العروض، برأيي، وبفارق شاسع على مختلف المستويات (6) ولينتبه القارئ المفترض؛ أن هاته التدوينة وقعت قبل الإعلان عن النتائج ب”ليلة” بمعنى “الاحتمالي” إما أن النتيجة تسربت بعْـد عـرض ( رحل النهار) أوهي نوع من الضغط ( الفايسبوكي)؟ ولكن الأهم فهل صمتهم نتيجة حالة “البارا نويا “أو “الارتياب” من فقدان الامتيازات، وأصول الصفقات؟ أم إيمانا بأن اللجنة كانت منصفة إلى حد بعيد؟ أم الصمت استراتيجية بديلة لتحقيق مكاسب مستقبلية ؟ لأن صمت الفرق المغربية بمثابة لغز؛ ارتباطا بما كان بتحرك ويروج في أرجاء المهرجان ( ! ) باستثناء المسرحيين التونسيين الذين عبروا:.. عن استيائهم من استبعاد المشاركة التونسية. وطالب بعض المسرحيين بمقاطعة «الهيئة العربية للمسرح» التي تنظم المهرجان، بل إنّ هناك من اعتبر أنّ تأسيس الهيئة نفسه كان لاستهداف «أيام قرطاج المسرحية» أعرق المهرجانات العربية والأفريقية بأيدي تونسية، في إشارة إلى المسرحيين التونسيين الذين يشاركون في أنشطة الهيئة. وكان أول مهرجان للمسرح العربي تنظمه الهيئة في تونس بإدارة المسرحي الراحل منصف السويسي، وهو من مؤسسي «الهيئة العربية للمسرح» وكان نافذاً فيها (7) هذا تموقف من حيث المبدأ يحسب للفرق التونسية تجاه (الجائزة) وإن كان هنالك طرح يحمل موقفا له من الجرأة ما يكفي؛ وفي نفس الآن يثير مسألة أساسية تنخر إلى حدما عمق الثقافة العربية: عندما كانت هذه الجوائز غير متوفرة، كانت الثقافة العربية في جميع جوانبها أفضل حالاً. وكثير ممن صنعوا مجدَ الثقافة العربية خلال القرن العشرين، والأسماء كثيرة، لم يحصلوا على جوائز بمثل هذه القيمة المادية، بل منهم من مات فقيراً، بل مُعدَماً أصلاً. لا أنكـر أن لهذه الجوائز مردوداً مادياً ومعنوياً هاماً للغاية. غير أن اللجان المشرفة عليها هي التي أفسدتها بالمؤامرات والدسائس والمجاملات ليستفيد منها أحياناً مَن هم بلا قيمة أدبية أو فكرية….وأكبر دليل على ذلك أن مثل هذه الجوائز الخليجية أفسدت الثقافة العَـربية (8) لكن الذي يمكن له الحسم في إشكالية الجوائز روح الإرادة الأخلاقية، والأمانة الثقافية المتينة، وحضور «النقد” الموضوعاتي وليس النزواتي؛ المصلحي؛ النفاقي. لكن المؤسف فـدعاة ” النقد” وعلماء ” المسرح ” وما أكثرهم ! : ولكن أَكْـثركـمْ لِلْحـقِّ كـَارهـونَ ) سورة الزخرف- الآية 78 ) تلك الأكثرية تلتزم الصمت وتمارس اللامبالاة في كل تظاهرة؟ ألا يحملون أمانة ثقافية / علمية ؟ أم يحملون أمانة (خمسة نجوم) والركض وراء الطائرات؛ وصناديق الريع والأظرفة التي (من تحتها) ؟ هنا لا نُعمِّـم، ولكن واقـع الحال ومشاهِـده وأحْـداثه تُــوثق لذلك.
وبالتالي ما نصبو إليه في آخر المطاف؛ محاولة تنقية الأجواء المسرحية من مظاهرالسلبية القاتلة ـ التي تراكمت حتى عَـم الفساد والإفساد؛ بحيث الكل مسؤول لما آل إليه المسرح المغربي؛ ألا نملك إرادة لإعادة الروح للممارسة المسرحية؛ انطلاقا من روحانية الفعل الجدلي؛ فالذي يمْكن أن نؤمن به هُـو أن المسرح فعْـل دينامي وبوليميكي تـقـوم مشروعِـيَّة انوجاده بالجدل. جدل في فعله وكيميائيته التي لا تقبل المهادنة ؛ والتهافت على الجوائز؛ فتلك الجوائز لا تؤسس مسرحا ولا تنتج مسرحيا؛ بقدر ما تهدمه؛ ويزداد العطب في جـسـم المسرح؛ وفي نخاع الفعل الإبداعي! وإن كان رهان المنافسة في الأصل: ثمَّة خاسر وثمَّة رابح وثمَّة (لـذَّة) و ثمَّة جمهور يلتذُّ بالتفرُّج على اللعب، وهذه هي الحلقةُ المفقودة في العروض والمهرجانات المسرحية العربية…. إذ إنَّ الكثير من العُـروض المسرحية… تراها فظَّة وخشنة وسطحية. لأنَّ المخرج وكذا الممثلين يتخلُّون عن الطفولة، يتخلُّون عن اللعب….وخريجو معاهد مسرحية، يتطلَّب منهم أن يكونوا (لاعبين) لا يفقدون البداهة والعفوية والرشاقة وتلك الرعشة الروحية والحسية، وهم يلعبون لعبتهم؛ يلعبون أدوارهم ، يلعَـبون أدوارنا. (9)
الإســـتـئـناس:
(1):جدل حول دور الجوائز في الارتقاء بالمسرح العربي: مداخلة المخرج خليل نصيرات (الأردن) بقلم عثمان حــسن صحيفة الخليج- بتاريخ: 16/03/2018 الشارقة
(2): اختلالات المهرجان الوطني للمسرح: بقلم هــشام ناصر- صحيفة أنفاس بريس بتاريخ:05 يناير 2023
(3): المهرجانات العـربية في حاجة إلى الاستقلالية والمسرح العربي مريض: حوار مع مدير المسرح الوطني التونسي (فاضل جعايبي) لـصحيفة “الشروق “أجراه العـربي بن زيدان بتاريخ 2018/12/18
(4): مسرح.. ما وراء الهجوم على مدير الفنون! بقلم هاجر يونسي – نيوست عـربي بتاريخ 03/01/2023
(5):جدل حول دور الجوائز في الارتقاء بالمسرح العـربي: مداخلة المخرج أمين الناسور (المغرب) بقلم عثمان حــسن صحيفة الخليج- بتاريخ / 16/03/2018 الشارقة
(6): هاته تدوينة وليست تعليق مثبتة في جدارية : أمين النسور- بتاريخ – 15/يناير/2023 على الساعة 23:02
(7):مهرجان المسرح العَـربي: التونسيون مستاؤون! لنور الدين بالطيب صحيفة الأخبار اللبنانية – بتاريخ – 18/01/ 2023
(8):الجوائز الخليجيّة أفـسدت الثقافة العـربيّة :حوار مع الروائي حسّونة المصباحي أجراه نور الدين بالطيب: في جريدة – الأخبار – اللبنانية بتاريخ – 28 /يناير/ 2023
(9):المسرح والتعـليم : لأنور محمد – هموم ثقافية – في شبكة جيرون الإعلامية / بتاريخ 03/12/2018