سفينة عجائبية، اسمها سفينة الألف كاتب مسرحي للطفل (الحلقة الأولى)/ عقيل عبد الله
وانطلقت سفينة الألف كاتب مسرحي للطفل، في مغامرتها الثانية. لا يعرف البحارون الشغوفون بالاكتشاف الذين استقلوها، إنّ كل جزء منها عجائبي وغريب، فهي آلة زمن، يمكنها العودة بك إلى عالمٍ نبتعد عنه كلّ يوم، عالم طفولتنا التي مازالت ذكرياتها تسكن كلّنا أو بعضنا في مكانٍ قصي من عقولنا وقلوبنا، للسفينة قدرة على اكتشاف هذه الأمكنة في كلّ بحّارٍ على سطح السفينة، لتحيله ساحرًا، بلمسةٍ من قلمه يمكنه صناعة عوالمٍ تختلط فيها الألوان، وأصناف الفرح، يمكن للساعة أن تتكلّم، للأرنب أن يطير، للدنيا أن تُشرق حين يفتح الأطفال عيونهم.
بدأتُ رحلتي من مدينةٍ صغيرةٍ جنوبي بغداد، اسمها الديوانية، يعيش فيها الأطفال بنصف حقوق، وأحلامٍ كاملة، بدأنا أولى لقاءاتنا في بيت طفولة صغير وجميل، صنعه محبٌّ للطفولة اسمه صادق مرزوق، وجلسنا على مقاعد مخصصة للأطفال، وأمام مسرح صغير للدمى. بدأت اللقاءات بالكثيرين، وانتهت بأربعةٍ تأهلوا إلى كربلاء، حيث نُكمل ما بدأناه في جلسات مع محترفين في عالم المسرح. صنعتُ في الخطوة الأولى عالمين للطفل، عالمُ غابة ملكها الفيل، وحارس حدودها الأسد، سمّيت النص “الفيل ملك الغابة” والثاني عالم طاحونةٍ لفلّاح بسيط.
واجتمعنا في كربلاء، نحن صنّاع العوالم السحرية، من أغلب المحافظات، وكانت الأفكار تُطلق فتُحلّق في فضاءات القاعة، ليضيف لها الرائعان، د.حبيب ظاهر، و د.حسين علي الهارف، لمسات المحترفين، المتواضعين، كلّ هذا بقيادةٍ من شابٍ طموح، محبّ لعالم الطفولة، اسمه محمد الحسناوي. وكتبتُ فيه نصّ “جنيات الكتب”، الذي صار فيما بعد عنوانًا للكتاب الذي صدر بطبعة أنيقة من العتبة الحسينية.
وأحببتُ الرحلة، والسفينة، وبعد رسو السفينة بدأت جمرة الاكتشاف في عقلي تتقدّ، وأُسعد مع كلّ اكتشاف يضاف لي، كما يَسعد طفل. وصرتُ أحبّ الكتابة والقراءة للطفل، وأنوّع كتاباتي، فكتبت القصة المصورة، والقصة القصيرة، والشعر البسيط، ونُشر بعضها في منصّاتٍ الكترونية، وتلقيتُ أجورًا عن النشر.
وفي المسرح صرتُ أكتب كلّما وجدتُ فراغًا، سعيدًا بعوالمي التي تتشكّل أمامي، وشخصياتي التي أحب، وكانت حصيلة الكتابة أن وصل نصّان مما كتبت القائمة القصيرة لجائزة الهيئة العربية للمسرح، للسنوات 2021، و 2022.
إنّها فرصةٌ سانحةٌ أصدقائي من محبّي العوالم الملائكية للطفولة، لتكونوا حكّائيين، صنّاع حيوات، سحرةُ أطفال، فرصةٌ أتمنّى من كلّ قلبي أن أجد فيها من يكون شريكي في الكتابة للطفل في المستقبل، فرصة تنطلق منارتها من كربلاء لتشعّ لكل العالم. السفينة العجائبية بانتظاركم فاستقلّوها واستمتعوا بالرحلة.
*عقيل عبدالله
aqeelasd34@gmail.com