إنطباعات جمهور العرض الفرجوي بأم عيني 1948 لغنام غنام في إبريل بالأردن 2023
“لابد أن يكون غنام صابر غنام لترى البلاد كاملة الحضور والجمال لابد أن يكون هو الراوي الأمين لتحلق روحك حرة.. في سماء فلسطين بأم عيني.. هذا المساء 4/4/2023 شكرا يابا”
لعله خير ما يمكن أن نسطر به هذه المادة حيث ترجمت بهذا القول الأردنية الفلسطينية ميرفت النواس، أحد جمهور العرض الفرجوي بأم عيني 1948 للفنان غنام غنام، شعورها تجاه ما شاهدته في فضاء الفرجة من حيثيات هذا العرض الفرجوي الذي قدمه الفنان غنام غنام في ثلاثة عروض في المملكة الأردنية بتنظيم من رابطة غسان كنفاني ورابطة الأدباء الأردنيين خلال ثلاثة أيام 4-5-6/ إبريل 2023م، والذي حمل غنام غنام كحاله الدائم على جنباته همّ القضية الفلسطينية؛
يقول أحمد أبو حليوة عن الفنان غنام غنام :” الفنان المسرحي الفلسطيني القدير الذي يستهويني عمله الوطني، وأشعر أنّني أتعلم الكثير من أسلوبه المسرحي؛ ليس من السهل أن تشعر أنّك أمام مَعلَم ومُعلِّم حقيقي في مجاله، بل ومدرسة في المسرح الفلسطيني تُشَدّ لها الرحال، لتنهل النفوس من ثمر نتاجه وعذب صنيعه، رغم ما فيه من وجع الحنين وسعير الشتات، وهذا كلّه يلخّصه الفنان المسرحي الفلسطيني القدير غنام غنام، الذي أخذني إلى الكثير يوم أمس في العاصمة عمّان من خلال عرضه المسرحي المونودرامي المونولوجي “بأم عيني 1984″، فما أن يبدأ العرض، حتى تشعر بدفئه الفلسطيني، كأنّه شخص لا تعرفه يجالسك مقعدًا ثنائياً، فيبادرك بالكلام، فيخفف عليك وطأة الانتظار، ثم سرعان ما يأخذك إليك، فتنسى لما جئتَ، وتغوص فيكَ من خلاله، لأنّه يتحدث عنك أنت، أيّها الإنسان الفلسطيني المسلوب والمنهوب والمطعون، والمفعم بكلّ هذا الحنين لبلاد الآباء والأجداد الظاهر عند بعض من امتلكوا القدرة الإبداعية والكلامية للتعبير عنه، والباطن في أعماقنا، التي تحتفظ به كسرٍّ دفين، نُخزِّنه فينا بوعي، أو يُخزَّن فينا بلا وعي، وهذا الوتر الحساس، الذي يجيد غنام تحريكه فينا بجدارة، جاعلًا منّا شركاء في الحدث من خلال مشاركتنا له طوعًا في الغناء الوطني الأصيل الذي حفظته بل توارثته ذاكرتنا الشعبية، ونحن جميعًا المنسلخون من ذات الألم… ألم اللجوء أو ميراثه الثقيل، بعد أن قطعنا معك الجسر إلى الضفة الغربية، وأخذتنا معك بشغف وتوتر إلى هناك في الناصرة، ورافقناك إلى حيفا وبحرها، ومن ثم إلى عكا وأسوارها، وفرحنا بسميرك الذي أفرحك، وقبّلنا معك كفّ خيرية.
يااااااه يا غنام كيف استطعتَ أن تمزقنا وتخيطنا في ساعة ونيف من الزمن، وتأخذنا إلى كلّ هذا التاريخ الهائل بدءًا من عام 2017 عند عودتك المؤقتة إلى فلسطين حتى عام 1799 حيث الفاشل نابليون بونابارت أمام أسوار عكا العظيمة، والذي بسبب فشله هذا، تأجل قيام الكيان الصهيوني في فلسطين قرابة قرن ونصف من الزمان.
كنتُ أنظر إليك، وأتعلم منك ما هو المسرح الوطني القريب من الناس كلّ هذا القرب حدّ النبض، وكيف يكون في أبهى حلته المونودرامية والمونولوجية، كيف يكون العرض المسرحي أرشيفًا وتنويرًا ووثيقة، وأسأل مثلك: “أين هو المحتل؟!” بل أين من هو قادر على إيقاف هذا الإبداع الفلسطيني الوطني الذي لا ينضب، والمُعبِّر بالكثير الكثير”.
ويعبر أمجد النواس أيضا لقاء عرض بأم عيني 1948: ” من مشاهداته لواقع الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال يروي عاشق الوطن “غنام غنام” لجمهوره الملهوف للانتصار، حكايته كرمز لحكايات الشعب الفلسطيني…”وين هو الاحتلال” مؤكدا ان الاحتلال عابر .. هش قابل للهزيمة لم يكن يراهم الا دخانا او غبارا ….بيوت تلخص الحقوق… من بيت غسان كنفاني في عكا الصامد رغم اغتصابه….
بيتنا اقدم من دولتهم و بيتي ليس للبيع والمسألة تحتاج إلى حرب فإما حياة تسر الصديق وأما ممات يغيض العدا؛ مستحضرا الاغاني والاشعار الوطنية مازجا بين قادة النضال جمجوم والزير وحجازي وعامة الشعب في ظل الاحتلال مؤكدا ان لا أفق لهم إلا الحرية؛ ناقلا لصوت الناس للزعماء “تعبتوا معانا كثير ويا ريت تحلوا عنا وخلوا القضية النا ونحنا بندبر حالنا” ؛ بقلب لويح يغني الدلعونا يتسائل لماذا هزمونا؟ لماذا يهزموننا؟ ولماذا لم نهزمهم؟ نجح غنام بأم عينه بإبداع تجسيد القضية الوطنية بمزيج من مياه نهر الكوثر…يستحق التقدير”.
• أين هو الاحتلال؟
ويبدأ أحمد قاسم (أحد جمهور بأم عيني) إنطباعه عن عرض بالسؤال استلهاما من حيثيات ما يطرحه الفنان غنام غنام في العرض: “اين هو الاحتلال؟ …. السؤال الذي من خلاله نقلنا ابا غسان باحثا عن اجابته بأم عينه الى حيفا وعكا.
غنام غنام في الزرقاء وباستضافة رابطة غسان كنفاني الثقافية غفوت بالأمس في بيت غسان كنفاني وصحوت على صوت صفية وهي تبحث عن سعيد بين الناس المندفعين باتجاه ميناء حيفا بحثا عن امان ما في البحر، وعندما وصلت الى البحر مددت قدماي به وانا ارى العكاويين يقفزون من على ضخرة عالية في غطسة ينافسون بها كل غطاسي العالم. تقلبت لاصحو مرة اخرى على وصية عطا الزير وكانه يقولها لي: ” خيي يا يوسف وصاتك امي اوعي يا خيتي بعدي تنهمي لأجل هالوطن ضحيت بدمي وكلو لعيونك يا فلسطينا”
ثم رأيت شواهد قبور الابطال الثلاثة بأم عيني ووضعت لهم وردة على كل قبر ومشيت مسرعا وكأني لا اريدهم ان يروني او يسألوني شيئاً. صحوت مرة اخرى على هديل المدافع وصوت قريب يقول لي لن يدخلها ما دمنا احياء، انني على السور وارى السفن الحربية تضرب المدينة المحصنة بأهلها قبل سورها، ينتقل بي المشهد لجنود يزيحون الحجارة والاتربة ليراكموها على تل الفخار لكي يضعوا عليها المدفعية، لتقصف عكا. وعكا كانت تدافع عن ازقتها قبل قلعتها لهذا هزمت نابليون الذي رأيته ايضا وهو يكتب وعده لليهود بان هذه فرصتهم التاريخية بإقامة وطنهم القومي في فلسطين. رأيت فلسطين.
قبل ان يبزغ الفجر نهضت وان اركض هاربا من الكلاب تذكرت انني كنت اريد ان اصور بيت غسان كنفاني ولا اعلم من اين ظهرت لي الكلاب فركضت قبل ان استطيع ان التقط تلك الصورة، كان قد حذرني شخصا ما لم اعد اتذكره ولكني صممت ان افعلها، يا حسرتي لم استطع.
قوم اتسحر… مالك صرلي ساعة بصحى فيك… اكلت شاورما في حيفا ولا يزال مذاقها في فمي، راحت عليكِ.
نهضت لأتسحر ولكني لم اشعر بالجوع فشربت كاسا من الشاي مع سيجارتين وعدت الى النوم. واخذت اتقلب تارة في بيت ام غسان (ابنته) في البلدة القديمة في ترشيحه وجارتها وهي تنادي عليها لتشرب القهوة وتارة على تلة نابليون (تلة الفخار قديما) لأرى تمثاله الذي اقامة ايهود اولمرت تقديرا منه لنابليون ووعده.
شكرا غنام لانك اريتنا كل ما شاهدت بأم اعيينا فلم تكن هذه ميلودراما مسرحية بل كانت فيلم سينمائي تسجيلي فيه من الصور ما جعلنا نعيش داخله. شكرا غنام والى لقاء قريب في ابداع جديد”.
معاذ قصراوي يقول أيضا وهو أحد الجمهور: ” أبدع وتألق الفنان الكبير غنام صابر غنام وسط اهله ورفاقه في الزرقاء في عرضه لمسرحية بأم عيني 1948، حيث نقلنا جميعا وكأننا نعيش في حواري وازقة فلسطين.
شكراً رابطة غسان كنفاني الثقافية شكراً شبيبتنا شبيبة حزب الوحدة الشعبية شكراً لكل من حضر وشارك ويبقى سؤال ابو غسان حاضراً “اين هو الاحتلال؟ ”
شكرا يابا ابدعت كما العادة والى موعد قريب يجمعنا على ارض الوطن”
• مفردات جديدة ومهمّة عن فلسطين العربية
يقول فتحي الضمور: “بأمّ عيني 2023، رأيتُ إربد -تحديداً في نادي الجليل بمخيّم إربد- وهي تحتضنُ مساء الأمس، ساحراً من سدنة الفن والأرض واللغة والجمال، الذي استطاع أن يلوي ذراع الاحتلال والعتمة، والذي أزاح بتؤدة غبارَ الحواجز الحديدة والحدودية وثقلها وعفنها عن قلوبنا التي صدأت بالاستسلام والمهانة.
بالأمس، نثر عطر فلسطين بقراها ومدنها وبحرها وهوائها وسمائها وشهدائها وأهلها بـــ “أمّ عيني 1948” دون أن نكلّ أو نملّ، أو أن نشعر بالقرف المنبعث من شاشات التلفزة عندما نراها صدفة. وبالأمس، حظيتُ بأشياء كثيرة، منها: مفردات جديدة ومهمّة عن فلسطين العربية، أثرتْ أرشيفي الوطنيّ، إضافة إلى رؤية الكثير من الأصدقاء الرائعين الذين التفوا حوله كالنحل؛ ليمتصّ رحيقه، كذلك “قبّعته” التي استوليتُ عليها بمحبة؛ حتى أعلقها على جدارٍ في بيتي أو مكتبي؛ رمزاً فنيّا وطنياً أصيلاً، والكثير من الغنائم الفنية التي ذهبتْ معي عالقة بحبّ في روحي.
تحدّث -بالتأكيد- عن غنام صابر غنام، القامة الفنية الوطنية الكبيرة جداً، التي لا يدركها سوى من يجلس بصمت ليستمع إليه؛ ليرى الحقيقة التي لا تحجب بغربال عند لغة غنّام الساحرة، وملامح وجهه الساخرة.
ولي فيما بعد، ما يكفي ويستحق أن أنشره في أحد المواقع الهامّة عمّا رأيته في “بأمّ عيني 1948″. شكراً غنام صابر غنام لأنّك بأمّ عينيك، اللتين نتمنّى الشفاء العاجل والنور الأبديّ لهما، جعلتنا نحبّ فلسطين والأرض والموسيقى، والمسرح، والجمال أكثر وأكثر وأكثر، ونكره الاحتلال بقسوة أكثر وأشدّ وأكبر”.
• تجولنا معه في مدن فلسطين ودخلنا بيت غسان كنفاني
يقول عمران العنوز: “شاهدت اليوم بأم عيني الفنان المبدع غنام غنام وهو يسرد لنا تاريخ فلسطين من شماله لجنوبه ومن نهره لبحره وتجولنا معه في حيفا وعكا ويافا والناصره والعديد من المدن الفلسطينية ودخلنا معه بيت غسان كنفاني والقلعة وسور عكا وزرنا أضرحة الشهداء عطا الزير ومحمد جمجوم وفؤاد حجازي، وغنينا معه بهذا العرض التفاعلي المدهش وتجولنا في مسارح فلسطين التي لا زالت تناضل بالفن والحب والثورة، وسرد لنا عن الشخصيات المناضلة وحبها وتمسكها بارض فلسطين الطاهرة الزكية. شكراً ابا غسان لانك أغنيتنا عن قراءة العديد من الكتب عن فلسطين الحبيبة بعرض إبداعي متميز نال رضا الجمهور الذي صفق طويلاً في قاعة نادي الجليل بمخيم اربد”.
• وجوه وأزمنة
يقول سامر خضر تعبيرا عن إنطباعه عما شاهده: “ربما بالنسبة للكثيرين هي (صورة عادية) ولكنها تعني لي (وجوه وأزمنة ) … إبداع ووفاء إحتضنته عيون صادقة بعيدا عن المشوهين والمدّعين … يجمعهم (غنام ) وكثيرا من الايام واحلام لم تهجر فارسين من وطن الكبرياء”.
الصحفي والكاتب (عبدالرحيم غنام) ” والحالة المتفردة (غنام غنام) في مخيم الصامدين مخيم فلسطين بين جنبات اريد عروس شمالنا وأمنياتنا….
هذه الصورة كان لابد من أن اتوقف عندها طويلا وأسجلها في صفحتي فمن بين هذه الملامح عبرت أنا وعمري ما زال يعبر…..”
• إشتممنا رائحة فلسطين
يقول Hamzeh Karasneh: ” ما اجمل اليوم وما اجمل اللحظة التي زارنا بها الأب والفنان والإنسان العظيم الأستاذ غنام غنام.. في ديارنا إربد حيث ابهجنا جدا في زيارته وفي العرض المبدع #بأم_عيني ورأينا في عينه وفي سرده تاريخ فلسطين وجمال فلسطين وروعة فلسطين لدرجة أننا بصدق اشتممنا رائحة فلسطين .. شكرا يابا على ما قدمت وشكرا على حضورك الذي دائما يمدنا بالطاقة والعزم وانت تعلم يابا مهما وصفت ومهما تكلمت يبقى لساني عاجز على وصفك وعلى شكرك وعلى انجازتك التي كانت ومازالت وستبقى خالده لمدى الحياة .. بوركت جهودك يابا … والله يحميك ويسدد خطاك اينما حللت وحطت بك الرحال..
• شكرا طائر البهجة
وهنالك الكثير والكثير مما قيل وسيقال عن هذه العرض الفرجوي المهم جدا ولعل خير ما يمكن أن نختم به هذه المادة هو قول رائد أبو زهرة: ” بأم أعيننا “…. شاهدنا النصر في صوتك وفي عطر التراب يا غنام …… شكرا طائر البهجة …. المسرحي”.