في إصداره الجديد حسام الدين مسعد: يحتج على الخلط الشائع في مسرح الشارع / علي العبادي
صدر مؤخراً كتاب (مسرح الشارع بين الخلط الشائع – مقاربة مفاهيمية) للناقد والباحث والمخرج (حسام الدين مسعد) عن مؤسسة (سين) للثقافة والإعلام.، و هو ضمن إصدارات (المهرجان المسرحي الدولي لشباب الجنوب).
يقع الكتاب في خمسة فصول، سبقهن تمهيد جاء تحت عنوان (الخلط الشائع في مسرح الشارع)، مؤكداً المؤلف فيه على القصور المعرفي لدى بعض المشتغلين في الحقل المسرحي في قراءة هذا الحقل، مما أدى إلى خلق الكثير من التباسات في في المفهوم والمصطلح، وقد توزع المتن على الفصول الخمسة، وهي كالتالي:
الفصل الأول خصوصيه الفضاء الشرعي، والذي تطرق فيه المؤلف لجدلية الفضاء الثابت والمتغير، من نسق مكاني ذات وظيفة محددة إلى مساحة للفعل الدرامي، أما الفصل الثاني: الاشتباك الديالكتيكي، في هذا الفصل تناول آفاق المتلقي بوصفه أحد المنتجين للخطاب المسرحي، وفاعلا فيه، ويتمثل هذا الاشتباك درامياً ومعرفيا، مابين الممثل والمتلقي الذي يصبح فيما بعد ممثلاً، وهذا ما كشف عنه الفصل الثالث: التأطير وتكوين روابط العلاقه ثنائية، كاشفاً عن فاعلية هذه الرابطة الادائية بين الممثل والمتلقي الممثل، ومدى فاعلية المهارات والمرجعية الفكرية لدى المتلقي في دعم الفعل الدرامي الباث، كي يزيل الكثير من العوائق والحواجز بين الممثل والمتلقي وقد افصح عن جنبه منه في الفصل الرابع: عوائق اللغة واللهجات، فهو يؤكد على أن منتج الخطاب في مسرح الشارع لابد أن يراعي خصوصية الفئة التي يستهدقة في الفضاء الشارعي على صعيد اللغة أو اللهجة ، مشيراً إلى الحمولات الدلالية للغة وما تضم من رموز وإشارات. أما الفصل الخامس: المفهوم التعريفي وفلسفة مسرح الشارع، جاء مناقشاً للتعريفات مسرح الشارع، من قبل بعض المختصين أو المشتغلين في الحقل المسرحي.
ومن الأمور اللافتة في هذا الكتاب أن المؤلف لم يتكئ على المدونات التاريخية أو المتحفية في تشييد رؤاه وطروحاته في الاغلب الاعم، بل اعتمد على مرجعياته الفكرية والثقافية في تدشين خصوصية هذه الدراسة في حقل مسرح الشارع، وتجلى ذلك في محاولاته الجادة لتقعيده لمصطلح (الاشتباك الديالكتيكي) والذي أشرنا لمضمونه سلفاً. وهذا الأمر لم يأتِ اعتباطياً، (فمسعد) بوصفه فاعلاً في الحقل التطبيقي (مخرجاً)، أي بمعنى أن يكون هناك ثمة تحليل للظاهرة – اي ظاهره مسرح الشارع- من خلال اشتغاله كمختصاً في هذا المجال، وهذا الامر هو الذي أسهم في دعم طروحات (مسعد) في الحقل التنظيري.