البروفسور طلال درجاني في الملتقى السنوي للمعاهد العليا للفنون في المعهد العالي للموسيقى والمسرح بالكاف تونس/ خاص للفرجة
يشارك المخرج والباحث والمفكّر المسرحي اللبناني البروفسور طلال درجاني في اللجنة العلميّة للمسرح وفنون العرض في الملتقى السنوي للمعاهد العليا للفنون في المعهد العالي للموسيقى والمسرح بالكاف تونس، تحت عنوان “قلق الفنّ: نحو أماكن تفكير بديلة”.
وبخصوص هذه المشاركة، صرح البروفسور درجاني لموقع مجلة الفرجة : ” قلق الجماليّات هو ان تُترك وحيدة ومنسيّة من حقيقة فعل الإبداع الفني، أو أن تصبح مبادئها عبثيّة بدل أن تنبع من الفكر الإنساني، هي التي تشكّل نتيجة وخلاصة السيرة الذاتية للإنسان المبدع والمطوّر للاكتشافات التي تخدم البشرية وسعادتها في محاكاة لمعرفة تفاصيل الطبيعة وحيواناتها وما يحيط بها وبالفرد من صراعات.
الاستيتيكا هي نظريّة فلسفيّة في علم جمال الفن يكون تطوّرها من خلال تحليل قوانين الدراما عمليّاً وتكون مقرونة بالوعي والمعرفة لما يعايشه الإنسان نتيجة الإحساس والشعور الصادق المتّصل بالفنون كافّة والمتكامل معها ومع العديد من العلوم الإنسانيّة.
وضع الفلاسفة أسساً فلسفيّة في علم الجمال، منذ أفلاطون وماركس حتى يومنا هذا، مروراً بهيغل: “الجمال الفنيّ هو ارقى من الجمال الطبيعي، ان جماليّات الفنّ هو جمال متولّد من الروح تُعاد ولادته من جديد، كلّما ارتقت الروح ومنتجاتها فوق الطبيعة وظواهرها ارتقى ايضاً أكثر جمال الفنّ على جمال الطبيعة” (هيغل).
للاستيتيكا والبارادايم الكثير من النظريّات الفلسفيّة، من هنا تكمن أهميّة الملتقى في طرح الباحثين لرؤاهم المختلفة، هذا النموذج من الندوات العلمية هو احد الحلول الاساسية لتطوير المسرح في الوطن العربيّ، فلو ان المعاهد والجامعات العربيّة حاولت البحث في حقيقة ازمة المسرح من خلال المناهج الاكاديمية والابحاث العلميّة لكنّا اليوم في صميم حضارة المسرح العالميّ.
أهداف المؤتمر تساهم في تطوير البحوث والدراسات وتطرح تصوّرات مبتكرة لأماكن بديلة في التفكير، حتى ولو كانت في المتناقضات الفلسفيّة.
هذه الايديولوجيّات المختلفة في الفنّ هي الكفيلة بجعل الصراع الفنيّ نزيهاً وعلميّاً، فيزول بهذه الطريقة الفن التجاري تدريجيّاً وتبقى الكلمة للفعل المسرحيّ الجادّ. أما هذا فيضعنا في قلب التحديّات التي تواجه الفكر الفنيّ: “قلق الفن”.
“يتعرّض الفن اليوم إلى خسارة مواقعه المميزة، حيث أنه لم يعد يحافظ على مكانته داخل الإنتاجات الثقافية.”
الملتقى يناقش ويحاور الباحثين وابحاثهم بحريّة من منبر جامعيّ عريق يطمح بأن تصل عدوى العلاج الى النصوص والعروض المسرحية وكل الاختصاصات المنتجة لها وصولا الى الجمهور والى داخل جدران الجامعات والمعاهد والمهرجانات في الوطن العربيّ. عندئذ يكون مسرحنا قد انطلق بأمان نحو الخلاص، متشبّثاً بالأكاديمية العلميّة في العروض المسرحية التي تنتج قيماً ابداعيّة حقيقية فتكون مرجعاً لخدمة تطوير الفن والإنسان والمجتمع بحضارات إنسانية صادقة وغير زائفة“.