نص مسرحي:”صالح” / تأليف: عبد الصاحب الأميري
مسرحية شعرية في فصل واحد
المنظر: خرابة متروكة.. أوائل الصباح
شخوص المسرحية :
ـ صالح: رجل ستيني
ـ صالح: شاب في العشرين
ـ صالح: شاب في الخامسة والعشرين
ـ الأب،(أب صالح):رجل في السبعين
المجموعة:
الأول : رجل
الثاني: رجل
الثالث: رجل
الرابع: إمراة
الخامس:رجل
(ترفع الستارة.. ببطء.. عن أطلال خرابة، وساحة كبيرة، مليئة الأنقاض، وضعت على جانب لحملها، وقطع منها متأثرة هنا وهناك خمسة شخوص، (أربعة رجال وامرأة، بملابس موحدة) يظهرون من زوايا المسرح، كأنهم من عالم آخر، بحركات موزونه، ينشدون)
المجموعة : ها أنا آتٍ..
الاول:ها أنا آتٍ..مع الرياح العاتيات
الثاني:ها أنا آتٍ..مع الزلازل حين تبتلع الأحياء والأموات
الثالث :ها أنا آت….مع آهات الطفل الرضيع
الرابع : ها أنا آتٍ…. َمع آهات الأمهات
الخامس: ها أنا آتٍ….مع البلاء حين ينزل.. محملاَ بملايين الآهات..
المجموعة: آه.. و.. آه.. و.. آه
الأول: لا تسألوا
المجموعة:لا تسألوا من نكون.. ومن أين نحن،
الاول: نحن من اللا زمان..و اللامكان
الثاني : التحقنا،، بالقادم،،، بطل الحكاية،،،
المجموعة: صالح
الخامس: نتابعه منذ زمن… منذ أن عرفناه
الرابع: ننثر الحب تحت قدميه،
الأول: الصدق مدرسته
الثاني: الوفاء
الثالث: أنت
المجموعة: نعم أنت.. قف لنراك
الرابع: عرفناه. منذ عهد طويل قبل أن تولد بسنوات ..نراه،..ولا يرانا
الخامس: ولا يشعر وجودنا
الثالث: لنتعلم منه درساَ في الحب والوفاء العشق..كيف يكون
المجموعة: صالح
الأول : رجل يشبه نفسه
الثاني: لا يشبه غيره
الثالث : رجل لا يرى نفسه
الرابع: يرى غيره
الأول: ها هنا… سيحط الرحال
الثاني: تناثروا.. ليشعر بالأمان
الثالث: لا يخاف الزلازل والبراكين
الرابع : لا يخاف البحار حين تغضب
الخامس:لا يخاف السماء.. حين تمطر رجالا.، قساة
(صوت القادم يقترب تدريجيا) : ها أنا آت….
صالح : آه.. و.. آه.. و.. آه يخترق سمعي… يشتد عندي الصداع أفقد السيطرة على نفسي أ في أي عصر نحن..عصر الحجر عصر الحجر ولى ومات أين من نادوا بالرحمة..أين؟ لم صوتهم لا يسمع؟
المجموعة: (تردد النشيد، بحركات موزونه، يرتفع صوتها ويطغي على صوت القادم (صالح)) ها أنا آتٍ..مع آهات من لا سقف له ولا سماء آهات الجياع
الأول : صحونهم.. تنتظر قطرة ماء
الثاني : أنا لست طبيباَ ولا ساحراَ.. ولا صاحب معجزات
الثالث : أنا لا أملك لكم اي علاج
الرابع : أنا أم لكم حين يصيبكم المصاب أمزق ثيابي أصرخ أبكي اخذكم تحت مظلتي.. أضع القدر الفارغ.. على النار،أسلي الصغار
(يظهر القادم (صالح)، على المنصة.. رجل ستيني كث اللحية والشارب، طويل القامة، يسحب كرسياَ خشبيا خلفة، ويعتمد على مظلته)
صالح: أبيع. من يشتري؟ ابيع آهاتكم، لمن يشتري رحمة بالضعفاء،أين من يملك العلاج؟ المجموعة: أين أصحاب ناطحات السحاب
صالح: (مخاطبا أحد المشاهدين) أنت ياسيدي، أتدري من أكون؟ أنا ممنوع من العرض ممنوع من الكلام ممنوع من التنفس حين أنام ، ابتعد عني كي لا تندم يكفي أن أنطق يكفي أن أقول، أن في عالمنا جياع تمطر السماء رجالا قساة يكفي أن أعلن الساعة عن العدد، قيامة تقوم يكفي أن أقول عدد الجياع في العالم أرتفع إلى حوالي 828 مليون شخص من العدد، 69 مليون شخص من إخوتنا العرب المكان يحاصر
المجموعة : يكفي أن نهمس
صالح: يكفي أن أشير عالمنا العربي، غني، فقير يكفي أن أعلن الساعة عن عدد، الجياع قيامة تقوم يكفي أن أقول عدد الجياع في العالم أرتفع إلى حوالي 828 مليون شخص من العدد69 مليون شخص من إخوتنا العرب المكان يحاصر منعوني قيدوني عدتي، كرسي، ومظلة، منذ سنين،لا مسرح عندي، ولا ديكور،، مسرحي الأرض التي نقف عليها الغرفة التي تأويني في المساء وهذه خلقتي، من دون ماكياج، من دون قناع، أينما أظهر، أظهر بوجهي لا وجه آخر عندي والملابس ملابسي، لا تفارقني، ليل نهار الشخصية، شخصيتي، بيني وبينكم للاداء متعة، فيها رسالة تجمهروا ياسادتي، شكلوا، دائرة حولي، دققوا، في تصرفاتي، وأقوالي، قد ينتهي العرض قسراَ، كما ينتهي كلّ مرة حين تمطر السماء، رجالاَ قساة يهشمون منصتي يمزقون مظلتي يمنعونني من العرض، الحق معهم، أنا، لست مجازاَ، بتقديم العروض لا أحد يحميني….تجمهروا ياسادتي دققوا، في تصرفاتي، وأقوالي، قد ينتهي العرض قسراَ، كما ينتهي كلّ مرة حين تمطر السماء، رجالاَ قساة يهشمون منصتي يمزقون مظلتي يمنعونني من العرض (مخاطبا الجمهور الوهمي) هلموا، هلموا،
(صوت أقدام وتدافع، شخوص المشاهدين، لا نراها، نحس بوجودها من خلال رؤية وحوار (صالح) احدهم)
صالح: رجاء،أفتح الطريق
آخر: تقدم إلى الأمام خطوات
ثان:حجبت عني الرؤيا،أريد أن أراه إلى اليسار قليلا
صالح :لا تتدافعوا، تهلكوا، أتيت لاقدم لكم عرضا، لا،لأ شهد موتاَ من أكون كي تهلكوا من أجلي؟ لاشيء، قد يتبادر إلى ذهنكم، انا الولهان، لم لا أقدم عروضي على المسارح، قدمت أصابني البلاء لم أعمل في الخفاء أقولها بصراحة ذات مرة قدمت عرضا عن بائس،من البؤساء تعرفونه.و يعرفكم أتخذ الرصيف مسكناَ، يصنع الكيك بأنامله، ليعيش قضى عمره وحيداَ من دون زوجة، من دون أنيس وبيت وسقف بكيت عندما وقع في شباكي قلت في قرارة نفسي، سأهدي له السعادة جائزتي منعوني من ممارسة الفن، حرموني من إتمام تعليمي بمعنى آخر لا أنفع نقطة ضوئية على المسرح.
(رجل في السبعين، وقور، جالس على ركبتية، يرتدي اللباس العربي، يسبح بمسبحته الطويلة، ويحتسي الشاي)
الأب/صالح: يا ولدي، صالح لا تسجن نفسك في جدران اربعة أصابك الجنون؟؟ الأبواب لاتضلّ للأبد مقفلة، إن غلق الله بابا. فتح غيره، خوفي على أمك، إنها مريضة، ولا تتحمل، ما تسمع
(يظهر (صالح) شاب في العشرين من عمره، يمسح عينيه، بكم ثيابه)
صالح : لم فعلوها معي يا أبي؟
الأب : لابدّ إنها القوانين
صالح: اي قوانين، من وضعها غيرهم حرموني مما أحب٠ أنا عاشق يا أبي ومن دون المسرح، لا يمكنني العيش
الأب: أنت معلم بيتنا، تنهار! وما بال الإقتصاد، قد تكون مفتاح سعادتك في هذا الباب، المسرح سيكون لك بالنهاية مباح أنت فخر أبيك، يا ولدي أتدري
(يقبل صالح يد أبيه يمسح الأب بيده على رأس إبنه.. يتلاشى الضوء انتقاله)
المجموعة: (يلتقون بحركات موزونة) شيء ما كالشمس، كالالوان.
الاول: كنسيم الصباح
الثاني : ليس له حجما أو شكلا أو مقياسا، يربط بيننا
المجموعة: من دونكم، لست أنا؟
صالح: سؤال راودني فجأة ما الحب؟
المجموعة: سؤال جميل
الأول : سأجيب.. عصارة القلب
الثاني: و العقل
الثالث: والروح
صالح: شيء ما يداعب قلبي غير، أمي وأبي حين وضعت قدمي على المنصة، صرخت بأعلى صوتي لن ادعك تمسه بسوء، فهو مني ابن آدم، أبن أمي وأبي
المجموعة: (تلتف حول صالح) لا.. لا.. لا لن ندعك تمسه بسوء لن ندعك هو أبن آدم أبن أمي و أبي
صالح : (مخاطبا، الجمهور الوهمي) أتعلمون ياسادتي كنت أحلم بكم كلّ ليلة، إن اصابكم البرد، إن اصابكم اعاصير الشتاء يجنّ عقلي يختلّ، توازني سألت طبيباَ، ما بالي
المجموعة: أنت عاشق ياولدي
صالح : فهمت معنى العشق الإيثار الحب الإخلاص التضحية والفداء حاولت أن أكون معينا لكم
المجموعة: حاول أن يكون معينا بيده، بقلبه، بلسانه بقلمه
(نقطة، ضوء.. الأب يشكو من الألم الي جانبة مجموعة من العقاقير، (صالح) في الخامسة والعشرين، يرفع رأس الأب للأعلى وبيد الأخرى دواء)
الأب: أشعر بأن الدواء، بعد الآن لا ينفع
صالح: الأعمار بيد الواحد الأحد
الأب : اسمح لي أن أوصيك يا ولدي ما دامت الفرصة متواتية أوصيك بأمك، فهي بحاجة إليك، وليس لها أحداَ سواك كما أوصيك إن خطوة، خطوة، عنها لا تتراجع انتقاله
المجموعة: وصية الاب..وصية حكيم
صالح: صياد أنا للصيد لذة. ما الذها من لذّه!! لذّة الإنتصار و العزيمة
المجموعة: إذا ما تم المراد وفق ما تريد
الاول:هذا يرمي شباك الصيد، ليصطاد سمكة
الثاني: يسد جوع بطون خاوية..أو قد يكون للترفية
الثالث:ذاك يطوي البراري، ليوقع حيوانا..دون ذنب في شباكه
الرابع: آخر يغوص في أعماق البحر من أجل لؤلؤه
المجموعة : يحلم بها كلّ ليلة
صالح: وأنا..صياد من نوع آخر أحلم، بسعادة قومي ما أجملها من لذّة أسيح، كأي سائح غريب الأطوار أسيح في الأزقة والطرقات، لأجد جائعاَ يبحث في القمامة، من أجل أمه العجوز أسيح، في المحاكم وبيوت القضاة لرفع ظلم وقع على مظلوم أتصفح أفكاري و أفكارك، لأرى ممانعاني
المجموعة: ظلم القوي على الضعيف ظلم الغني على الفقير أخترق الزمن
الاول:أسيح في المستقبل، وفق ما أراه أبحث عن شيء فريد أصطاده،
المجموعة: من دون سلاح ولا شباك صيد
صالح: أجعل منه، قاعدة. للحياة اجبني،من أجل من؟
المجموعة: من أجلك أنت أيها القابع أمامي من تسمع صوتي، وتراني
صالح: محامي. أنا… دون شهادة دون وكالة دون أجور قد ترميني آخر الأمر بالقشور البالية أفعل ما تريد؟ وسافعل من أجل سعادتك ما أريد ( لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا)
(صفارات تعلو من جهات مختلفه)
المجموعة: السماء مطرت رجالا قساة
ستــــــــــــــــــــــــــار
**عبد الصاحب إ أميري