بالمغرب: مسرحية: “أين مريريدا؟” تعاون مسرحي مغربي سويدي في إطار برنامج “فاس بوابة الفن”
في إطار برنامج “فاس بوابة الفن” تحت شعار “التراث اللامادي: قناة للتواصل”،الذي تنظمه جمعية فضاء الإبداع للسينما و المسرح. قدمت الجمعية بتعاون مع Zåll Kultur Förening مسرحية: “أين مريريدا؟” بفضاء النادي الرياضي الفاسي، وبحضور ثلة من الفنانين المرموقين على رأسهم الفنان عز العرب الكغاط، والفنانة نجاة الوافي, والفنان والمخرج داوود أولاد سيد، والفنان التشكيلي حسن جميل، والفنان حسن علوي مراني وغيرهم…ويهدف هذا الحدث إلى تعزيز الحوار بين الثقافات ودعم الجهود لتقريب الشعوب من خلال الثقافة والفن حيث يعد نقطة تلاقٍ بين المغرب والسويد.
“أين مريريدا؟” تآلیف: Lars Franzén و Zahir Aba Rash. إخراج : Zahir Aba Rash، کۆریغراف: Åsa N Åström، رقص: Åsa N Åström و Louise Kvarby، موسیقی: العاطي اللە حسن. تشخيص كل من: لاسي فرانزين، ولويس كفاربي، ومجدولين اليوسفي، ونسرين أسموني، وأسامة الهوير، وعزيز الحسيني، وسفيان انغور، و المهدي عبد الجليل النعيمي. رئيس المشروع: عبد الفتاح الديوري. المديرة الفنية: سارة السفياني. مسؤولة العلاقات العامة و التواصل: فاطمة الزهراء الهبطي.
زاوجت المسرحية بين فنون شتى من بينها: الرقص والغناء الفردي والجماعي وتم استخدام حوار متنوع يجمع بين اللهجة المغربية واللغة العربية، إضافة إلى اللغتين الفرنسية والإنجليزية في المسرحية، مما يعزز تنوع اللغات ويثري تجربة العرض المسرحي.
تم اشتقاق اسم المسرحية من الشاعرة الأمازيغية الشهيرة مريريدا، التي كانت فتاة بربرية تزوجت وهي طفلة صغيرة، لكنها انفصلت عن زوجها فيما بعد. ابتدأت مشوارها الفني عندما غنت لأول مرة في “سوق فتيات أزيلال”، وأصبحت مغنية وملحنة متجولة. وعلى الرغم من أنها كانت أميّة، إلا أنها تفننت في فنون الشعر واستطاعت أن تصوغ بمهارة وجمالية لغة الطبيعة في قصائدها. تم اختيار اسمها للمسرحية لتكريم إرثها الثقافي القوي ولإبراز قوة إبداعها وروحها المغامرة في عالم الفن.
كانت المملكة المغربية آنذاك تحت الحكم الاستعماري الفرنسي، وعيّنت الحكومة الفرنسية مدرسًا فرنسيًا يُدعى روني أولوج في مدينة دمنات. قام أولوج بزيارة الزنزانة ووقع في حب مريريدا وتعلم الأمازيغية. بسبب كون أولوج مدرسًا وشاعرًا وباحثًا فرنسيًا، انبهر بقصائد مريريدا وجمع بعض قصائدها الشفهية وترجمها إلى الفرنسية ونشرها في كتاب بعنوان “أغاني تاسوت”. رونيه أولوج أعطاها الخلود وجعل منها شاهدًا على التراث الأمازيغي العذب، كما أهدته هي طريقا للإبداع.
كانت مريريدا شخصية مدافعة عن حقوق المرأة وحقوق شعبها، وكانت تعبر في قصائدها عن طبيعتها واحتياجاتها وحقوقها كامرأة. تجسدت قوة شخصيتها في أشعارها وتشبيهها لنفسها بالطبيعة، وكانت تحث النساء على المطالبة بحقوقهن وتعزيز التواصل باللغة الأمازيغية. قامت بمواجهة ثقافة المستعمر والنظام الأبوي السلطوي، ولكن بأساليب نضالية فريدة ومميزة.
(Karin Boye) كارين بوي ، شاعرة سويدية وناشطة حقوقية شهيرة، وُلدت في نفس العام الذي وُلدت فيه مريريدا. للأسف، قامت كارين بوي بالانتحار في نفس العام الذي اختفت فيه الشاعرة الأمازيغية، ويظل مصير مريريدا مجهولًا حتى الآن. في ختام العرض، ستجتمع مريريدا وكارين بوي معًا لأداء أغنية ” المرأةحياةحرية” (ژن ژیان ئازادی)، تعبيرًا عن تلاحمهما وتضامنهما في قضايا حقوق المرأة.