“حكايتي مع ديزني” إصدار جديد للمخرج عصام السيد
عن دار أرجوحة للنشر والتوزيع، صدر حديثا للمخرج المسرحي عصام السيد، كتاب موسوم ب “حكايتي مع ديزني”، والمقرر مشاركته ضمن إصدارات الدرا بجناح A 21 في صالة 5 بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ55، التي تقام في الفترة من 24 يناير الجاري حتى 6 فبراير 2024، بمركز مصر للمعارض والمؤتمرات الدولية بالتجمع الخامس.
ويحتوى الكتاب على مقدمة، جاء فيها:
” لم أكنْ أذكُر في أيِّ محفل أنني من أخرجتُ شريط الصوت لأفلام ديزني الأولى باللغة العربية في بداية تعاملها مع العالم العربي، فإحساسي بأنني مخرجٌ مسرحيٌّ بالأساس جعلني لا أهتم بذكر أمر (الدوبلاج) ولكني ذات يوم فوجئت بـ ” احمد مجاهد العزب ” الصحفيٍّ بجريدة المصري اليوم يطلب مني إجراء حوارٍ حول تجربتي مع ديزني. وبرغم أنني مقلٌّ في حواراتي الصحفية وأكره اللقاءات التليفزيونية، لأنها مصطنعة فإنني وافقت، لأنني لاحظت أن أسئلته ذكية فقد درس سيرتي الشخصية جيدًا.
التقينا في ساحة مسرح الهناجر، وفي أثناء إجراء الحوار طلب أن يصور جزءًا منه، ولم أمانع. دار الحوار كله عن تجربتي مع ديزني، وكانت المفاجأة الكبرى لي بعد نشر الحوار ورفع الجزء المصور على اليوتيوب في كم الاتصالات التي وردتني، وكلها تثنى على تلك الأعمال وتسألني لماذا لم أعلن من قبل؟ إحدى الممثلات الشابات صرخت في وجهي: “أنا حافظة حوار كل الأعمال دي، مش تقول إنك أنت المخرج؟ أنا بحبك أوي. أنت أسعدتني في طفولتي”.
توالت ردود الأفعال من معارف وأصدقاء وأبناء، لكن الأكثر تأثيرًا كانت رسالة من شخص لا أعرفه، وبين بلدينا مسافات طويلة، وصلتني عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي.
“أستاذ عصام مش عارف أبدأ من فين.. لكن أنت كنت جزء من طفولتي وطفولة الملايين من العرب اللي كبروا على أعمالك الإخراجية بأفلام ديزني”.
كانت تلك الرسالة الأولى من ناصر الكواري، ثم تبعتها رسائل أخرى:
- “مهما وصفت إعجابي وانبهاري بفنِّك الراقي واهتمامك بأدق التفاصيل والمشاعر الغنية المختلطة التي استطعت أن تخرجها من الممثلين أمام المايك، مستحيل أوفيك حقك.
- أعمالك بأفلام ديزني على الرغم من مرور عشرين سنة عليها لكنها ما زالت تبهر الكبير قبل الصغير في كل مرة تعرض فيها على شاشة التلفزيون.
- أردت أن أوصل لك شكري وشكر جميع الشباب العرب الذين جعلت من طفولتهم وحاضرهم سحرًا وجمالًا بفضل إخراجك.. أنت مدرسة كبيرة ولا أحد قدر يوصل لمستواها وأنا أعنيها حرفيًّا:
- يحق لك أن تكون فخورًا بالأرشيف الذي أعددته لديزني بفترة التسعينيات، أرشيف يُدرَّس بفن الدوبلاج، أتمنى أن تفخرَ بكل هذا التاريخ مثل ما أنت فخور بأرشيفك المسرحي لأنه لا يقل أهمية عنه.
- حبيبي أستاذ عصام هذا أقل شيء أفعله.. أن أعبر عن امتناني لك.
- وأكثر بكثير.. ويحزنني عندما أشاهد البرامج التلفزيونية عندما تستضيفك يهملون هذا الجانب لجهل منهم أو عدم اهتمام للأسف.
- يجب أن تعرف الناس الأثر الذي تركته بدوبلاج أفلام ديزني، وإنك من أوائل المخرجين الذين استطاعوا تقديمها بهذا الشكل العالمي.. وتحديدًا ثاني مخرج بعد الأستاذ الكبير أحمد كمال مرسي“.
انتهت رسالة ناصر الكوارى، وسرعان ما أتتني رسالة أخرى من شخص لا أعرفه أيضًا، زادت من اندهاشي:
- “حضرتك غني عن التعريف، ولك قاعدة جماهيرية كبيرة من معجبين ديزني في الوطن العربي من المحيط إلى الخليج، كبروا على أعمالك وإبداعاتك، ولُقِّبت بكونك أحد أساطير ديزني العرب”.
تلك كانت بداية رسالة أدهم الجابر التي استكملها قائلًا:
- “كان ردُّ الفعل غير متوقع، عندما نُشر لقاؤك في المصري اليوم، عندما تكلمت عن أعمال ديزني وردة فعلي أنا شخصيًّا.
- جمهورك متلهف لأي جملة منك عن ديزني وعن تاريخك الفني العريق بهذا المجال، وأن تتكلم عنه بشغف واستفاضة لتشبع تعطشهم.
- ولكن للأسف، أغلب الأساطير اللي قدموا إبداعات فنية في دبلجات ديزني العربية لا تقل عن أضخم إبداعات أخرى قُدِّمت بمجال السينما والمسرح، دائمًا ما يهمشون تاريخهم المجيد بهذا المجال ويركزون على تاريخهم بباقي الأعمال المسرحية والسينمائية.
- أتمنى من كل قلبي أن نراك قريبًا في لقاء تلفزيوني أو صحفي مجددًا، تتكلم باستفاضة عن عطائك وما قدمته لجمهورك طيلة سنوات مع أعمال ديزني“.
*********
مرت سنوات ولم أروِ القصة برغم تشجيع الكثيرين ومنهم ناصر الكواري الذي صار صديقًا، إلى أن طلب مني الكاتب الكبير محمد حبوشة الذي أكن له محبة، خاصة أن أكتب في موقع شهريار الفن، وبما إني لست كاتبًا محترفًا، فقد فكرت كثيرًا: “ماذا أكتب؟”.
وإذا بصورةٍ للفنان الكبير عبد الرحمن أبو زهرة، تقفز أمامي وهو يُكَرَّمُ على عمله في أفلام ديزني، وتذكرت صديقي ناصر الكواري والحاجة إلى أن أروي قصتي مع ديزني، فاستسلمت للورق أحاول تذكر التفاصيل”.