تأملات حول جوائز النصوص بمهرجاناتنا المسرحية “نص المؤلف أم نص العرض ؟”/ أحمد زيدان
في 2019 استحدث المهرجان القومي في دورته الثانية عشرة برئاسة الفنان أحمد عبد العزيز مسابقة منفصلة للنصوص المسرحية وهي جائزة ( لينين الرملي ) لأفضل نص كتب خصيصا للمسرح بشرط أن لا يكون قد تم تقديمه في مسابقات أخري.
وتم الغاء هذه المسابقة في الدورة 13 نظرا لملاحظات المسرحيين بأن المهرجان به جائزة تأليف وجائزة مؤلف صاعد تعطيها لجنة تحكيم العروض.
وهو ما يحيلني لتساؤل حول جائزة التأليف للنصوص المشاركة بالمهرجانات فهي جائزة ملتبسة لإنها تفترض أن تقرأ اللجنة نصوص العروض المقدمة بمعزل عن العروض وهو غالبا ما لا يحدث، او تكون جائزة لنص العرض وبالتالي تشارك جميع عناصر العرض في الجائزة وعلى راسها مخرج العمل الذي صنع نسخة النص المعروض.
أما اعادة استحداث جائزة العمل الأول أو النص الأول لاكتشاف مؤلفين جدد التي استحدثها المهرجان القومي برئاسة الفنان محمد رياض فتعيد اسباب الاعتراض بسبب وجود مسابقتين للنصوص احداها لنصوص العروض، وعليها علامة استفهام، والأخرى لنصوص تسمى العمل الأول منفردة وبلجنة تحكيم منفصلة وعليها عدة علامات استفهام ايضا.
بداية فكرة وجود جائزة للنصوص المسرحية أمر حميد وجيد يحسب لأي مهرجان وادارته خاصة أنها تستهدف دعم الكتابة المسرحية وكتابها. فالكتابة المسرحية ربما تكون اضعف عناصر الأدب من حيث الانتشار والقراءة والنشر، وتحقق الجائزة اكتشاف مؤلفين جدد ونشر نصوصهم ايضا لتعريف المسرحيين بهم .
لكن ما يدعو للتأمل هو أن تذهب تلك الجوائز او معظمها لكتاب متحققين بالفعل قدمت نصوصهم انتاجيا أو اصبحوا كتابا معروفين وحصولهم على جوائز كبرى مثل الهيئة العربية وساويرس والمجلس الأعلى للثقافة وغيرها، وهو أمر ليس عسير على اي مسرحي أن يعرفه طالما مشتبك مع حركة المسرح هواة ومستقلين ومسرح دولة وثقافة جماهيرية وغيرها .
لماذا العمل الأول؟، فكرة العمل الأول تضعنا أمام اشكالية أخرى لأن أغلب الاعمال الأولى لا تكون بالاحكام اللازم لصنع نص مسرحي جيد، فضلا عن كيفية تحديد هل هو العمل الأول للكاتب أم الثاني أم الثالث. وهل هي نصوص للهواة أم للمحترفين طالما تحدثنا عن العمل الأول؟ ربما كان الأولى الغاء جائزة النص والدراماتورج من لجنة تحكيم العروض وعمل لجنة منفصلة للنصوص التي قدمت كعروض بالمهرجان، او نصنع مسابقة منفصلة لنصوص لم تدخل مسابقات من قبل، بعيدا عن حكاية العمل الأول والأخير .. وربما منعا للحرج أن تكون مقسمة لكتاب راسخين وصاعدين مثل جوائز الاخراج . فهل نعيد التأمل في جوائز النصوص مرة أخرى ؟