نص مسرحية المنودراما: “هي” / تأليف: واصف الدلالعة
الشخصيات: (الفتاة)
المكان والزمان: افتراضي حسب رؤية المخرج
تجسيد الحالات الحركة والسينوغرافيا: تترك للمخرج حسب الرؤية الاخراجية للعمل
(تبدأ المسرحية على امرأة تتراقص فرحا ومترنمة على أنغام موسيقى راقصة، تتفقد المكان خلال رقصاتها وتستمع بتلك الرقصة التي تجوب بها ارجاء المسرح وخلال تلك الرقصة، تمر على ثوب جميل تحمله فرحه به وتأخذ الثوب تراقصه بحب وفرح وخلال حركاتها الراقصة (يظهرالوجه الاخر للثوب وهو رث وممزق وتالف))
تلتفت للوجه التالف، ترمي الثوب بسرعة وبقوة رافضة هذا الوجه التالف.
- تعود للرقص من جديد متجاهلة ما حدث وخلال رقصتها تجد صورة لها في برواز جميل، تأخذها وتحتضنها وتراقصها بفرح وسعادة تغمرها .
- وفجاء تقلب الصورة لتجد خلف الصورة صورة أخرى لها شاحبة وكبيرة في العمر _ لتجد نفسها امام صدمة عند رؤيتها الوجه الآخر، ترمي الصورة بقوة.
- تنهار على الأرض منكرتًا تلك الحقيقة التي وصلت اليها و لا تريد الاعتراف بها بل تصر على الصورة الجميلة التي رسمتها لنفسها ولا تريد ان تتخلى عنها .
- خلال وجودها على الارض منهارة يلفت انتباهها وجود بعض من البذور على الارض ، تحملها وتتأملها (تفكر للحظة) تم تنطلق مسرعة تبحث في المكان لتجد فأس صغير وابريق ماء.
- وتبدأ وبطريقة ايمائية بالحفر(حفره صغيرة)تضع البذور فيها تزرعها وتسقيها وسرعان ما تنمو نبته (حالة النمو ببطيء وتكبر شيئاً فشيئاً ،تراقبها بعناية واهتمام وتحرسها باحتضانها واحتوائها ومحاولة اخفائها عن الجميع حتى تكبر وتكبر حتى تصبح نبته خضراء وتزهر زهرة جميلة .
- حالات من القلق والفرح والخوف خلال حراسة النبتة وفرح كبير عندما تزهر.
- دون تفكير منها وبلحظات تردد بين محاولة قطف الزهرة والتراجع و حالة من الصراع الداخلي) تقطف الزهرة ،تستمتع بها وبرائحتها الجميلة، تحتضنها تحملها وتراقصها حالة من الفرح بها والاستمتاع .
- وخلال تلك اللحظات تذبل النبتة وتسقط على الارض وتموت النبتة و كان تلك الزهرة هي روح النبتة وقطفها هي سلب لروحها وحياتها .
– تنتبه للنبتة وتسرع اليها وتحاول جاهدة إنعاش النبتة حالة من الهستيريا وفقدان السيطرة على نفسها
تنظر تارة الى النبتة التي تموت ثم الى الزهرة التي قطفتها وتدرك انها هي سبب موت النبتة وسبب القضاء عليها (ممكن عمل حركة انعاش كوميدية بهستريا اللاوعي) دون جدوى فتسقط بجانب النبتة عاجزة وتدرك ان لا جدوى مما تفعل ولا سبيل من عودتها للحياة فتبدأ بتجهيز قبر للنبتة ولنفسها وتدفن نفسها بجانبها.
– لحظات صمت بعد الدفن (حركات بصمت )
- تصحو الفتاة فجأة وتظهر عليها علامات التعب والشحوب والثوب الرث.
- انا قاتلة —- مجرمة
- لا بل هي ولست انا
- هي قتلتني – مزقت روحي -سلبت عمري
- كنت طفلة، طفلة حين سرقت عبير حياتي
واطفأت شمعة عمري
ودفنت روحي واستعمرت عقلي
(تجسد حركات الطفلة خلال هذا الحوار )
- أنك كعادتك تهربين من المسؤولية وتلقين اللوم على غيرك
- انا،يا ويلي
تتذكرين تلك اللعبة
(تمسك باللعبة… وتبدأ باللعب معها كفتاه صغيرة تلهو بها ببراءة الاطفال
(تبديل الأدوار) تأخذ اللعبة وتمزقها وترميها ( تجسيد شخصية المرأة القوية الشريرة )
هيا انهضي، ليس وقت اللعب الآن انهضي واذهبي اجلبيلنا بعض النقود (ممسكة بالطفلة بقوة)
- لكن الجو بارد …. دعيني العب قليلاً
- هيا انهضي ولا تعودي الا ومعك المال
- حاضر ( تخرج بحزن لا حول لها ولا قوة )
- وخرجت في البرد استجدي واتسول واصارع ذئاب الشوارع من اجل المال
- (مشهد الفتاة تقف وتتحرك وتتسول وتتعرض للإهانة أحيانا والتحرش والتنمر)و تجسيد لبعض حالات التسول .
- امرأة تتسول تحمل طفل
- شاب يتنمر على الطفلة
- امرأة تتسول بأسلوب راقي
- رجل يتسول وهو يمثل ان له اعاقة
- حالت تنمر من اشخاص على الطفلة
- حالة النزاع على منطقة التسول
- او اختيار اي حالة اخرى مناسبة من حالات التسول المختلفة
- هكذا ألقي اللوم على غيري.
هكذا أحاول ان اظهر بدور البريئة.. هكذا أبدو البريئة التي تخفي انياب الذئب
من خلال ما شاهدنا من لوحات تحاول الفتاة الدفاع عن نفسها والقاء اللوم على الظروف التي عانت منها خلال طفولتها
الاب على كرسي متحرك (او كرسي) تجسيد للاب المسكين المغلوب على أمره ويعاني من اعاقة حركية ويتحدث بصعوبة
- اما والدي المسكين – انه مسكين
- لا ليس مسكين \ بل هو قاتلي بسكين الخوف والصمت
- الاب العاجز هو مسكين يحمل سكين (ضحكة هستيرية)
- الاب هو السند و الجدار القوي الذي يسندك و يحميك
- الاب العاجز هو جدار انهار على ظهرك ليكسر و يحطم حياتك
- عدت الى البيت ومعي بعض النقود
عدت وجسمي يرتجف ليس برداً بل خوفاً من امرأة تريد المزيد والمزيد و تكتفي امرأة لا تعرف الرحمة. عدت وجسمي يرتجف خوفاً من شارع لا يرحم و مجتمع يجهل حقيقة طفلة ترضع الذل بدل الحليب. دخلت الى البيت وإذا بأبي يجلس بانتظاري، نظرت اليه و قلبي يعتصر الماً على ابي ام على نفسي، ابي – ابي لقد عدت يا ابي
- (بتلعثم وبصعوبة يتحدث)تعالي يا بنيتي – هل انتي بخير
- نعم يا ابي بخير بخير (وهي تخفي الخوف والألم والوجع)
- ( تدخل المرأة القوية)اين النقود
- هذه النقود تفضلي
- ما هذا لم تأتي سوى بهذه الفكة القليلة، ماذا كنتي تفعلي طول هذا الوقت
- كنت … كنت … كنت أحاول
- ماذا تحاولين. هيا هاتي ما اخفيتي من نقود
- لم أخفى شيء
- انت من تدللها وتجعلها تخالف الأوامر
- لن أنسيتلك الدموع وهي تحرق العين والخد وتتذوقها شفاه ابي
لن أنسي جلوسه عاجزاً عن الدفاع عني وهو يحترق من الداخل
يحترق ويحرقني معه– لم يحرك ساكناً لم يكن ليستطيع (تجسيد الاب الجالس وهي تمسح تلك الدموع )
- صراع داخلي للفتاه
كان باستطاعته ان يقول لا
ان يقول لها توقفي
توقفي
لكنه صمت وحكم على ان اختار
فكرت وفكرت وفكرت
فكرت بالهروب—الهروب — الى اين — الى اين اهرب (تردد)الشارع لا يرحم …. ليس الشارع بل من هم في الشارع …وما زلت طفلة لا تتقن التصرف ما زلت ضعيفة لا استطيع حماية نفسي ، و لم يكن امامي من خيار سوى البقاء تحت سيطرة تلك المرأة اعيش مرارة الايام و قسوة السنين التي تسير ببطيء شديد. ومرت أيام وأيام. وسنين من العمر تركض ببطيء شديد وتلك المرأة تزداد قسوة وظلم
(تجسيد للمرأة وهي بحالة تمرد والاب على الكرسي المتحرك)
وأرى المصاغ الذهبي يتكدس كل يوم حول عنقها وذراعيها واراها تغازل الرجال وتخرج وتلهو كما يحلو لها ( تجسيد للحالة )
وذلك العاجز يقبع في البيت جسد بلا روح (الكرسي) تجسيد الحالة الاب على الكرسي
شفقة أودت بحياتي وحب عاجز على التغيير..عمر يمضي و جسد بلا روح
- بفرح وتحول سريع
- بعد تلك السنوات خفق القلب ، خفق القلب – خفق القلب (حركة راقصة وصوت متصاعد)
شاب وسيم يأتي كل يوم بسيارته يلقي التحية ويطمئن علي ويعطيني بعض النقود ويقول (خذي ولا تتسولي فهذا يكفيك لهذا اليوم)، ومرت الايام و اعتدت على وجوده و ارتاح بحديثي اليه، كان بنصت لي بكل اهتمام. كنت افرح لأني لست مضطرة للتسول وانما اذهب واتجول حتى يحين موعد العودة للبيت..وكل يوم يمر ذلك الشاب في نفس الوقت انتظره بلهفة (تجسيد للحالات) كنت اظن انني انتظر حتى يعطيني النقود لم اعلم انني انتظره بشوق، يأتي يجلس معي احادثه عن نفسي حتى بات يعلم جميع تفاصيل حياتي يوما ما.. تأخر. الآن موعده … لم يأتي. سوف يأتي..لا لا لن يأتي..بل سيأتي.. وانتظرت كثيراً وتأخر الوقت وانا اجلس انتظر لعله يأتي، لعله انشغل لبعض الوقت وسوف يأتي.. حل الظلام وانا انتظر، لم اعد أخاف المكان فلقد أصبحت معروفة وهذه منطقتي، انتظرت ولكنه لم يأتي، عدت للبيت. لم اجلب معي شيء هذا اليوم.. جاءت تلك المرأة وبدأت بالصراخ و انهالت علي بالضرب وجدت نفسي على الارض تضربني بقوة، دون رحمة، وبلحظة وبلاوعي وجدت نفسي اقف امامها بقوة.
( تجسيد حالة الصراع )
- ماذا تريدين (بقوة) لن اجلب لك النقود مرة أخرى، لن اتسول حتى تنعمي انتي بالنقود
- صمتت وحاولت مرة أخرى الصراخ وحاولت ان تقوم بضربي مرة اخرى كما تعودت ان تفعل، لكني وقفت لها بقوة ومنعتها من ضربي، تفاجأت بنفسي كنت انسانة أخرى، لم اتخيل نفسي بهذه القوة، لم اتخيل نفسي انني أستطيع ان افعل ما عجز والدي عن فعله.
- وقررت الرحيل، في الصباح الباكر دون ان تغفو عيني طوال الليل، حملت حقيبتي وخرجت الى الشارع الذي اعرفه و يعرفني سوف اكسب بعض النقود واستأجر بيت او فندق بسيط واسكن لوحدي، هذا كان قراري
- ووالدك
- ما به والدي
- اتتركيه عند هذه المرأة تنهش فيه
- والدي اختار حياته ولن أستطيع مساعدته الآن ولكن سوف اعود له لأنقذ ما تبقى منه حين أتمكن
- خرجت بحقيبة ثقيلة جداً، فهي تحوي ملابس اثقلتها ما علق بها من غبار السنين وما تكدس بها من وجع وقسوة وخوف ومزقتها رياح التسول والذل.ح قيبة ثقيلة كثقل تلك السنين التي سلبت من عمري
الى نفس المكان،جلست بعد ليلة صعبة، هل ابدأ بالعمل واذهب لأجني المال … فأنا بحاجة له. ام اجلس انتظر ذلك الرجل الذي لا اعلم لهذه اللحظة انني مغرم به حد الهيام _ فانا لم أجرب ذلك الشعور من قبل _مازال الوقت باكراً سأنتظر لبعض الوقت، ماذا ان لم يأتي، اين سأذهب فلا مال لدي؟. سأذهب لأجني بعض المال ثم اعود لهنا. ماذا ان اتي ولم يجدني؟ ما اغباني حتى اسمه لا اعرفه. لماذا لم اطلب منه رقم هاتفه؟ لكن لا يوجد معي هاتف، لا يهم كنت لاتصلت به من أي هاتف، دوما كان هو الصامت وانا من يتحدث، انا من يشكو له وهو ينصت. أكيد مل مني ومن حديثي الذي لا يحمل سوى الحزن والألم والكآبة، لم اسأله يوما عن اسمه أو عمله، او حتى لماذا كان يأتي ويستمع لي دون توقف. عندما يأتي لن اتحدث بل هو من سيخبرني عن نفسه، سوف اعرف اسمه و عمله و هل … يحبني ام يلهو بي و يقضي وقته معي ليستدرجني. الآن انا من يجب ان يصمت وينصت. ان صمتت كيف سيعرف انني هربت من المنزل وانني لا املك مكان للسكن ولا حتى مال للطعام
(بصوت قوي)يااااااه…. اصمتي … اصمتي …. فليأتي اولاً
- جلست انتظره وأحاول العمل بنفس المكان، لا اعلم هل انتظره شوقا وحباً، ام انتظر من ينجدني مما انا فيه، هل انتظر ان يمنحني بعض الحنان و الامان؟ ام انتظر من يعطيني بعض النقود. الوقت يمضي ولابد ان احصل على بعض المال، عملت وحصلت على بعض النقود واقترب حلول الظلام. قررت البحث عن فندق بسيط ابيت فيه ليلتي. انا اعرف المكان جيداً واعرف هذه الأماكن. ذهبت الى الفندق حاولت النوم. هذا المجهول سرق مني غفوتي وسيطر على ليلتي.
اجلس تارة … استلقي دون جدوى، امشي ذهابا وإيابا … و الحيرة و الشوق يسيطر على تفكيري و مشاعري.
وبعد ليل طويل، سرقني النوم في النهاية.
في الصباح وقد تأخرت قليلا في النوم، خرجت وبسرعة ذهبت الى نفس المكان، اقتربت وإذا بذلك الشخص يقف هناك. توقفت، نظرت اليه، بدأت أرتجف، لا اعرف ما ألم في .
هو ؟….. هو
نعم هو
اسرعت ودون تردد وجدت نفسي احتضن ذلك المجهول (تجسيد حالة الاحتضان)لحظات لن استطيع ان اصفها فهي خليط من مشاعر لم اشعر بها سابقاً ، اجتاحت جسمي و عقلي و قلبي، حب وحنان وشوق وامان، لحظات او رمشة عين كانت كفيلة ان اطوف الدنيا وما فيها بحلم حملني على بساط الريح لأقطف من غيمات..هو يقف مستغرب ما حصل، سرعان ما صحوت من لهفتي وغيبوبة المشاعر. اعتذرت منه على ما فعلت
اعتذر لك سيدي، لا اعلم ما فعلت ولماذا فعلت هذا
- بابتسامة بسيطة
- لا عليك …… ولكن لما كل هذه اللهفة
- اسف واعتذر بشده
لا اعلم سيدي لكني كنت بحاجة لك
- ماذا حصل معك ولما كل هذا الارتباك
اجلسي واحكي لي ما حصل
- جلسنا وبدأت بالحديث
عيوني وقلبي وروحي يريدان عناقه بحاجة لحنانه، بحاجة لصدر حنون يحتويهم وذراع تربت على كتفي تشعرني بالأمان
تحدثت دون توقف، فجأة صحوت الى نفسي وأيقظت نفسي من حلمها الجميل
سيدي تحدثت لك طوال الوقت … وانت تنصت لي، جاء الوقت لكي اسمعك
- انا هنا لكي اسمعك وليس للحديث عن نفسي
- لكني كنت انانية تحدثت لك عن كل تفاصيل حياتي، جاء الوقت لأعرف عنك ولو القليل
- انتي بحاجة للحديث الآن أكثر من ذي قبل، فانتي في نقطة تحول مهمة ويجب ان تكملي. تحدثي ولا تهتمي بمن أكون
- لا اهتم — كيف؟
لقد انتظرت قدومه، لقد سيطر على ليلتي، انني مغرم به.
كيف لا اهتم؟ تجمعت بعض قواي
سيدي لقد انتظرت قدومك وأصبحت جزءاً من حياتي، لن أتلعثم معك وسأقولها بمليء فمي، انني مغرم بذلك المجهول. ولن اسمح ان تبقى مجهول، لا اريد نقودك.. لا اريد أي شيء منك.. لا اريد سوى ان تبادلني الحديث او تغادر دون عودة ان اخترت ان تبقى مجهول
وهنا جاء جواب المجهول
انا كاتب مشهور واعمل الان على كتابة قصتك في كتاب، كنت استمع منك لجميع التفاصيل حتىستطيع اكمال القصة وان تكون القصة واقعية ومن قلب الحدث، ولطارئ لم آتي. لكن يا عزيزتي لا أستطيع ان اتحول من كاتب الى جزء من القصة، فدعيني أكمل كتابي عنك واساعدك قدر المستطاع خاصة وانتي الان في نقطة تحول مهمة جداً في القصة
- وقفت
مفاجأة.. خيبة امل..صفعة لمشاعري.. اسير تائه دون وعي.. توقفت وبكل بساطةوقوة (وكأنني لستانا) لن امنحك بقية القصة دون مقابل. حياتي ومأساتي ومعاناتي وجسدي المنهك ليست سلعة رخيصة.. الا يكفيني انهم سرقوا طفولتي وصباي وشبابي وتأتي انت لصمهذب تحاول سرقتها مرة أخرى، لن اسمح لك ولن أكون تلك الضعيفة مرة أخرى.. يا إلهي حتى الوجع والألم والمأساة أصبحت تباع وتشترى.. الموت بثمن والخذلان بثمن والكرامة بثمن والألم بثمن هل بقي شيء في هذه الدنيا لا يباع ويشترى
سيدي لن اسمح لك باغتصاب افكاري وروحي بكلماتك الحنونة والبعض من نقودك الرخيصة، لن اسمح لك باستعمار مشاعري وسلبي ليلتي والغوص في اعماقي، هذه حياتي سرقوها واغتصبوها وسادوا فيها الخراب لتأتي انت وتجعل مني بطله مجهولة لكتاب انت البطل الحقيقي فيه
- اسمع.. ان اردت ان تكمل القصة لي شروطي
- وانا تحت امرك وأوافق على كل شروطك
- اولاً ان تقرأ لي كل ما كتبت لغاية هذه اللحظة ولي الحق في الزيادة او حذف ما اريد (وكأنني اعلم او اعرف ما احذف او ما اضيف)
- ثانياً ان يكون لي الحق بنصف ثمن بيع الكتاب
- ثالثاً ان تؤمن لي سكن محترم ومصدر دخل أعيش منه حياه كريمة خلال الفترة القادمة حتى اكمال القصة
- رابعاً بعد نهاية الكتاب لا يحق لك بعمل كتاب اخر عني الا بشروط جديدة
(ضحكة كبيرة)يظن نفسه ذكي (حركة كوميدية) ويظن انني ضعيفة (بقوة و استهتار به) لن أكون حبيسة مشاعري (بقوة و حزن) ولن اسمح لاحد باستغلالي. الحياة علمتني ان أكون قوية. وكما أوقفت تلك المرأة عند حدها سأوقف هذا الكاتب وقد أصبح جزء من الحكاية وستكون هذه القصة بداية لحياتي الجديدة
- وخرج الكتاب للنور وأصبح لدي المال لأعيش كما اريد وبدأت حياتي الجديدة (بفرح و رقص)
- افرحوا ايها الفقراء، افرحوا اصبح لديكم سلعة تبيعونها وتجنون منها المال الكثير (بصوت خطابي)
اصبح الفقر والألم والوجع سلعة للبيع.. لم يتبقى شيء لا يباع و لا يشترى.. كل شيء للبيع كل شيء اصبح له ثمن
- أصبح التسول مهنة امارسها كليوم في النهار..تعلمت أساليب كثيرة لجلب النقود من التسول..شاهدت الكثير وقابلت الكثير تعلمت الكثير الكثير، أصبح لدي معارف وعلاقات وأصدقاء، أصبحت تلك الفتاة الجميلة التي يحاول الجميع التقرب منها في النهار اعمل واجني النقود رغم عدم حاجتي له
تجسيد لبعض الحالات (التسول الراقي وحالات الانحراف التي وصلت لها)
وفي المساء الهو كما يحلو لي، أعيش حياتي كما اريد.. اردت ان اعوض ليالي الحرمان والخوف.. اردت ان أنسي ليالي البرد القارص.. اردت ان استعيد بعض من طفولتي التي سلبوها مني.. اردت ان استعيد مراهقة فتاة حالمة.. اردت ان اجعل الجميع يحبني وانا لاأحب سوى نفسي..اردت ان اطرد صراخ تلك المرأة من مسامعي..لهوت في حياتي حتى نسيت كل شيء.. حتى نسيت دموع ابي..حتى نسيت نفسي.. مات حلمي..مات قلبي.. ماتت مشاعري.. أصبحت تلك الفتاة التي لا تأبه لشيء سوى لخلق لحظات فرح كاذبة..اعيشها لأكذب على نفسي انني ما زلت على قيد الحياة.. واعود الى سريري اضم نفسي بل اكبو على نفسي، ارتعد خوفا. ابكي (حالة بكاء) لعل تلك الدموع تطهر روحي من هواجسها وتذيب جليد المشاعر.. لعل تلك الدموع تعيد لي نفسي.. ابكي حد النواح.. بل حد الصراخ.. أصبحت تلك الفتاة التي تاهت في سراديب ودهاليز الحلم والذات والحقيقة.. اطرق باب تلو باب لعلي أجد مخرجاً او بصيص نوراً اهتدي اليه.. دون جدوى
- ابي …. ابي اين انت يا ابي.. اشتاق اليك، دموعك ما زالت تحرقني.. ابي …. اكرهك.
انت السبب.. فما زالت سكينك تنهش في صدري، ابي. اسامحك ياابي فسامحني.. احبك فعانقني، اتوسل اليك ان تعود الي فانا فتاة تاهت فيها الدروب وفارقها الحب
- تعود الى مكان دفن النبتة.. تحاول نبش الأرض
- هيا افيقي من نومك.. اصحي أرجوك.. سأعتني بك جيداً.. أفيقي وسأرويك حناناً وحباً.. ارجوك طفلتي الصغيرة.. أنمو من جديد وسأكون حارسك الأمين.. هيا يا وردتي.. لن أكون انانية واقطف ازهارك الجميلة.. لن اسرق عبيرك لأروي ضما روحي سأجعلك تملئين الدنيا عبير
(هذا الحوار يتلون بين فرح وحزن وغضب وحب)
حتى تصل لمرحلة اليأس لترقد بحالة القرفصاء او حالة الموت في مكان القبر مع هلوسات وتمتمات وصولا الى الصمت