البنية الهيكلية التاريخية لمسرح دول مجلس التعاون (نموذج المسرح القطري) / حمد الرميحي

سوف اتحدث في هذه الورقة عن أوجه التشابه بين المسارح في دول مجلس التعاون وسوف يكون المسرح في قطر نموذجا لهذه الورقة.

فــي البدايـــة:

للمسرح سحر كفن مؤثر في الطبيعة البشرية ولهذا عشق الإنسان هذا الفن ليعبر عن هواجسه وأحاسيسه الوجودية وليقدم رؤيته الآنية والمستقبلية من أجل غد أفضل لحياته ومن هذا المنطق أحب الإنسان العربي والخليجي هذا الفن الوافد وهناك من حاربه لكونه فن يعمل على تكسير الثوابت والتقاليد البالية المتجذرة في المجتمع العربي والإسلامي، لهذا كذلك أحبته غالبية الشعوب واستأنسته، فأصبح جزء لا يتجزأ من حياة المجتمعات، معبرا عن همومها وأفراحها، مرورا بماضيها القاسي وحاضرها المتجدد والمتغير لصياغة غد أجمل وحية أفضل.

 

بدايـات البنيـة الهيكليـة للمسـرح في قطــر 

* مـرت الحركة المسرحية بثلاث مراحل تاريخية هي:

1/ مرحلـة الارتجـال والتلقائيـة (من الناحية الفنية) وأقصد التمثيل والإخراج أما المضامين فكان هناك وعي متطور.

2/ مرحلـة التأسيـس والتنظيــم.

3/ المرحلـة الأكاديمية التخصصية

 

كيف ومتى عرف الشعب القطري فن التمثيل كصناعة فنية متكاملة الأضلاع كالتمثيل والكتابة النصية والإخراجية؟ 

بعد ظهور النفط سنة 1949م جاءت كثير من الجنسيات الأجنبية والعربية للعمل في مجال النفط وغيرها من مناحي الحياة، وجلبت هذه الجاليات أنماط من حياتهم الاجتماعية والثقافية والفنية، ومع بداية تكوين ملامح المجتمع المدني الحضري قبل الاستقلال سنة 1972، فما قبل الاستقلال وبعده بدأت طفرة مالية لم يعرفها المجتمع القطري قبل النفط، مما أدى إلى البحث عن وسائل الترفيه من سينما وتلفزيون ومسرح، فوجدها عند شركات النفط التي كانت قد أسست دار للسينما في مناطق النفط هذا الفن فأحبوه وأصبح جزء من حياتهم الترفيهية والثقافية، وفي سنة 1954م عرف الموظفون القطريون فن المسرح من خلال فرقة مسرح الدوحة بلايز (1) “يقول الباحث زهير غزال في كتابة مسيرة المسرح في قطر” إذا أردنا توثيق الحركة المسرحية في دولة قطر بشكل صحيح وعلى خلاف جميع المؤرخين المسرحيين الذين تصدوا لهذه المهمة، أقول أنها بدأت في سنة 1954 عندما قامت السيدة جيني جونز بتأسيس فرقة مسرح الدوحة بلايرز في مدينة دخان.

إن بداية ظهور الفن المسرحي في قطر كان سنة 1954 عندما قامت السيدة جيني جونز بتأسيس فرقة مسرح الدوحة بلايرز، فقد عملت في مجال المسرح كممثلة ومخرجة في بريطانيا قبل حضورها مع زوجها الذي عمل في شركة نفط قطر.

وفي اول سنة من عمر الفرقة قدمت عملين مسرحيين للكبار والأطفال وكانت تقدم أعمالها في قطر كنشاط مسرحي ثقافي كجزء من نشاط الجالية البريطانية (2)، وأنا أتفق مع رأي الباحث زهير غزال لمعرفتي أن من أسس أول فرقة مسرحية في قطر كان نادي الطليعة سنة 1959م وهو نادي ثقافي كان يرأسه الدكتور علي بن خليفة الكواري، وكان أغلب الممثلين والمخرج والمؤلف من موظفي قطاع البترول في دخان وأم سعيد ومناطق النفط، واستمرت هذه الفرقة حتى عام 1960م، حيث أغلق النادي بأمر من سلطات الدولة.

وفي عام 1961م تأسيس نادي كبار الموظفين بشركة نفط قطر، وكان منهم أعضاء فرقة نادي الطليعة فقاموا بتنظيم نشاط ثقافي في النادي، والذي كان يرأسه المؤلف والمخرج عطية الله النعيمي، وبعدها أحب كثير من الشباب القطري الفن المسرحي وبدأ انتشار في أغلب الأندية الرياضية كجزء من النشاط الثقافي والاجتماعي، وأذكر منها نادي الجزيرة الثقافي، ونادي النجاح الرياضي ونادي التحرير الرياضي، ونادي الوحدة الرياضي، ونادي الجسرة الثقافي والاجتماعي، وكانت أعمال هذه الفرق تقوم على تقديم أعمال يغلب عليها الطابع الارتجالي، وفي سنة 1966م تأسست فرقة الأضواء الموسيقية والتي كانت تقدم فقرات كوميدية ارتجالية بين الفواصل الغنائية فكان لها حضور فعال ومؤثر في حب الناس لهذا الفن الوافد الجديد على المجتمع القطري، فقد قامت الفرقة بعمل نشاط تمثيلي في الاحتفالات والمناسبات العامة والأعراس مما ساعد على حب الناس لهذا الفن لوجود تمثيليات ناقدة لبعض المظاهر  المختلفة حسب وجهة نظر كثير من الناس، وكانت أغلب هذه التمثليات ذات طابع اجتماعي مثل الزواج المبكر والعنوسة وتعدد الزوجات تمثل بطابع كوميدي ساخر، ولهذا كانت هذه الأعمال قريبة من هموم ومشاكل المحتمع، ومع تطور هذا الفن انتقل من الأندية إلى المدارس النظامية.

في سنة 1957، تم إنشاء وزارة المعارف وتعميم التعليم النظامي في قطر، وتم استدعاء عدد كبير من المدرسين العرب، كان من بينهم من مارسوا تجربة المسرح في بلادهم فنقلوه معهم إلى قطر من خلال معسكرات الكشافة في ليالي سمرها.

كان من مخاض هذه المعسكرات إنشاء الفرقة الشعبية للتمثيل سنة 1968 برئاسة الفنان موسى عبد الرحمن، وبعدها تشكلت أول مجموعة من أهل الحي أنشأنا فرقة النجوم للمسرح في حي أم غويلينة سنة 1969 برئاسة الفنان حمد الرميحي وكان من أعضائها الفنان سالم ماجد ومجموعة من شباب الحي، ولم تستمر تجارب الفرقة فبعد سنة توقف نشاطها.

في سنة 1971م في مدرسة دار المعلمين التي كان يتواجد بها عدد كبير من الطلبة عشاق ومحبين فن المسرح، وكنت أنا واحد منهم وسبق لهم أن مارسوا فن المسرح في المدارس الإعدادية وفي المعسكرات الكشفية وأذكر منهم الفنان محمد نوح والفنان سيار الكواري والفنان علي حسن، وتقدمنا بطلب إنشاء فرقة مسرحية لمدير المدرسة الأستاذ محمد الأنصاري، الذي تحمس للفكرة وأنشأ فرقة دار المعلمين والتي كان باكورة أعمالها مسرحية (صقر قريش)، “يقول الناقد الدكتور حسن رشيد في كتابه المسرح في قطر: أن المسرح في قطر كان يبحث له عن مكتنة ما بعد أن كانت هناك إرهاصات مجتمعية تبشر بقبول فكرة هذا الفن الوافد على الرغم من العادات والتقاليد التي كانت تنظر إلى فن التمثيل نظرة عدم الاحترام لأنه يقوم على التشخيص والتقليد، وقد ظهرت هذه الارهاصات من خلال ظهور التعليم النظامي في قطر المعسكرات الكشفية والأندية الثقافية والرياضية التي تشكلت فيها فرق للتمثيل تؤدي المشاهد التمثيلية والمنولوجات الغنائية والاستكشات وكذلك العروض التي قدمتها مدرسة الدوحة الثانوية مسرحية (بلال ابن رباح مؤذن الرسول) والمعهد الديني مسرحية (عالم وطاقية) ومدرسة الصناعة الثانوية بالاشتراك مع الفرقة الشعبية للتمثيل بمسرحية (مطلوب عمال) تجذر هذا الفن الوافد وأثبت وجوده كنشاط اجتماعي محبب للناس.

وبعد نجاح مسرحية (صقر قريش) قرر أعضاء الفرقة تكرار التجربة بمسرحية جديدة اجتماعية واسمها (حلاة الثوب رقعته منه فيه) تأليف وإخراج الفنان اللبناني عبد اللطيف سمهون مخرج المسرحية الأولى سنة 1971م وبعد نجاح المسرحية الثانية قررت مجموعة الممثلين الطلبة بإشراف استاذهم محمد الأنصاري تأسيس فرقة مسرحية خارج المدرسة وسميت هذه الفرقة بفرقة المسرح القطري (3).

وفي سنة 1973م أسس الفنان غانم السليطي فرقة مسرح السد بعد أن خرج من فرقة المسرح القطري وذهب إلى نادي السد الرياضي مع مجموعة من الفنانين وكونوا الفرقة برئاسة مبارك أحمد العلي أحد مؤسسي نادي السد.

وكانت باكورة أعمال فرقة مسرح السد مسرحية (بيت الأشباح) تأليف الفنان غانم السليطي وإخراج مصطفى عبد الوهاب التي لاقت نجاحا كبيرا وأوجدت موهبة الفنان غانم السليطي مؤلفا وممثلا. وفي سنة 1975 أنشأت فرقة المسرح العربي.

يقول الكاتب والباحث زهير غزال في تأسيس فرقة المسرح العربي “كان الخلاف بين زملاء الهوية الواحدة على نوعية الأعمال المقدمة للجمهور سببا في انفصال مجموعة من أعضاء فرقة المسرح القطري ومسرح السد وقسم التمثيل بفرقة الأضواء الموسيقية ليؤسسوا في سنة 1975م الفرقة المسرحية الخامسة في قطر وهي فرقة المسرح العربي والتي ترأسها حسن العبيدلي، ومصطفى عبد الوهاب، وكان من أعضائها ومبارك خميس ومريم راشد وغيرهم. (4)

وبعد هذا التطور وفي سنة 1974 أنشأ قسم المسرح قبل تأسيس إدارة الثقافة والفنون، وكان يتبع لمراقبة الفنون الشعبية بإدارة الإذاعة بوزارة الإعلام، وقام بالإشراف هلى هذا القسم المخرج الإذاعي الأردني هاني صنوبر ومن ثم الأستاذ الفنان البحريني محمد عواد ومن ثم الفنان القطري سالم ماجد.

 

تأسيــس إدارة الثقافـــة والفنــون:

بعد تطور الحركة المسرحية القطرية وتعدد الفرق المسرحية التي فرضت وجودها ككيان فني ثقافي في المجتمع، وبروز نشاط عروضها المسرحية وترحيب قطاع كبير من المواطنين والمقيمين، ارتأت وزارة الإعلام سنة 1977 وخصوصا بعد عودة بعض الخريجين القطريين من المعهد العالي للفنون المسرحية وتواجد عدد كبير من طلبة المعهد العالي للفنونالمسرحية في الكويت والقاهرة، إنشاء إدارة الثقافة والفنون، وتم تعيين الصحفي والكاتب ناصر العثمان وكيلا ثم مديرا لإدارة الثقافة.

ولقد كان لهذا التعيين والاعتراف الرسمي من الدولة بالمسرح ككيان مستقل يدعم الحركة المسرحية في قطر، وسبق ذلك إنشاء قسم المسرح وكان أول من تولى رئاسة هذا القسم سنة 1976، الفنان البحريني محمد عواد وفور عودة الفنان محمد حسن  أبو جسوم من بعثة في القاهرة تم تعيينه مساعدا لرئيس المسرح ثم تولى رئاسة القسم كل من الفنانيين المسرحيين:

1/ سالم ماجد.

2/ صالح المناعي.

3/ حمد الرميحي.

4/ سنان المسلماني.

5/ سعد بورشيد.

قام هؤلاء المسرحيين بالإشراف على الفرق المسرحية الأهلية:

1/  فرقة قطر المسرحية.

2/ فرقة مسرح السد

3/ فرقة الأضواء.

4/ الفرقة الشعبية للتمثيل.

أما السيد محمد بوجسوم فقد تم تفريغه لمشروع مبنى قطر الوطني والتنسيق مع الجهات ذات العلاقة لهذا الحدث الكبير.

واستمرت هذه الفرق الأربعة تقدم عروضها الموسمية حتى سنة 1994 حيث تم دمجها في فرقتين.

1/ فرقة الدوحة المسرحية وذلك بدمج فرقة السد وفرقة الأضواء.

2/ فرقة قطر للمسرح وذلك بدمج فرقة المسرح القطري وفرقة المسرح الشعبي.

وفي تاريخ  2005/1/15  تمت الموافقة على إنشاء فرقة مسرح الخليجي من قبل المجلس الوطني للثقافة والفنون وتشكل مجلس إدارة الفرقة برئاسة عبد الواحد المولوي ونائب الرئيس حمد الرميحي، وقدمت الفرقة عمل واحد وبعد سنة حلت الفرقة سنة 2007 بسبب خلافات الأعضاء على عضوية مجلس الإدارة.

وفي سنة 2014 صدر قرار بإنشاء فرقة الوطن وفرقة الغد للدراما، وفي سنة 2018 تم دمج الفرقتين في فرقة واحدة وهي فرقة الوطن المسرحية، وقد أنتجت هذه الفرقة الكثير من الأعمال التي أثرت في تطور العروض المحلية وزيادة الوعي المعرفي الفني لنشاط المسرح في دولة قطر.

وبعد مرور بما يقارب الأربعين سنة من عمر الحركة المسرحية القطرية وفي عام 2016 أصدرت وزارة الثقافة والفنون قانون ينظم النشاط المسرحي القطري من حيث البنية الهيكلية للمسارح وأساليب الإشراف وطرق الإنتاج وطرق الانتخابات وتنظيم المهرجانات والمشاركات الخارجية وبهذا القانون تغير مسمى قسم المسرح إلى مركز شؤون المسرح ويتبع لوزارة الثقافة وعين الفنان صلاح الملا مديرا لهذا المركز ولقد كان هذا المطلب يمثل أحد طموحات المسرحيين القطريين.

 

القطـــاع المسرحــي الخـــاص:

بعد تطور الحركة المسرحية القطرية الأهلية ارتأى بعض الفنانين القطرين إنشاء شركات ومؤسسات خاصة للإنتاج الفني للتحرر من قيود النظام الأهلي للحركة المسرحية، ولإدارة الإنتاج بشكل جماهيري، وكنت أنا والفنان غانم السليطي من الأوائل فأسسنا الدار القطرية للإنتاج الفني سنة 1986، فكانت رافد جديد يطور ويدعم النشاط المسرحي القطري، وبعد عدة سنوات انفصلت وأسست شركتي الخاصة باسم شركة الموال للإنتاج الفني 1992، وبعد التأسيس الأول أقدم الكثير من الزملاء الفنانين في إنشاء شركات خاصة حتى بلغ عدد هذه الشركات ثلاثة وعشرين شركة (5)، قدمت ما يقارب ثمانية وستين مسرحية للكبار. كما جاء في احصائية الباحث زهير غزال.

يقول الباحث الأستاذ زهير غزال: ” بدأ المسرح المدرسي بدولة قطر سنة 1959 حيث كان مجرد فكرة لدى التربويين الذين قدموا أول مسرحية بمدرسة الدوحة الثانوية تناولت سيرة الصحابي مؤدن الرسول صلى الله عليه وسلم (بلال بن رباح) وفي سنة 1963 قدم المعهد الديني مسرحية (عالم وطاغية) تأليف الدكتور يوسف القرضاوي، وهي مسرحية تاريخية تناولت الصراع بين الحجاج بن يوسف الثقفي والعالم سعيد بن جبير، وفي سنة 1968 تطور النشاط التمثيل المدرسي من الارتجال إلى المسرحيات شبه المكتملة من حيث النص المسرحي والإخراج والديكور. حيث قدمه طلاب مدرسة الصناعة الثانوية مسرحية (طيب رغم أنفه)، وفي سنة 1969 عرضت أول مسرحية مكتملة الأضلاع الفنية من حيث التمثيل والنص المسرحي والإخراج والديكور والإضاءة المسرحية باسم مسرحية (صقر قريش) وكنت أحد الممثلين في هذه المسرحية.

واستمر النشاط المسرحي المدرسي بمحاولات فردية طلابية حتى سنة 1975 حيث أنشأت وزارة التربية والتعليم التربية المسرحية.

يقول الباحث الأستاذ زهير غزال: ” في عام 1975 تحول النشاط المسرحي المدرسي إلى برامج تربوية ثقافية من خلال جهاز مستقل له خططه وبرامجه ومهرجاناته، وقد أصبح للتربية المسرحية مهرجانا سنويا منذ سنة 1985. ولقد ضم هذا الجهاز كثير من القطريين خريجي المعاهد المسرحية العربية كإداريين وكذلك بعض الأخوة العرب (6). ولقد تخرج من عباءة هذا النشاط كثير من المخرجين والكتاب القطريين المتميزين بعضهم مازال يحمل راية العمل المسرحي ائلهلي والخاص. ولقد قدم هذا النشاط أو إدارة التربية المسرحية ما يقارب 119 مسرحية (7).

 

مســـرح الدمــــى

يقول الباحث أنه أولت وزارة التربية والتعليم مسرح الدمى اهتماما واضحا لما لهذا المسرح من قدرة على امتاع الطفل وإثارة خيالية وتثقيفه بصورة غير مباشرة ولهذا فقد قامت الوزارة بإنشاء مسرح العرائس سنة 1981 وزودته بالإمكانيات اللازمة على أحدث الطرز لتحقيق أهداف تربوية وثقافية وتعليمية متعددة، وكان هذا القسم يتبع إدارة التربية المسرحية (8) وفي سنة 1998 صدر مرسوم بقانون رقم 16 بإنشاء المجلس الوطني للثقافة والفنون والتراث كجهاز مستقل يرعى شؤون الثقافة.

يقول الباحث الأستاذ زهير غزال في كتابه مسيرة المسرح في قطر “وما من شك في أن المثقفين والفنانين والأدباء قد استبشروا خيرا خاصة أن المجلس برئاسة الناقد الدكتور محمد عبد الرحيم كافود (9)، وكان لي الشرف بأن أكون أحد أعضاء مجلس إدارة هذا المجلس، ونشط هذا المجلس وعمل بكل جد على تطوير الحراك الثقافي في قطر.

 

البنيــة الفنيـة لـدور العــرض في قطــر:

تقام العروض المسرحية في قطر في السنوات الأخيرة على عدة مسارح:

1/ مسـرح قطــر الوطنـي:

وهو أول مسرح مجهز فنيا على أحدث الطرق الفنية العالمية ويتسع لحوالي 500 مشاهدا، وهو يعود إلى وزارة الثقافة وقد افتتح في سنة 1982 وتعرض عليه أغلب فعاليات النشاط المسرحي في قطر.

2/ مسـرح دار الأوبــرا:

ويعود إلى (مؤسسة الحي الثقافي كتارا) ويتسع ل 420 مشاهد

3/ مسـرح عبد العزيـز ناصــر:

ويعود إلى المكتب الهندسي الخاص بالديوان الأميري ويتسع ل 980 مشاهد.

4/ مسـرح مركـز قطـر للمؤتمـرات:

ويتسع لعدد 2200 مشاهد ويعود لمؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع.

5/ مسـرح كليـة شمـال الأطلنطـي:

ويتسع لعدد 300 مشاهد ويعود للكلية.

6/ مسـرح يوفينيـو:

ويقع بالقرب بمنطقة مريخ بالقرب من فندق الشعلة ويعود إلى أحد المواطنين القطريين ويتسع لعدد 600 مشاهد.

 

البيـوت التقليديـة والتراثيــة المسرحيـــة:

1/ قلعــة الكــوت:

وقد عرض عليه مسرحيات عديدة محلية وعربية ويعود إلى هيئة متاحف قطر.

2/ بيـت السليطـي:

بيت أثري قديم في مدينة الدوحة عرض عليه كثير من المسرحيات مستخدمة الفضاءات الخارجية للمنزل والداخلية ويعود إلى وزارة الثقافة.

3/ المســرح المكشــوف:

وهو تحفة معمارية ويعود إلى الحي الثقافي كتارا في مدينة الدوحة.

 

أوضــاع الفــرق المسرحيــة الأهليــة في قطــر (نمـوذج)

1 ـ عدم وجود مقار مسرحية مجهز بمسارح خاصة بها تعرض عليها نشاطها المسرحي.

2 ـ عدم وضع خطط ودراسات مستقبلية من قبل المسؤولين على النشاط الثقافي المسرحي.

3 ـ قلة دور العرض المسرحية لتواكب النشاط المسرحي.

4 ـ عدم وجود دعم مادي ثابت للنشاط المسرحي لكي توضع لها الفرق برامجها الموسمية ففي كل مرة تختلف الدعوم المادية المقررة للنشاط المسرحي.

5 ـ غياب النقد المسرحي المنهجي العلمي للحركة المسرحية في قطر.

6 ـ ندرة كتاب المسرح، إذ يوجد قلة من الكتاب المتميزين.

7 ـ قلة العنصر النسائي القطري برغم مرور 50 عام من بدايات التأسيس.

8 ـ الرقابة بدون حرية لن تتطور الكتابة النصية وأخطر رقابة عي الرقابة الدينية.

 

نبـذة تاريخيـة عن بدايـة النشـاط المسرحــي في دول مجلـس التعـاون:

1/ البحريــن:

أول عمل 1925 بمسرحية “الحاكم بأمر الله” بمدرسة الهداية الخليفية بالمحروق.

2/ الكويــت:

قدم أول عرض 1922 بمسرحية “محاور إصلاحه” تأليف عبد العزيز الرشيد على مسرح المدرسة الأحمدية.

3/ المملكـة العربيــة السعوديـة:

قدم أول عرض بمسرحية “الظالم لنفسه” 1932 كنص مسرحي لكن أول عرض قام على المسارح السعودية 1950 بمدرسة صلاح الدين.

4/ الإمـارات العربيـة المتحــدة:

بدأ أول عرض مسرحي سنة 1958 ـ 1959 بمسرحية “وكلاء صهيون” تأليف الشيخ سلطان القاسمي بنادي الشعب بالشارقة.

5/ سلطنــة عمــان:

أول مسرحية 1960 بعنوان “صقر قريش” في مسرح النادي الأهلي.

6/ دولــة قطــر/

أول عمل مسرحي 1959 مسرحية “الفتاشة” في نادي الطليعة.

 

أوجـــه التشابــة بين مسـارح دول مجلـس التعـاون:

أوجـــه التشابــة بين مسـارح دول مجلـس التعـاون كثيرة:

  1. البدايات أغلب بدايات النشاط المسرحي بدأت في المدارس والأندية الرياضية والاجتماعية معةبدايات التعليم النظامي في دول مجلس التعاون.
  2. ومن أهم عمليات التشابه في الحركة المسرحية في دول مجلس التعاون هي عملية التكوين (10) البنيوي للمسرح في الخليج لم ينشأ المسرح من خلال المؤسسات الرسمية الثقافية أي لم يكن هناك تشريعات وقوانين وضعت من قبل دول مجلس التعاون وإنما نشأ المسرح بالعمل التطوعي الشعبي.

أ/ في المؤسسـة التعليمية:

ب/ في الأندية الرياضية والاجتماعية.

3. أغلب الأعمال الاولى للحركة كانت من التراث الإسلامي مثل “صقر قريش” في قطر وعمان و”الحاكم بأمر الله” في البحرين.

4. أغلب البدايات جاءت على ايدي المدرسين العرب القادمين من الدول العربية,

5. أغلب الأعمال بداياتها كانت باللغة العربية الفصحى، وبعد تطور الحركة أصبحت اللهجة العامية هي السائدة.

6. أغلب النشاط المسرحي في دول مجلس يعتمد على الدعم المادي من قبل وزارة الثقافة والفنون ولم تسطع الفرق الأهلية الاعتماد الذاتي          في نشاطها المسرحي.

7. برغم عمر الحركة الذي يصل إلى المائة عام مازال يفتقر إلى العنصر النسائي المحلي.

8. يفتقر الحراك المسرحي في دول مجلس التعاون إلى الخطط المستقبلية المنهجية العلمية لتطور الحركة المسرحية من قبل المؤسسات             الرسمية أو من قبل إدارة الفرق الأهلية لدول مجلس التعاون.

9. عدم وجود مقررات مسرحية مجهزة مسرحيا من الناحية البنيوية (مسارح للعروض وصالات بروفات ملك للفرق).

10. ندرة كتاب المسرح في دول مجلس التعاون برغم مرور سنوات طويلة من عمر الحراك المسرحي.

11. ما زالت النظرة المجتمعية والرسمية تنظر إلى المسرح كمادة ترفيه وليس جزء من الخطط التنموية العاملة على تطور المجتمعات في دول             مجلس التعاون.

12. ما زال تكوين الممثل يفتقد إلى المنهج العلمي في أغلب دول مجلس التعاون.

 

وفي الختام، أتمنى لحركتنا المسرحية في دول مجلس التعاون كل التقدم والازدهار وتكون هذه الورقة إضافة الضوء على الجوانب التاريخية وبعض معوقات تطور النشاط المسرحي في دول مجلس التعاون.

 

الإحـــالات:

(1): كتـاب مسيـرة المسـرح في قطـر للباحث زهير غزال.

(2): كتـاب مسيـرة المسـرح في قطـر للباحث زهير غزال ـ من إصدارات مركز شؤون المسرح.

(3): كتاب “المختصر المفيد في المسرح العربي الجديد ـ المسرح في قطر” إعداد: دكتور حسن رشيد، من إصدارات الأمانة العامة للهيئة العربية للمسرح 2009.

(4): كتـاب مسيـرة المسـرح في قطـر للباحث زهير غزال، من إصدارات مركز شؤون المسرح.

(5): كتـاب مسيـرة المسـرح في قطـر للباحث زهير غزال، من إصدارات مركز شؤون المسرح.

(6): كتـاب مسيـرة المسـرح في قطـر للباحث زهير غزال.

(7): الحياة المسرحية في قطر (حسان عطوان)

(8): كتـاب مسيـرة المسـرح في قطـر للباحث زهير غزال.

(9): كتـاب مسيـرة المسـرح في قطـر للباحث زهير غزال.

(10): الدكتور إبراهيم غلوم (بحث الواقع في صيغة المستقبل نظرة في تجربة المسرح في الخليج)

 

************************

* ملاحــظــة: هذة الورقة للأستاذ حمد الرميحي الذي قدمها في الجلســة الثانية من اليوم الأول التي ناقشت موضوع ““البنية الهيكلية والإدارات والمرافق الرسمية للمسرح في دول مجلس التعاون” بالندوة الفكرية: «البنية الأساسية للمسرح في دول مجلس التعاون الخليجي» ضمن فعاليات الدورة 14 لمهرجان المسرح الخليجي التي احتضنها مدينة الرياض (10 ـ 17 سبتمبر 2024) ، وذلك يوم الخميس 12 سبتمبر 2024، بقاعة المؤتمرات (بإقامة المهرجان).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع طرق الربح مع كيفية الربح من الانترنت