مييرهولد والموسيقى/ د. فاضل الجاف

يُعد مييرهولد من أبرز المخرجين الذين منحوا الموسيقى اهتماماً استثنائياً. منذ طفولته، كان يسعى لأن يصبح موسيقيا (عازف كمان)، وقد ساعدته هذه الخلفية الموسيقية في تطوير منهج خاص في الإخراج يعتمد بشكل أساسي على الموسيقى.
خلال مسيرته الإخراجية عمل مييرهولد مع أفضل الملحنين في عصره، مثل كوزمين وشوستاكوفيتش وبروكوفييف، ما يؤكد هذا التأثير الموسيقي.
إذا سألت عن العنصر الأهم في منهج مييرهولد الإخراجي، فإن الإجابة ستكون ببساطة: الموسيقى. كان الإيقاع في عروض مييرهولد عنصرًا أساسيًا لدرجة أن جميع العناصر الإخراجية قامت عليه.
اعتمد مييرهولد في بناء عروضه على الهيكل السيمفوني وقوانين التأليف الموسيقي مثل الإيقاع، الوتيرة(تيمبوريتم)، التناغم( هارمونيا)، والتضاد( كونتراس). كان يطمح لأن يقود المخرج عرضه المسرحي كما يقود المايسترو الفرقة الموسيقية، لكن هذا الحلم، كغيره من أحلامه، لم يتحقق.
بمعنى أدق، يُعتبر الإيقاع في منهج مييرهولد جوهر كل عنصر من عناصر العرض. فالجمال لا يكمن فقط في الأفكار، بل في إيقاع الأفكار والموسيقى القائمة عليها. ويتجاوز هذا المفهوم المسرح ليشمل جميع عناصر العرض، مثل الصوت، الألوان، الفضاء، والتصميم.
وقد قال مييرهولد: “الإخراج ليس مجرد بناء مشهد متوازن، بل هو عملية تأثير الزمن على الفضاء”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع طرق الربح مع كيفية الربح من الانترنت